قوات الأمن تحاصر حلب وتدكها بالمدفعية والطائرات الحربية

«هيومان رايتس ووتش» تتهم النظام باستهداف المستشفيات.. ومجزرة في قصف على أعزاز

سوريون أثناء بحثهم عن محاصرين تحت الانقاض بعد غارة جوية للنظام السوري على بلدة عزاز، بالقرب من مدينة حلب أمس (أ.ف.ب)
TT

ظلت وتيرة الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأمن السورية على مدينة حلب على حالها على الرغم من توسع رقعة العنف في سوريا وضربه، بشكل خاص، قلب العاصمة دمشق يوم أمس.

وبينما تحدث ناشطون لـ«الشرق الأوسط» عن مساع يقوم بها النظام لمحاصرة مدينة حلب من خلال قطع الاتصالات عنها وكل خدمات الإنترنت منذ 3 أيام، بالتزامن مع دكها بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» النظام السوري باستهداف مستشفى الطوارئ الرئيسي في مدينة حلب. وأوضحت المنظمة أن المقاتلات السورية قصفت المستشفى فأصابت شخصين وتسببت في أضرار بالغة، كما كانت المقاتلات قصفت المستشفى الأحد الماضي، وتسبب القصف على ما يبدو في مقتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثة.

وقال بيان للمنظمة: «عندما يقع هجومان جويان على مستشفى في غضون ثلاثة أيام؛ فإن هذا الأمر لا يكون عارضا». وقال أولي سولفانغ، الباحث في قسم الطوارئ في المنظمة «بإطلاق صواريخ على مستشفى قائم وواضح، تظهر الحكومة عدم اكتراثها الواضح بحياة المدنيين».

ومن حي صلاح الدين في حلب، تحدث محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة في حلب، لـ«الشرق الأوسط» عن «حصار حقيقي يفرضه النظام على المدينة من خلال قطع جميع أنواع خدمة الإنترنت وجميع الاتصالات عنها منذ أكثر من 3 أيام»، لافتا إلى أن النظام «يتعمد قطع المدينة عن الخارج، بالإضافة إلى إيقاف الكثير من الرحلات من وإلى مطار حلب». وقال «لقد تمكنت القوات النظامية من السيطرة على أجزاء من حيي صلاح الدين والأعظمية، فأصبحت المعارك تجري داخل حي صلاح الدين»، مشيرا إلى «قصف عنيف جدا يتعرض له أكثر من 14 حيا في حلب، وإلى دمار كبير خاصة في أحياء صلاح الدين والأعظمية».

وأوضح الحلبي أن «الجيش الحر يعتمد في معاركه داخل حلب سياسة الكر والفر، خاصة أن قوات النظام سيطرت على إحدى المؤسسات الدولية وعلى قصر الضيافة في حلب الذي يستخدمه عادة الرئيس، لتحولها إلى ثكنات عسكرية».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن «أحياء سيف الدولة والسكري والصاخور وطريق الباب ومناطق بحي صلاح الدين تعرضت يوم أمس للقصف من قبل القوات النظامية»، مشيرا إلى «اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى الهجرة والجوازات وفي حيي سيف الدولة والزهرة».

وفي غضون ذلك، شنت قوات الأمن السورية بالأمس حملة عسكرية غير مسبوقة على مدينة أعزاز شمال حلب والتي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، فقصفت بالطيران الحربي وبشكل عشوائي المباني والأحياء، مما أوقع وبحسب ناشطين عددا كبيرا من القتلى، قال ناشطون إنه تراوح بين 30 و80، وعشرات الجرحى، ولم يمكن التأكد من الأرقام بصورة دقيقة نظرا لوجود حالات حرجة.

وفي ريف حلب، أوضح المرصد أن «الاشتباكات العنيفة تستمر في بلدة منبج بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة يحاولون السيطرة على سد تشرين»، لافتا إلى أن «تجمعات مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة تتعرض للقصف من خلال المروحيات». وأفاد بمقتل مدني في قرية كفرحمرة إثر القصف الذي تعرضت له القرية في ريف حلب.

وبينما ذكر المرصد أنه وفي مدينة اللاذقية «اقتحمت القوات النظامية ترافقها عناصر من الشبيحة حي قنينص وبدأت حملة مداهمات للمنازل قرب محمصة القسام»، قال المتحدث باسم الجيش السوري الحر العقيد مصطفى عبد الكريم إن لواء «درع الثورة» التابع للجيش الحر اعترض رتلا من عشر دبابات وعشرين ناقلة جند وخمس عربات وسيارات خفيفة على طريق باب الهوى بين إدلب وباب الهوى، وتمكن من تدميره بالكامل. وأضاف «استمرت المعركة منذ الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء، وأسفرت عن عشرين قتيلا من لواء درع الثورة وسبع عشرة إصابة، إضافة إلى أربعين قتيلا من الجيش النظامي ومن وصفهم بالشبيحة». وقال العقيد عبد الكريم «استخدم النظام الطيران الحربي من نوع (ميغ 23) في قصف بعض المناطق من بينها بلدة كِلَّة وقرية حزانو بالطيران الحربي».

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس عقدت محادثات في سوريا بشأن سبل زيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين المحصورين في العنف المتزايد، وحثت الحكومة ومقاتلي المعارضة على احترام القوانين الإنسانية الدولية. وقالت آموس في بيان «الناس الذين التقيت بهم اليوم أبلغوني بأنهم يحتاجون إلى مياه نظيفة وصرف صحي ومساعدة طبية وغذاء»، وأضافت «إنهم خائفون. كثيرون منهم ليس لهم مسكن يعودون إليه، وهم في حاجة ماسة إلى المزيد من الدعم والمساعدة».