أكثر من ثلاثة ملايين مصل يشهدون ختم القرآن في المسجدين الحرام بمكة والنبوي بالمدينة المنورة

في مشهد غسلت فيه الدموع الوجوه وغمرت السكينة الأفئدة

TT

تابع ملايين المسلمين في جميع أنحاء المعمورة مناسبة ختم القرآن الكريم في المسجدين الحرام بمكة المكرمة والنبوي بالمدينة المنورة، ونقلت عشرات محطات التلفزة والمحطات الإذاعية السعودية والعربية والإسلامية والمواقع الإلكترونية هذه المناسبة الإيمانية حية على الهواء.

وفي مكة المكرمة، أدى قرابة مليوني مصل بالمسجد الحرام مساء أمس صلاة العشاء والتراويح، حيث تم ختم القرآن الكريم، وصلى الوتر الأخير الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس الذي توجه ومعه قلوب وأفئدة المصلين إلى المولى عز وجل أن يتقبل صيامهم وقيامهم، وأن يكونوا من عتقاء هذا الشهر الكريم، وأن يغفر ذنوبهم ويشفي مرضاهم ويرحم موتاهم ويغسلهم بالماء والثلج والبرد.

وقد أدى قاصدو الحرم المكي الصلاة وشهدوا ختم القرآن وسط منظومة شاملة وخدمات متميزة متكاملة وفرتها أجهزة الدولة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام، بمتابعة من الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، حيث تمكن الزوار والمعتمرون وقاصدو بيت الله العتيق من أداء صلواتهم ودعائهم في جو روحاني مفعم بالأمن والأمان والراحة والاستقرار.

وكان المسجد الحرام شهد كثافة كبيرة من المصلين الذي توافدوا إليه من كل حدب وصوب ومن كل فج عميق منذ الساعات الأولى من عشية هذا اليوم، حيث امتلأت أروقته وأدواره وساحاته وسطوحه، وامتدت صفوف المصلين إلى جميع الساحات والمناطق المجاورة للمسجد الحرام والطرق المؤدية إليه. وقد حرص الزوار والمعتمرون والمواطنون والمقيمون على أداء الصلاة بالمسجد الحرام وحضور هذه المناسبة التي تتكرر سنويا في الثامن والعشرين من رمضان.

ولتحقيق المزيد من الراحة لوفود الرحمن، قامت جميع الجهات المعنية بتكثيف جهودها وتنفيذ خططها التي أعدتها لهذه الليلة، حيث كثفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها وجندت كامل طاقاتها البشرية والآلية لتوفير جميع سبل الراحة لقاصدي بيت الله الحرام. فيما كثفت قوة أمن الحرم جهودها لحفظ أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام، وتنظيم عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى المسجد الحرام، ومراقبة السعي والطواف، ومنع الجلوس والصلاة في صحن المطاف، بينما قامت شرطة العاصمة المقدسة بجهد ملحوظ للحفاظ على سلامة الزوار والمعتمرين من خلال انتشار ضباطها وأفرادها للقيام بالمتابعة للحالة الأمنية وتغطية جميع المحاور الرئيسية المؤدية إلى المسجد الحرام تغطية أمنية للحفاظ على النظام والقضاء على الظواهر السلبية والمحافظة على مسارات المشاة المؤدية إلى الحرم المكي الشريف.

من جهتها، قامت إدارة مرور العاصمة المقدسة بتنفيذ خطتها التي أعدتها لهذه الليلة لتنظيم وتيسير الحركة المرورية، حيث تضمنت الخطة منع دخول المركبات إلى المنطقة المركزية حول المسجد الحرام، وذلك لفصل حركة المشاة عن حركة المركبات في هذه المنطقة، وتمكين قاصدي بيت الله الحرام من أداء مناسكهم بكل راحة واطمئنان.

وأما إدارة الدفاع المدني فقد أمنت بدورها سلامة الزوار والمعتمرين، واستنفرت جميع الوحدات والفرق الميدانية لأداء مهامها وتنفيذ خططها لأعمال الإطفاء والإنقاذ والحريق والإسعاف والإخلاء في جميع أرجاء العاصمة المقدسة والطرق المؤدية إليها، وقامت الإدارة برفع درجة الاستعداد إلى الحالة القصوى واستنفار كامل القوات المعنية بتنفيذ الخطة.

وفي المسجد النبوي بالمدينة المنورة، كان هناك مشهد غسلت فيه الدموع الوجوه والأفئدة، حيث أدى نحو مليون مصل صلاة العشاء والتراويح في ليلة ختم القرآن، داعين الله عز وجل أن ينصر المسلمين والمستضعفين في الأرض، حيث تابع الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة، وكل الجهات المعنية، ترتيبات هذه المناسبة الروحية.

وكانت وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي أكملت تجهيزاتها لاستقبال الزوار والمصلين ليلة ختم القرآن الكريم بالمسجد النبوي الشريف منذ يومين ماضيين، وتمت تغطية أرجاء المسجد وأسطحه بالسجاد، بالإضافة إلى الأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات من جميع الجهات، فضلا عن الجهات الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية منها بأكثر من 10.500 سجادة. وخصص المبنى الغربي ليكون مصلى خاصا للنساء.

وتم تشغيل كامل الطاقة الخاصة بالتكييف ليشمل مساحة 100 ألف متر مربع، إضافة إلى تشغيل 436 مروحة رذاذ لتلطيف الجو داخل ساحات المسجد النبوي، ووفرت الوكالة نحو 16 ألف حافظة لمياه زمزم الباردة و30 خزانا للمياه الباردة. كما تم تشغيل كامل مباني الخدمات الخاصة بالوضوء سواء الخاصة بالنساء أو الخاصة بالرجال المحتوية على 3 آلاف دورة مياه. كما هيّئت الباحات المجاورة للساحة الشرقية وزودتها بمكبرات الصوت والفرش وحافظات المياه المبردة، ووفرت جميع الخدمات الإرشادية.