مغادرة قادة وزعماء العالم الإسلامي إلى بلدانهم بعد انتهاء قمة مكة

الأمير خالد الفيصل يثمن للجهات العسكرية والخدمية تعاونها في إنجاح مؤتمر التضامن الإسلامي > أوغلي: على سوريا أن تستجيب لنداء القمة

الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة لشؤون الخارجية و أكمل الدين إحسان أوغلي رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي في مؤتمر صحافي في ختام قمة مكة (واس)
TT

غادر قادة وزعماء العالم الإسلامي إلى بلدانهم عقب حضور مؤتمر قمة العالم الإسلامي الاستثنائي الذي دعا إليه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد أن أمضوا يومين في مكة المكرمة لحضور الجلسات في قصر الصفا بجوار المسجد الحرام.

ومن جهته، قدم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة تهنئته الخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز بمناسبة نجاح مؤتمر التضامن الإسلامي بمكة المكرمة الذي اختتمت فعالياته في وقت لاحق من مساء أول من أمس الأربعاء.

وقال الأمير خالد في نص كلمته: «يشرفني أن أتقدم بالتهنئة الخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) بمناسبة نجاح مؤتمر التضامن الإسلامي بمكة المكرمة، وذلك من فضل الله تعالى ثم للتوجيهات الكريمة من القيادة الرشيدة».

وأضاف: «كما أنني أود أن أقدم الشكر الجزيل لكل إخواني الذين تشرفت بزمالتهم في اللجنة العليا للإعداد للمؤتمر ولكل من ساهم في نجاح هذا التنظيم، وأخص رجال الأمن والمرور البواسل، الذين قضوا أيامهم ولياليهم على الأرض في ميادين العمل، والحرس الوطني، ووزارة الخارجية، والمراسم الملكية، والحرس الملكي، والأمانات في مكة وجدة، ومنسوبي مطار الملك عبد العزيز في جدة، وكل منسوبي الإدارات والمؤسسات الحكومية المشاركة، وإخواني في إمارة منطقة مكة المكرمة. كما أود أن أشكر أعزائي المواطنين الكرماء الذين لبوا النداء وتلافوا المرور في مناطق الازدحام مما ساعد على نجاح الخطط التنظيمية.. تحية خالصة كذلك لكل المتطوعين الذين يساهمون في خدمة ضيوف الرحمن في الحرم الشريف. وكل عام وأنتم بخير».

إلى ذلك، أوضح أكمل الدين إحسان أوغلي رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي، أنه يجب على الحكومة السورية أن تستجيب لنداء العالم الإسلامي والعالم أجمع وأن تضحي من أجل شعبها، مشيرا إلى أنه لا يمكن أمام الأحداث الدامية وإزهاق أرواح البشر والأطفال إلا أن يتعاطف مع هذا الشعب المقهور على أهله.

من جهته قال الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة لشؤون الخارجية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بعد انتهاء وقائع القمة الإسلامية في مكة: «إن جميع المجتمعين من قادة الدول الإسلامية اتفقوا على ما جاء من قرارات تخص القضية السورية وتعليق عضويتها».

وأضاف أوغلي أنه يجب أن يقف الإنسان أمام ما يحدث في سوريا موقفا مختلفا، ولا يمكن له إلا أن يطلب من الحكومة والمسؤولين أن يضحوا من أجل الشعب ولا ينتظروا الشعب أن يضحي من أجلهم، بمعنى إذا وصلت الأمور إلى هذه النقطة من إراقة الدماء وقتل الأبرياء وتهجير مليونين من البشر فلا بد أيضا من التضحية وأن الشعب سيستميت من أجل هذه التضحية.

وأفاد الدكتور نزار مدني بأن الهدف الأساسي من القمة الإسلامية هو تعزيز التضامن الإسلامي، معتبرا أن قضية فلسطين تم اعتبارها بطبيعة الحال قضية جوهرية لجميع الدول العربية والإسلامية، ومن ثم قضية سوريا التي تعد قضية الساعة كما هو معلوم، وكذلك قضية مسلمي الروهنغيا في ميانمار، والوضع في مالي، كانت هذه القضايا التي تم التوافق على أن تمثل معالجتها خطوة مهمة في سبيل تعزيز التضامن الإسلامي بين المسلمين وهي التي حظيت بالقرارات التي صدرت في هذا المؤتمر.

وقال مدني: «كما هو معلوم فإن قضية سوريا تعالج على مستويات متعددة.. تعالج في إطار الأمم المتحدة وتعالج في إطار الجامعة العربية وتعالج في إطار منظمة العالم الإسلامي، وكما هو واضح أن هناك تعاونا بين هذه المنظمات في طريقة تعاطيها مع هذه القضية، ومن الملاحظ أن القرارات التي من هذه الجهات تكاد تكون متفقة على معالجة قضية سوريا، ولكل منظمة من هذه المنظمات طريقتها في تداول هذه القضية».

وبالعودة إلى أوغلي، الذي تمنى أن يكون هناك تمثيل لدولة العراق وكانت هناك توقعات وأخبار بأن يكون هناك تمثيل أرفع مستوى، فقال: «أما بالنسبة للأحداث الطائفية التي تحدث في العراق فأود أن أذكركم أن المؤتمر الإسلامي في عام 2006 نجح في إنهاء الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وتحت لواء المنظمة وبالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي، والذي حضرت فيه جموع كبيرة من الزعماء الدينيين من السنة والشيعة وتمت الموافقة على ميثاق النقاط العشر، وقيد هذا الميثاق في رحاب البيت العتيق، وكانت له أصداء كبيرة من كل أنحاء العالم وكل الزعماء الدينيين من مختلف المذاهب، من شيخ الأزهر وآية الله خامنئي وآية الله العظمى في النجف السيستاني، وعلماء الهند وباكستان، دعموا ذلك البيان وكان تأثيره جيدا، ونحن في تواصل مستمر مع المسؤولين في العراق لإنهاء هذه الخلافات».

وتناول الحديث أوغلي بقوله: «إن المبادرة المصرية والتونسية هي مبادرات وجيهة ومفيدة، ولكن كل هذه المبادرات تصب في مجال إيجاد التأثير على المجتمع الدولي لكي يصل إلى موقف موحد، وهذه المبادرات لا تعني فشل جهة أو نجاح جهة أخرى, والمنظمة لديها أكثر من دولة لها عضوية في الأمم المتحدة، وبالتالي لا بد أن تكون للمنظمة طرق جديدة لمعالجة مثل تلك القضايا، ومن أهمها الملف السوري وإيجاد حل سلمي يوقف هذه الحرب الدائرة هناك».

وحول كيفية الضغط على حكومة بنغلاديش لاستقبال اللاجئين من مسلمي الروهنغيا قال أوغلي: «هناك الكثير من الاتصالات التي تتم ولا بد أن نفهم أن دولة بنغلاديش إمكانياتها محدودة ولديها مجموعة كبيرة من اللاجئين، وهناك تواصل مع الحكومة، وسوف يزورها وفد من المنظمة لكي نجد تفاهما حول كيفية إيصال المعونات للاجئين، وهناك تواصل مع حكومة ميانمار، وقد أتتني دعوة من رئيسها لزيارتها، ونحاول أن نخفف هذه الآلام ومحاولة إقناع بنغلاديش بأن هذه قضية إسلامية وإنسانية».