«السلفية الجهادية» تحذر الجيش المصري من استهداف عناصرها بسيناء

اعترفت بتفجير خطوط الغاز وإطلاق صواريخ على إسرائيل

مصريون يؤدون صلاة القيام في مسجد عمرو بن العاص بالقاهرة ليلة أول من أمس (أ.ب)
TT

هدد بيان منسوب إلى ما يسمى بالجماعة السلفية الجهادية في سيناء الجيش المصري، محذرة من استمرار ما وصفته بـ«العدوان على عناصرها». وقالت الجماعة الإسلامية المتشددة، التي تنشط في شبه جزيرة سيناء على الحدود مع إسرائيل، إنها ستضطر لمقاتلة الجيش المصري ردا على الحملة التي يشنها منذ أيام ضد الجهاديين عقب الأحداث التي شهدتها المنطقة الحدودية مطلع الشهر الحالي. وفي غضون ذلك قالت مصادر أمنية مصرية إن تعزيزات لقوات الجيش المصري بدأت تصل مناطق قريبة من منتجع طابا القريب من الحدود مع إسرائيل لدعم الأجهزة الشرطية في حملاتها الأمنية.

ووجهت الجماعة في بيان لها على شبكة الإنترنت، رسالة إلى قادة الجيش قالت فيها: «إلى قادة الجيش المصري، قيادته السياسية والعسكرية (في إشارة إلى رئيس البلاد محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين) وضباطه وجنوده.. احقنوا الدماء التي تسيل وستسيل إذا استمر هذا العدوان فأنتم تجروننا إلى معركة ليست معركتنا».

ودفع الجيش المصري بقواته إلى سيناء بعد مقتل 16 ضابطا وجنديا في 5 أغسطس (آب) الحالي. وتشارك آليات ثقيلة وطائرات قتالية، في العملية التي أطلق عليها اسم «نسر 2»، واستهدفت متشددين إسلاميين حملتهم السلطات مسؤولية مقتل جنودها.

وتعد عملية «نسر 2» هي الأكبر منذ نحو ثلاثة عقود في المنطقة الحدودية المضطربة، والتي تخضع فيها تحركات قوات وأسلحة الجيش لقيود صارمة بمقتضى بنود معاهدة السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل في 1979.

وأكدت الجماعة السلفية الجهادية، وهي واحدة من أكبر الجماعات الجهادية في سيناء، في بيانها أنها تستهدف «العدو الصهيوني»، وأن سلاحها موجه له وليس للجيش المصري، قائلة: «لا تضعوا أنفسكم حاجزا بيننا وبين هدفنا وعدونا الصهيوني، فسلاحنا ليس موجها لكم وأنتم تعلمون ذلك، وبأسنا شديد على عدونا».

وتابع البيان الذي صدر مساء أول من أمس: «ارحموا الجنود الذين تضعوهم وقودا لمعركة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، اتقوا الله في أنفسكم وفي جنودكم وفي هذا البلد».

ونفت الجماعة أي صلة لها بمقتل الجنود المصريين في الهجوم على رفح، وقالت إنه مر على سيناء أكثر من عام ونصف العام من بعد الثورة وأفراد الجيش المصري موجودون في سيناء على الطرق وفي الشوارع والمرافق والمحال دون غطاء، ولم يتعرض أحد لأفراد وجنود الجيش المصري بسوء.

وأضاف البيان: «لم نرفع سلاحنا قط في وجه الجيش المصري مع إمكانية ذلك وسهولته وانتشار الجيش المصري بلا غطاء، في الوقت نفسه وجهت مجموعات الجهاد في سيناء الضربات للعدو الصهيوني، ابتداء من ضرب خطوط الغاز، إلى ضرب القوات الصهيونية في أم الرشراش (إيلات)، إلى إطلاق صواريخ مختلفة على الكيان واستهداف مركباتهم، وكثير من العمليات التي عتم عليها الإعلام الصهيوني الإسرائيلي قبل الإعلام الصهيوني المصري والعربي. كل هذا ولم يصب جندي مصري بسوء».

وعقب صدور بيان «السلفية الجهادية»، قالت مصادر أمنية مصرية بجنوب سيناء إن تعزيزات لقوات الجيش المصري بدأت تصل مناطق قريبة من منتجع طابا القريب من الحدود مع إسرائيل لدعم الأجهزة الشرطية في حملاتها، مضيفة أن هذه القوات تتبع الجيش الثالث الميداني، وأنها المرة الأولى التي ينتشر فيها الجيش المصري بهذه المنطقة منذ عودة طابا للسيادة المصرية عام 1989.

وقال مصدر شرطي إن تعليمات جاءت من الداخلية المصرية لضباط وأفراد الشرطة في جنوب سيناء برفع حالة التأهب الأمني ووقف الإجازات ومنع الراحات تماما.

وأضاف أن تعليمات مشددة قد صدرت لفحص السيارات المنتظرة والمشتبه فيها، وإعادة ترتيب خدمات الأمن بساحات الانتظار في ميناء نويبع وطابا، وترتيب الحراسات المعنية وتكثيف الجهود البحثية لدائرة الاشتباه.

ووقعت في عام 2004 تفجيرات بطابا ونويبع نفذها متشددون إسلاميون أسفرت عن مقتل العشرات من الأجانب والإسرائيليين والمصريين.

وعلى نفس الصعيد، قال مصدر أمني رفيع المستوى بجنوب سيناء إن أجهزة الأمن المصرية قامت بتمشيط مناطق جبلية بالقطاع الأوسط من سيناء قرب الحدود مع إسرائيل عقب سماع دوي انفجارات داخل منتجع إيلات الإسرائيلي. وقال المصدر إن هذا الإجراء احترازي وضمن الحملة العسكرية التي تشنها مصر على مناطق جبلية بسيناء للقضاء على عناصر جهادية، تقول مصر إنها نفذت هجمات مسلحة على قوات للجيش والشرطة.

ويبدو أن السلطات المصرية تتعامل بجدية مع بيان الجهاديين بحسب مراقبين، حيث أكدت الجماعة في البيان أن هدفها في سيناء الجهاد ضد إسرائيل، قائلة: «سلاحنا معنا نخطط ونعد العدة للنيل من اليهود والقيام بما افترضه الله علينا من جهادهم ومقاومة بطشهم وتعديهم على ديار المسلمين ومقدساتهم وأهل الإسلام في فلسطين وباقي أراضي المسلمين المحتلة من قبل اليهود».

ويضع بيان جماعة السلفية الجهادية الرئيس الجديد - الآتي من خلفية إسلامية - في حرج، بحسب مراقبين. وسيكون على مرسي، الذي أطاح بوزير دفاعه المشير حسين طنطاوي، ورئيس أركانه الفريق سامي عنان، وقبلهما رئيس جهاز المخابرات اللواء مراد موافي في أعقاب مقتل الجنود في رفح، أن يظهر قدرته على فرض السيطرة الأمنية في سيناء، بحسب المراقبين.

واتهم بيان السلفية الجهادية إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل الجنود المصريين قائلا: «لم يستهدف الجنود المصريين ويقتلهم بدم بارد إلا العدو الصهيوني نفسه في نفس التوقيت من العام الماضي، ولكن هذا ليس بشيء عند قيادات الجيش والإعلام والحكومة المصرية».