باراك: يتعين اتخاذ قرار بشأن ضربة عسكرية لإيران الآن

الرئيس الإسرائيلي يعول على واشنطن في معالجة ملف طهران * خامنئي: إسرائيل «ورم» وستختفي من الوجود

إسرائيلية تحمل أقنعة غازية توزع في محل تجاري وسط القدس المحتلة أمس على خلفية مخاوف من مواجهة عسكرية مع إيران (إ.ب.أ)
TT

قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إنه يتعين اتخاذ قرار بشأن ضربة عسكرية لإيران «الآن»، في وقت قال آية الله علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران إن إسرائيل ورم وإنها ستختفي من الوجود.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أنه يجب اتخاذ القرار الخاص بتوجيه ضربة عسكرية لإيران الآن. وقال باراك في جلسة للكنيست (البرلمان) الإسرائيلي: «على مدار تاريخ إسرائيل، لم يتم التعامل مع قضية بشكل عميق مثلما يتم التعامل مع قضية إيران»، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني. وأضاف: «التعامل مع إيران لا يخلو من المخاطر ولكن في الحقيقة هناك نتائج لا نستطيع التكهن بها». غير أنه أكد أن الحكومة سوف تكون قادرة على اتخاذ القرار بشأن هذه القضية، متابعا: «أي قرار يتخذ سوف تقرره الحكومة وليس مجموعات مدنية أو مقالات صحافية».

وأشار خلال أداء وزير الجبهة الداخلية الجديد آفي ديختر اليمين «في كل الحروب وجهود صنع السلام في تاريخ إسرائيل لم يتم التعامل مع قضية على نحو عميق مثل قضية إيران». واستطرد: «هناك اختلافات في الرأي ولكن قضية إيران يتم التعامل معها. لم يتم التعامل مع حربي لبنان الأولى والثانية أو حتى اتفاقيات أوسلو بهذه الطريقة». ومن جانبه، قال زعيم حزب كديما شاؤول موفاز، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتدخل بشكل سافر في الانتخابات الأميركية وإنه «يعرض حياة أطفالنا للخطر» من أجل البقاء السياسي. وترى إسرائيل أن إيران إذا أصبحت مسلحة نوويا سوف تمثل تهديدا لوجودها، في إشارة للتصريحات المتكررة من قبل المسؤولين الإيرانيين بأنه يجب محو الدولة اليهودية من على الخريطة. وتنفى إيران الاتهامات الغربية بأنها تسعى لبناء أسلحة نووية وتصر على أن برنامجها النووي مصمم لأغراض سلمية. وقال باراك في البرلمان، ردا على اتهامات وجهها نواب في المعارضة بأنه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يندفعان باتجاه حرب مع إيران: «هناك مجموعة من تسعة (وزراء) وهناك مجلس وزراء (مصغر معني بالأمن) وأي قرار سيستدعيه الموقف ستتخذه الحكومة الإسرائيلية». وتأثرت أسواق المال في إسرائيل بتعليقات مسؤولين وتقارير إعلامية تواترت خلال الأسبوع المنصرم ولمحت إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية قبل انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي في واشنطن يوم الثلاثاء إنه من المهم أن يكون العمل العسكري هو «الملاذ الأخير» مضيفا أنه لا يزال هناك متسع من الوقت أمام العقوبات والضغوط الدبلوماسية. وقال بانيتا: «لا أعتقد أنهم اتخذوا قرارا يتعلق بما إذا كانوا سيمضون قدما ويهاجمون إيران في هذا التوقيت». وخلال جلسة برلمانية أقرت تعيين وزير جديد للدفاع المدني قال باراك إنه تجري مناقشة المسألة الإيرانية بشكل متكرر وبعمق في اجتماعات الحكومة الإسرائيلية. وأضاف: «هذا لا يعني أنه لا توجد اختلافات. المسألة معقدة لكن تجري مناقشتها» في إشارة إلى تقارير عن انقسامات بين القيادات العليا بشأن توجيه ضربة لمواقع نووية إيرانية.

وفي السياق ذاته أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس أمس (الخميس) أنه «من الواضح» أن إسرائيل لا تستطيع مهاجمة إيران من دون مساعدة الولايات المتحدة، وذلك في مقابلة مع قناة تلفزة إسرائيلية. وأضاف بيريس أنه «مقتنع» بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيفي بالتزاماته لجهة منع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وقال في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي: «من الواضح بالنسبة إلينا أننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا». وأضاف الرئيس الإسرائيلي الذي يتبنى مواقف معتدلة حيال الملف النووي الإيراني: «يمكننا أن نتخذ قرارا (في شأن عملية عسكرية)، ولكن من الواضح بالنسبة إلينا أن علينا التشاور مع أميركا حتى لو كان ذلك بشأن مسائل التنسيق والمهل». وردا على سؤال عن مدى ثقته بوعد أوباما بمنع إيران من التزود بسلاح نووي، اعتبر الرئيس الإسرائيلي أن الوفاء بهذا الالتزام هو «مصلحة أميركية» ولا يهدف الأمر «فقط إلى إرضاء إسرائيل». وتداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة معلومات تستند إلى تصريحات لمسؤولين رفضوا كشف هوياتهم، مفادها أن عملية عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية ستكون وشيكة. وتنفي إيران اتهامات الدول الغربية لها بتطوير برنامج نووي عسكري.

من جهة اخرى أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أن إسرائيل هي «ورم» غير طبيعي في الشرق الأوسط مؤكدا أنها «ستختفي»، وذلك قبيل مسيرات «يوم القدس» التي ستجري الجمعة لمناهضة إسرائيل ودعم الفلسطينيين. وبدأ تنظيم «يوم القدس» في عام 1979 بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران. وقال خامنئي في كلمة ألقاها في وقت متأخر أول من أمس (الأربعاء) إن «نجم الأمل» الذي أشرق في إيران خلال ثورتها الإسلامية، وخلال حربها مع العراق (1980 - 1988) «سيشرق كذلك على فلسطين وستعود أراضيها الإسلامية إلى الشعب الفلسطيني». وهاجم إسرائيل قائلا إن «هذا الورم المصطنع والمزيف سيختفي عن الخارطة». وأكد أن مسيرات يوم القدس ستكون «صفعة لأعداء الإسلام وأعداء فلسطين» مضيفا أن إيران تعتبر دعم القضية الفلسطينية «فرضا دينيا». وستجري مسيرات يوم القدس هذا العام وسط تزايد التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث صعدت الدولة العبرية لهجتها ضد طهران وهددت بشن هجمات ضد منشآتها النووية بسبب اعتقادها أنها تستخدم لتطوير أسلحة نووية يمكن أن تؤدي إلى تدميرها. إلا أن إيران تنفي أن يكون لبرنامجها النووي أية أبعاد عسكرية وتصر على أنه لأغراض سلمية.