وزارة الثقافة التونسية تندد بمنع سلفيين عرضا مسرحيا شمال البلاد

السجن 5 أشهر لتونسي رسم نجمة داود على جدار جامع

TT

نددت وزارة الثقافة التونسية في بيان أمس بمنع مجموعة محسوبة على التيار السلفي عرضا مسرحيا للممثل الكوميدي التونسي لطفي العبدلي كان مبرمجا مساء أول من أمس بمدينة منزل بورقيبة التابعة لولاية بنزرت (شمال)، وقالت: إنها باشرت إجراءات مقاضاة المسؤولين عن الحادثة.

وقالت الوزارة في البيان الذي تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه «على أثر اقتحام مجموعة من الأشخاص المحسوبين على التيار السلفي دار الثقافة بيرم التونسي بمدينة منزل بورقيبة.. ومنع عرض مسرحية لطفي العبدلي المبرمجة مساء الثلاثاء 14 أغسطس (آب) 2012 فإن وزارة الثقافة تندد بهذه الأعمال لما فيها من تعد صارخ على حرية التعبير واستهداف خطير للحقوق الثقافية واعتداء على ممتلكات الدولة».

وأضافت: «تؤكد الوزارة تضامنها مع المبدعين والفنانين ووقوفها إلى جانبهم كما تعلم أن مصالحها المختصة قد باشرت بعد إجراءات رفع الأمر إلى القضاء».

من جهته، قال العبدلي لإذاعة «موازاييك إف إم» التونسية الخاصة إن إمام جامع في منزل بورقيبة حرض سلفيين على منع العرض بحجة أن العبدلي «تهكم على الدين» الإسلامي، وهو أمر نفاه العبدلي بشدة.

وقال: إن معتمد (نائب الوالي) منزل بورقيبة قرر إلغاء العرض تحسبا من اندلاع أعمال عنف. وتصنف وسائل إعلام محلية مدينة منزل بورقيبة ضمن معاقل التيار السلفي في تونس.

وعبر العبدلي عن أسفه لـ«تدهور (واقع) حرية التعبير» في تونس جراء تهديدات المتشددين الدينيين للفنانين والمبدعين.

وشهدت 8 ولايات تونسية يومي 11 و12 يونيو (حزيران) الماضي أعمال عنف وتخريب قادها سلفيون احتجاجا على عرض لوحات قالوا: إنها «مسيئة للمقدسات الإسلامية» في معرض للفنون التشكيلية أقيم يوم العاشر من الشهر ذاته بقصر العبدلية الأثري في مدينة المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس.

ودفعت أعمال العنف والتخريب التي أسفرت عن مقتل شاب سلفي برصاص الشرطة وإصابة أكثر من مائة آخرين، السلطات إلى فرض حظر تجول في الولايات الثماني أيام 12 و13 و14 يونيو الماضي.

على صعيد آخر، قضت محكمة الناحية في العاصمة تونس أمس بسجن التونسي رضا الجزيري خمسة أشهر نافذة لتعمده رسم نجمة داود التي ترمز إلى الديانة اليهودية، على جدار جامع الفتح وسط العاصمة تونس، بحسب ما أبلغ مصدر في وزارة العدل وكالة الصحافة الفرنسية.

وأفاد المصدر أن المتهم المعتقل منذ 16 مارس (آذار) الماضي أمضى العقوبة كاملة وسيتم إطلاق سراحه بعد 24 ساعة. وقالت وسائل إعلام محلية في وقت سابق إن الجزيري، 57 عاما، يعمل تقنيا في التلفزيون الرسمي التونسي ويعاني من اضطرابات نفسية.

ورسم الجزيري نجمة داود باللون الأحمر على لوحة رخامية تحمل اسم جامع الفتح إثر صلاة الجمعة يوم 16 مارس ما أثار استياء المصلين.

ويعيش في تونس 1500 يهودي يتركز معظمهم في جزيرة جربة (500 كلم جنوب العاصمة).