بانيتا يتهم إيران بأنها تساعد الأسد وتدرب ميليشيات شعبية تابعة لنظامه

ديمبسي يؤكد أن المعارضة السورية هي التي أسقطت طائرة عسكرية تابعة للجيش النظامي > إسرائيل تتوقع أن تستمر حرب محتملة مع إيران شهرا

TT

اتهم ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي، إيران بمساعدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأنها تدرب ميليشيات شعبية تابعة لنظام الأسد.

وقال الوزير، في مؤتمر صحافي اشترك فيه الجنرال مارتن ديمبسي، قائد القيادة الأميركية المشتركة، إن التدخل الإيراني «يساعد على زيادة القتل المستمر في سوريا». وأيضا، في «تعزيز نظام نعتقد أنه، في نهاية المطاف، سوف ينهار». ووصف الوزير الميليشيات الشعبية بأنها تتكون، بصورة عامة، من قوات «سورية شيعية».

وفي نفس المؤتمر الصحافي، قال الجنرال ديمبسي: «أي قوات مسلحة يمكن أن تستفيد من مثل هذه المساعدات الشعبية المسلحة. إنهم (القوات السورية المسلحة) يواجهون مشكلات في التموين، والإمدادات، والمعنويات. إنهم يواجهون، أيضا، النوع من المشكلات بسبب استمرار الحشود، والقتال، والتمزق الذي يأتي، عادة، مع استمرارهم في القتال إلى المدى الذي يظلون يستمرون فيه».

وأكد الجنرال ديمبسي أخبارا حول أن المعارضة المسلحة في سوريا أسقطت طائرة عسكرية تابعة لجيش الأسد. لكنه لم يفصل. وقال إنه ليس متأكدا إذا صارت المعارضة المسلحة تملك أسلحة ثقيلة، أو صواريخ أرض - جو. وإن الطائرة المقاتلة، من نوع «ميغ»، يمكن أن تكون قد أسقطت بنيران أسلحة صغيرة.

وتعليقا على أخبار بأن نظام الأسد قال إن سقوط الطائرة كان بسبب عطل فني، قال ديمبسي إن السبب «لا يبدو أنه ميكانيكي».

وردا على سؤال حول الخيارات العسكرية الأميركية للتدخل في سوريا، قال ديمبسي، إن الولايات المتحدة تشترك في مناقشات مع الأردن وتركيا «حول احتمال الحاجة إلى منطقة آمنة»، لأن البلدان المجاورة لسوريا تشهد تدفق لاجئين فارين من القتال.

لكن، لم يؤكد ديمبسي أن القوات الأميركية سوف تشترك في فرض منطقة امنة، أو منطقة نزع سلاح في سوريا. وقال: «ربما سيتضمن موضوع ملاذ أمن شكلا من أشكال منطقة حظر الطيران. لكن، نحن لا نخطط لأي شيء من جانب واحد».

وفي المؤتمر الصحافي، كرر بانيتا ما كان قاله في مقابلة لوكالة «أسوشييتد برس» يوم الاثنين الماضي، وهو أن منطقة حظر الطيران في المنطقة «ليست قضية ملحة» للولايات المتحدة في الوقت الحاضر. وإنه، بدلا من ذلك، تركز الولايات المتحدة على تقديم مساعدة إنسانية وغير قاتلة. وأيضا، تركز على ضمان أمن الأسلحة الكيميائية والجرثومية التي يملكها نظام الأسد.

وأشارت مصادر إخبارية أميركية إلى أن الرئيس باراك أوباما قال، مرارا، إن الأسد «يجب أن يذهب». وأن الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، بما في ذلك العقوبات، يجب أن تعطي الوقت الكافي لتؤدي الدور المتوقع بها. وقالت المصادر إن مسؤولين وخبراء عسكريين أميركيين، بمن في ذلك بانيتا، كرروا بأن تأسيس منطقة حظر جوي فوق سوريا سيكون صعبا بسبب أنظمة الدفاع الجوي الحديثة والقوية التي يملكها النظام السوري.

ومن جهته قال وزير الدفاع المدني الإسرائيلي في مقابلة نشرت أمس إن الحرب مع إيران ستتحول على الأرجح إلى صراع يستمر شهرا على عدة جبهات تشمل توجيه ضربات صاروخية إلى مدن إسرائيلية وسقوط نحو 500 قتيل.

وقال ماتان فيلنائي وهو جنرال سابق على وشك أن يترك منصبه الوزاري ليصبح سفيرا لإسرائيل في الصين لصحيفة «معاريف»: «لا مجال للهستيريا. الجبهة الداخلية في إسرائيل مستعدة أكثر من أي وقت».

ونشرت المقابلة في الوقت الذي بثت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية تقارير على مدى أسبوع تشير إلى أن إسرائيل قد تهاجم منشآت نووية إيرانية قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال فيلنائي حين سئل عما إذا كان يتعين على إسرائيل أن تدخل في حرب مع إيران «لا أريد أن أستدرج إلى الجدل... لكن الولايات المتحدة هي صديقتنا الكبرى وعلينا أن ننسق دوما مثل هذه التحركات معها». وفي تكرار لتقييم ردده وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قال فيلنائي إن مئات الصواريخ يمكن أن تسقط على إسرائيل يوميا وتقتل نحو 500 شخص في حربها مع إيران التي توعدت برد قوي إذا تعرضت للهجوم. وأضاف فيلنائي «ربما يقل عدد القتلى عن ذلك أو يزيد... لكن هذا هو السيناريو الذي نستعد له بما يتماشى مع نصيحة أفضل الخبراء».

وقال: «التقدير هو لحرب تستمر 30 يوما على عدة جبهات»، مشيرا إلى إمكانية أن يشن حزب الله اللبناني ونشطون فلسطينيون في غزة هجمات صاروخية على إسرائيل..

وأقامت إسرائيل درعا صاروخية متطورة ستصد على الأرجح بعض هذه الهجمات كما أنها تجري بشكل دوري تدريبات للدفاع المدني استعدادا لهجمات صاروخية.

ولم يشر فيلنائي في المقابلة إلى تأثير صراع يستمر شهرا على اقتصاد إسرائيل في حالة تعرض تل أبيب، المركز التجاري لإسرائيل، لصواريخ طويلة المدى.

وفي غضون ذلك، نقلت صحف تركية أمس عن السفير الأميركي فرانسيس ريتشاردوني في أنقرة قوله إن هناك عقبات قانونية وعملية حقيقية أمام إقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي في سوريا، بعد أن بحث البلدان القضية في مطلع الأسبوع، موضحا أن «قضايا مثل فرض منطقة حظر جوي أو إقامة منطقة عازلة في سوريا سهل بحثها، لكن من الصعب تنفيذها».

ونقلت صحيفة «طرف» عن السفير قوله: «بالطبع يجب أن نقيم تلك المسائل. لكن مباحثاتنا لتلك القضايا مع تركيا يجب ألا تعني أننا نقدم التزاما بإقامة مثل تلك المناطق»، وأيضا «هناك عقبات قانونية وعملية حقيقية أمام هذه المسألة»، وتوضيحه «سنعكف على موضوعات مثل مرحلة انتقالية ومنطقة عازلة في إطار مجلس الأمن، بما يتوافق مع القانون الدولي».

من ناحية أخرى نقلت قناة «سي. إن. إن.ترك» التلفزيونية التركية، بحسب وكالة «رويترز»، عن السفير الأميركي قوله إن «إيران، وهي حليف وثيق لسوريا، تقدم أسلحة لقوات الأسد»، لكن السفارة الإيرانية في أنقرة أصدرت بيانا نفت فيه ذلك.