«حرائق جزر الكناري» تمتص توترا بين الرباط ومدريد

وزير الداخلية نوه بمشاركة المغرب في إخمادها

منازل وحدائق محروقة في جزيرة «لاغوميرا» من جزر الكناري التي تعرضت لحرائق لأكثر من 3 آلاف هكتار من أراضيها (أ.ب)
TT

في بادرة لافتة، نوه خورخي فرنانديز دياث وزير الداخلية الإسباني، بمشاركة المغرب في إخماد حرائق نشبت في غابات جزر الكناري الإسبانية قبالة السواحل الأطلسية المغربية. وكان الوزير نفسه قد تسبب في توتر بين البلدين عندما قرر قبل أسابيع نشر مجموعة من الحرس المدني الإسباني في «الجزر الجعفرية»، وقام بوضع إكليل من الزهور على مقابر جنود إسبان سقطوا أثناء معركة «أنوال»، التي جرت بين ثوار مغاربة وقوات الاحتلال الإسباني في العقد الثاني من القرن الماضي.

وبشأن تعاون المغرب مع إسبانيا في إخماد الحرائق، ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن وزير الداخلية الإسباني «عبر عن شكره للعاهل المغربي الملك محمد السادس لمساهمة المغرب في مكافحة الحرائق التي تشهدها إسبانيا منذ عشرة أيام، خاصة في منطقة (لا غوميرا) في جزر الكناري». وكانت السلطات المغربية قد أرسلت طائرتين للمساهمة في إخماد النيران في جزر الكناري منذ أول من أمس. وأعربت وزارة الداخلية المغربية في وقت سابق عن استعدادها لتقديم المساعدة لإدارة الوقاية المدنية الإسبانية بقصد التغلب على النيران التي التهمت آلاف الهكتارات من غابات جزر الكناري ومناطق أخرى في جنوب إسبانيا. وقالت الوزارة إن المبادرة تدخل في إطار التعاون بين البلدين، «حيث دأب الإسبان على المساهمة في عمليات مكافحة الحرائق في المغرب طبقا لاتفاقيات التعاون بين الجانبين».

يشار إلى أن المغرب تفادى في وقت سابق اتخاذ أي خطوة تصعيدية عقب قرار استدعاء السفير الإسباني في الرباط في الشهر الماضي وإبلاغه استياءه من عزم مدريد نشر مجموعة جنود من الحرس المدني في «الجزر الجعفرية» التي تقع قبالة شواطئ المغرب المتوسطية. وصرح يومها مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، بأن سعد الدين العثماني وزير الخارجية، استدعى ألبرتو نافارو سفير إسبانيا في الرباط، وأبلغه احتجاج المغرب على الخطوة الإسبانية التي تمت من جانب واحد ودون تشاور مع الجانب المغربي، طبقا لاتفاق سابق بين البلدين.

وتقول الحكومة الإسبانية إن نشر هؤلاء الجنود قد تم بالفعل، وذلك لمراقبة عمليات تهريب المخدرات. ومما أثار حساسية المغرب من الخطوة الإسبانية أنها تزامنت مع زيارة قام بها خورخي فرنانديز دياث وزير الداخلية إلى مدينة مليلية التي تحتلها في شمال المغرب، حيث أعلن خلال تلك الزيارة أن عملية نشر جنود من الحرس المدني الإسباني تهدف كذلك إلى مراقبة الهجرة غير الشرعية. وعادة ما يقوم مهاجرون أفارقة بدخول إسبانيا عبر مليلية، واقترح الاتحاد الأوروبي على المغرب توقيع اتفاقية جديدة حول الهجرة وتسهيل التأشيرات، لقاء تعاونه مع الدول الأوروبية، وخاصة إسبانيا، في منع المهاجرين غير الشرعيين من الانتقال عبر أراضيه إلى أوروبا، والتعاون كذلك من أجل إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن العثماني قال أمام لجنة برلمانية مغربية إن بلاده لن توقع على الاتفاقية، لأن أوروبا «تريد منه أن يصبح دركيا لها في أفريقيا»، على حد تعبيره.