ريان ورومني: تشارك في الرؤى وتناقض في طريقة اللبس

نائب الرئيس يحتاج إلى «خياط» جديد

ريان عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية ويسكونسن («واشنطن بوست»)
TT

في يوم السبت الماضي، قام المرشح الرئاسي ميت رومني بتقديم نائبه بول ريان للرأي العام الأميركي، واصفا المثل العليا والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما.

ولكن، من الواضح أن الثنائي لا يشتركان في نفس الخياط.

ظهر رومني بصورة مشرقة، بأكمامه المشمرة بعناية ورابطة عنقه الزرقاء الفاتحة، وهي الطريقة التي غالبا ما يبدو عليها المرشحون للانتخابات الرئاسية.

ولكن ريان، وهو عضو الكونغرس الأميركي عن ولاية ويسكونسن، بدا غير مرتب وغير مهندم بصورة كبيرة بالنسبة لنائب مرشح رئاسي، كما لو كان قد سافر جوا لساعات طويلة، وقام بأخذ حقيبة شخص آخر عن طريق الخطأ. كان سروال ريان يتدلى على كاحليه وقميصه الأبيض يتجمع على بطنه وسترته الغامقة متدلية، بطريقة تتناسب مع رجل دين وليس مع رجل يحاول الحصول على بطاقة رئاسية.

بدا أن ريان، وهو عضو جمهوري بارز في الكونغرس والمعروف عنه الدقة الشديدة في الأرقام وحبه الكبير لممارسة التمارين، غير مبال بشكل غريب بالملابس التي كان يرتديها خلال اللحظات الأكثر أهمية في حياته السياسية. كيف أمكن لهذا الرجل المحب للياقة البدنية والذي يحتوي جسده على ما بين 6 إلى 8 في المائة من الدهون أن يرتدي سترة تبدو أكبر منه بمقاسين؟

تقول كريستين يانكي، رئيسة شركة «بوزيتف كوميونيكاشنز»، وهي شركة استشارات تعمل في مجال الإعلام والتصوير ويقع مقرها في واشنطن، وتتضمن قائمة عملائها صحيفة «واشنطن بوست»: «لقد بدا بول ريان على صورته الحقيقية، رجل غير مهندم وخبير في السياسات العامة»، مضيفة: «لا أعتقد أن هذا الأمر سيتغير خلال الحملة الانتخابية. وإذا تم الضغط كثيرا على هذا الأمر، فسوف يبدو ريان ورومني على هيئة الرؤساء التنفيذيين في شارع وول ستريت».

ربما جاءت سترة ريان الساذجة غير المهندمة متوازنة نوعا ما مع مظهر رومني الأكثر أناقة. قد تؤدي حساسيات ريان الخاصة بمنطقة الغرب الأوسط وسراويله الفضفاضة إلى اجتذاب الناخبين الذين يعتقدون أن ارتداء أزرار أكمام للقمصان نوع من التبذير في الإنفاق، ولكن ريان يؤمن بتخفيض الميزانيات وليس بتخفيض أرجل السراويل.

يقول دانيال جيمس كول، وهو أستاذ في «معهد تكنولوجيا الأزياء» في نيويورك: «يحاول بعض الناس وضع السترة التي كان يرتديها في صورة اجتماعية أكبر من حجمها الحقيقي بكثير. يرتدي رومني الجينز، بينما كان ريجان يرتدي القمصان المفتوحة في عام 1980. تسعى الحملة الانتخابية لطرح رومني على أنه رجل عادي، ولكنني أعتقد أنه لم يفكر مليا في ما كان سيرتدي». ربما كان هذا مجرد محاولة ليبدو بشكل غير رسمي ولكن بصورة أكثر من اللازم أو محاولة للتودد للناخبين. ومنذ سبعينات القرن العشرين، عندما كان جيمي كارتر أول رئيس يتم تصويره وهو يحمل حقيبة سفره على كتفه أثناء الحملة الانتخابية، وعندما قام لامار ألكسندر بارتداء قميص منقوش باللونين الأحمر والأسود أثناء رحلته التي بلغت 1000 ميل في شتى أنحاء ولاية تينيسي خلال سباق انتخاب حاكم الولاية، بدأ السياسيون في عدم المغالاة في ملابسهم كي يتمكنوا من الفوز بالمزيد من أصوات الناخبين.

يقول توماس باترسون، وهو أستاذ في «كلية كيندي للدراسات والسياسات الحكومية» بجامعة هارفارد: «لقد تحول الناخبون من الظهور بصورة أكثر رسمية وبعدا عن الناس إلى تقديم أنفسهم على أنهم أشخاص عاديون عن طريق ارتداء ملابس عادية»، مضيفا: «ولكن ربما يكون ريان في حاجة إلى خياط جديد في بداية مرحلة جديدة في حياته. سوف تحاول الحملة تولي القيام بكل الأمور، فنادرا ما تترك شيئا للصدفة».

ومنذ بداية الحملة الانتخابية، برع رومني في ارتداء السراويل الجينز ماركة «جاب» والقمصان ذات الأكمام المشمرة، حيث يبدو مظهره غير الرسمي مشرقا وسليما من الناحية السياسية، ولكن الوافدين الجدد على الحملة الانتخابية، أو أولئك الذين يرغبون في ارتداء مثل هذه الملابس، يميلون إلى التغاضي عن التفاصيل الدقيقة التي يتقنها السياسيون المخضرمون أثناء حملاتهم الانتخابية.

يقول لويس إيفيراند، وهو خياط من جورج تاون والذي قام بحياكة السترات الرسمية للموظفين المعينين في إدارة الرئيسين بوش وأوباما، إنه يلاحظ أن أعضاء الكونغرس الجدد يرتدون سترات جاهزة، وهو ما يفصلهم عن السياسيين المخضرمين.

يضيف إيفيراند: «يقوم السادة الذين جاءوا إلى هنا لفترة من الوقت بارتداء سترات مناسبة للغاية، ولكن ربما لا يعلم أعضاء الكونغرس الجدد الذين جاءوا حديثا إلى واشنطن كيف يرتدون سترات مناسبة، أو ربما يكون هناك خياطون عظام في واشنطن».

ربما لا يبالي هؤلاء الأشخاص بهذه الأشياء. وفي حالة ريان، فإن إظهاره بمظهر الوافد الجديد الذي يرتدي السراويل الفضفاضة بصورة تتلاءم مع الأشخاص المحافظين في الحزب ربما تكون استراتيجية حكيمة للحملة. قد تؤدي هذه الاستراتيجية إلى تجنيب ريان الكارثة التي حدثت لسارة بالين في عام 2008، عندما كشفت إقرارات الذمة المالية قيام «اللجنة الوطنية الجمهورية» بإنفاق أكثر من 150.000 دولار على ملابسها، وهو ما حدث بعد فترة قليلة من تعيين ليزا كلين لتتولى تجميل بالين أثناء الحملة.

أما بالنسبة لسترة ريان غير المناسبة، وما إن كانت خيارا استراتيجيا أو مجرد صيحة موضة زائفة، فيقول باترسون إن الوقت هو ما سيخبرنا بذلك.

«أعتقد أنه قام بشراء القليل من السترات الجيدة منذ أن أتى إلى واشنطن. سوف نرى ذلك بوضوح في المستقبل».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»