دمشق في مرمى الجيش الحر: انفجار في مبنى هيئة الأركان واستهداف مقر الحكومة

الشيخ: أهدافنا في المرحلة المقبلة هي ضرب المقرات الأمنية وشخصيات النظام

TT

بعد شهر على تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق الذي أسفر عن مقتل 4 من كبار مساعدي الرئيس بشار الأسد، كانت يوم أمس العاصمة السورية في مرمى استهداف الثوار والجيش الحر، ورافق ذلك اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في حي مزة في موازاة عمليات الدهم والاقتحام المستمرة في أحياء مختلفة من العاصمة منذ أيام عدة.

ففي الصباح، هز انفجار مبنى هيئة الأركان في دمشق، بحسب ما أكد قادة الجيش السوري الحر، الذي عاد وتبنى العملية التي وصفها قائده رياض الأسعد بـ«النوعية»، مؤكدا في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه «استهدف اجتماعا عسكريا وقد قتل فيها كثير من عناصر هيئة الأركان».

ولفت الأسعد إلى أن الانفجار وقع في «مرآب» المبنى، الواقع على مقربة من الفندق الذي يرتاده المراقبون. مع العلم أن المنطقة التي وقع فيها الانفجار تضم أيضا ناديا لضباط الجيش، ومبنى تابعا لحزب البعث الحاكم وهو غير بعيد عن مركز قيادة الجيش.

كذلك، أكد مسؤول مكتب التنسيق والارتباط التابع للقيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، الرائد ماهر النعيمي، لـ«وكالة الأنباء الفرنسية» إن «الجيش السوري الحر الذي نفذ هذه العملية استهدف اجتماعا عسكريا في مقر الأركان العامة». وأوضح أن العملية تضمنت «تفجيرين: الأول داخل المقر والثاني خارجه»، مشيرا إلى وجود ما لا يقل عن 150 شخصا، بينهم 10 ضباط مسؤولين عن قمع المظاهرات.

وبعد ظهر أمس، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات وقعت بين القوات النظامية ومقاتلين من الجيش الحر استهدفوا مبنى السفارة الإيرانية الجديد ورئاسة الوزراء بقذائف «آر بي جي»، كما تعرض حيا القدم والعسالي لقصف من قبل القوات النظامية ترافق مع إطلاق رصاص كثيف.

ووضع قائد المجلس العسكري في الجيش الحر العقيد مصطفى الشيخ، العمليات التي استهدفت مبنى هيئة الأركان، ومن ثم السفارة الإيرانية ورئاسة الوزراء في خانة الأهداف المشروعة للجيش الحر والثوار والشعب على حد سواء. مؤكدا أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على العاصمة دمشق بهدف استنزاف الجيش النظامي وقواته.

وقال الشيخ لـ«الشرق الأوسط» إن «أهدافنا في المرحلة المقبلة هي ضرب المقرات الأمنية التابعة للنظام واستهداف شخصياته وصولا إلى إسقاطه»، معتبرا أن «عمليات أمس هي تفجيرات بسيطة بهدف إحداث الرعب النفسي والمعنوي، والتأكيد للنظام أننا موجودون في كل مكان، وقادرون على الوصول إلى أي مكان». وفي حين لم يتم الإعلان عن معلومات إضافية أو تفصيلية حول استهداف مقر الحكومة، أعلن التلفزيون السوري أن «انفجار الصباح وقع أمام فندق (الداما روز) في دمشق الذي يقيم فيه المراقبون الدوليون بالقرب من هيئة الأركان العامة، وكان عبارة عن عبوة ناسفة ألصقت في صهريج مازوت أدت إلى سقوط 3 جرحى». وتعليقا على هذا الموضوع، قال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري: «هذا عمل إجرامي آخر يدل على الهجمة التي تتعرض لها سوريا، وعلى الطبيعة الإجرامية والمتوحشة للأطراف التي تقوم بهذه الهجمة ولمن يدعمه من الداخل والخارج».

من جهة أخرى وعلى الصعيد الميداني أيضا، ذكر المرصد السوري أن القوات النظامية السورية نفذت حملة مداهمات في حي القابون ترافقت مع تمشيط الطائرات الحوامة للمنطقة، كما سمعت أصوات انفجارات وإطلاق رصاص. كذلك اقتحمت القوات النظامية حي نهر عيشة ونفذت حملة مداهمات. وفي ريف دمشق تتعرض منطقة حوش عرب للقصف من قبل القوات النظامية وانهمرت القذائف على بلدة التل التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها.

كما أفاد ناشطون أن القوات النظامية قامت بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق عدد من المواطنين بحي بستان الرازي في دمشق عصر أمس.