مصر: «الإخوان» يستبقون مظاهرات مناوئة لهم بمليونية لـ«ختم القرآن» بالتحرير

إجراءات أمنية لحماية مقار الجماعة في 24 أغسطس.. ومطلقوها: المظاهرات «سلمية»

مصريون في صلاة التراويح خارج أحد مساجد القاهرة أمس (رويترز)
TT

يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها (الحرية والعدالة)، بدأت تشعر بالقلق جديا من دعوات للتظاهر أطلقت ضدها تحت اسم «ثورة 24 أغسطس»، من قبل عدد من السياسيين المعارضين، تهدف لإسقاط رئيس الجمهورية محمد مرسي وحل الجماعة، واستباقا لهذه المظاهرات قررت الجماعة اتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية لحماية مقارها، وعمدت إلى ما يشبه «استعراضا لقوتها ومؤيديها»، حينما دعت جموع الشعب المصري إلى المشاركة في مليونية بميدان التحرير اليوم (الخميس) تحت اسم «ختم القرآن» لدعم الرئيس مرسي.

وقال الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة ستشارك مع القوى الوطنية والثورية في مليونية اليوم (الخميس) للاحتفال بختم القرآن بعد صلاة التراويح، وكذلك لتأييد قرارات الرئيس مرسي في إحالة قيادات المجلس العسكري للتقاعد.

ودعت مجموعة من السياسيين والإعلاميين المعارضين لجماعة الإخوان، أبرزهم النائب الليبرالي السابق بمجلس الشعب محمد أبو حامد، والإعلامي توفيق عكاشة، وأحزاب التجمع ومصر القومي، بالإضافة إلى عدد من أنصار الرئيس السابق حسني مبارك، إلى مظاهرات يوم 24 أغسطس (آب) الجاري، لإسقاط جماعة الإخوان ومحاصرة مقارها بجميع محافظات مصر.

وأبدت جماعة الإخوان المسلمين قلقها من تحول المظاهرات ضدها إلى أعمال عنف، إذا ما حدثت مواجهة محتملة بين شباب «الإخوان» والمتظاهرين ضد الجماعة، والرئيس المنتمي إليها، وبدأت الجماعة خطتها لتأمين مقارها عن طريق الاستعانة بشباب الجماعة، بالإضافة إلى التنسيق مع القوات الأمنية.

وقدم عبد المنعم عبد المقصود، محامي الإخوان المسلمين، بلاغا للشرطة حول دعوات تحريض على حرق مقار «الإخوان» بالمحافظات انتشرت على الإنترنت. وقال عبد المقصود إنه تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية لمنع أي جرائم تعدٍّ على المقار، وإن القوات الأمنية، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، ستعمل على تأمين المقار وتكثيف البلاغات ضد المحرضين.

لكن متظاهري هذا اليوم أكدوا أن دعوتهم للتظاهر ليست لحرق مقار «الإخوان»، وإنما لـ«حرق أحلامهم» بأن تصبح مصر دولة إخوانية، يترأسها المرشد العام عن طريق تنظيمهم القادر على تزييف إرادة الناخب.

وقال محمد أبو حامد، مؤسس حزب حياة المصريين، مطلق دعوة «ثورة 24 أغسطس» المزمعة ضد جماعة الإخوان، إن أهداف الثورة سلمية، وليست كما يزعم «الإخوان» أنها ثورة عنف ولا تريد الأمان لمصر.

وأشار أبو حامد، في بيان له أمس، إلى أن «أهداف 24 أغسطس تتمثل في رفض قرار رئيس الجمهورية بإعطاء نفسه صلاحية إصدار وإلغاء الإعلانات الدستورية دون استفتاء الشعب أو التشاور مع القوى السياسية، ورفض (أخونة) مؤسسات الدولة وإصدار قانون بتجريم التعيينات السياسية للحفاظ على الهيكل الإداري للدولة».

وأضاف: «تطالب الثورة تقنين وضع جماعة الإخوان كإحدى جمعيات المجتمع المدني التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي، وتحديد أهداف الجماعة ومجلس إداراتها ومصادر تمويلها والأنشطة المصرح لها بمزاولتها»، موضحا أنه «في حالة الإصرار على عدم تقنين وضع الجماعة يتم العمل على تنفيذ قرار حلها وذلك بتسليم أموال ومقرات وأصول الجماعة للدولة باعتبارها مالا عاما مملوكا للشعب المصري».

وشدد أبو حامد في البيان على ضرورة التحقيق مع قيادات جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بشأن مصادر تمويل الجماعة والحزب، خاصة منذ قيام ثورة 25 يناير حتى تاريخه، بالإضافة إلى التحقيق معهم أيضا بشأن اللقاءات التي جمعت بينهم وبين شخصيات وجهات أجنبية. كما أعلن حزب التجمع مشاركته في المظاهرات، ودعا الحزب في بيان سابق له إلى تحرك جماهيري واسع لرفض تحويل مصر إلى «إمارة إخوانية» يحكمها المرشد ومكتب إرشاده، ورفض مشروع الدستور «الإخواني - السلفي»، على حد وصف الحزب، الذي اعتبره «يتستر بدعاوى متأسلمة ولا علاقة لها بصحيح الإسلام».

من جهته، قال النائب السباق مصطفى بكري، الذي سيشارك في المظاهرات، إن الرئيس محمد مرسي أقسم على حماية الدستور ثم عصف به بإلغائه للإعلان الدستوري المكمل، عبر قرار غير دستوري، يؤكد بالفعل أن النية مبيتة لهدر دولة القانون والدستور.

وأضاف بكري في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «لأول مرة في التاريخ ينفرد الرئيس بالسلطة التشريعية والتنفيذية في الوقت نفسه، وأعطى لنفسه الحق في تشكيل الجمعية التأسيسية البديلة للدستور الجديد، في حال بطلان الحالية، وهذا مخالف للقانون والدستور».

وعزل الرئيس المصري محمد مرسي بداية الأسبوع الحالي كبار قادة المجلس العسكري، وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع رئيس المجلس، والفريق سامي عنان رئيس الأركان، كما ألغى الإعلان الدستوري المكمل، الذي أصدره العسكري خلال جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة.

في المقابل، دعا النائب الإسلامي السابق عصام سلطان، القيادي بحزب الوسط، إلى عدم مهاجمة الداعين للنزول يوم 24 أغسطس، وقال في بيان له أمس: «هذا حقهم الذي يجب أن يحترم، صحيح أن دعوتهم لإسقاط نظام منتخب لا تماثل ولا حتى تشابه دعوتنا للنزول يوم 25 يناير (كانون الثاني) لإسقاط نظام مزور، وصحيح أن أفكارهم وانتماءاتهم وارتباطاتهم ومقدساتهم تختلف عما نحن عليه وما نعتز ونفخر به من هوية حضارية.. لكن الأصح أن لا نهاجمهم».

وطالب سلطان بـ«حمايتهم وتوفير الأمان لهم، لأن هذا حقهم كما أنها فرصة ستبدو لنا فيها صورتهم الحقيقية، بغير رتوش أو تجميل أو تلكيك، كما وكيفا وشكلا وموضوعا وتأثيرا».