البنود الـ 11 لميثاق مكة

TT

أعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي ميثاق قمة مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي، والذي تلاه في الجلسة الختامية لقمة مؤتمر التضامن الإسلامي التي انعقدت في مكة المكرمة خلال يومي 26 - 27 من شهر رمضان المبارك.

واشتمل الميثاق على 11 بندا كان أولها أن «علينا جمعيا مسؤولية جسيمة لدرء الفتن والأخذ بكل أسباب التعاون بين المسلمين وتحقيق تطلعاتهم وتحسس مشكلاتهم وإقامة الحكم الرشيد بما يعمق قيم الشورى والحوار والعدل».

ثانيا: إدراك أن الأخذ بالأصلح مطلب العقلاء والحكماء والسعي في التطوير والإصلاح لأمتنا أولوية وقناعة نسعى إليها تحقيق لواجبنا وسعيا لما فيه مصلحة شعوبنا في باعث نابع من داخل هذه الأمة وما يفرضه عليها دينها الإسلامي الحنيف.

ثالثا: بناء قدرات هذه الأمة ومؤسساتها وتطوير أنظمتها في كل المجالات عبر برنامج متكامل يستهدف الطاقات العاملة والتخصصات المتنوعة للنهوض بالأمة ويستشرف آفاق المستقبل ومواجهة تحدياته ويستشعر في الوقت ذاته خطورة التفريط في الزمن والتباطؤ في الإصلاح والتعاون ويسترشد بخطة العمل العشرية التي أقرتها قمة مكة المكرمة عام 2005 رابعا: أن هذه الأمة أمة وسط «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» فلا فسحة فيها للغلو الفكري ولا للغلو السلوكي إفراطا وتفريطا وإننا إذ نؤكد المضي في محاربة الإرهاب والفكر الضال المؤدي إليه وتحصين الأمة منه وعدم السماح بالعبث بتاريخ الأمة وتعاليم كتابها وسنة نبيها.

خامسا: الوقوف صفا واحدا في محاربة الفتن التي بدأت تستشري في الجسد الإسلامي الواحد حتى استفحل العداء بين المسلمين أنفسهم وأصبح للأسف الشديد يهدد دولهم في كيانها وأمن شعوبها ولن يتأتى هذا إلا من خلال احترام بعضنا للبعض سيادة واستقلالا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بدافع مسؤولية بلد عن مواطني بلد آخر تحت أي ذريعة أو شعار.

سادسا: نرحب بما جاء في خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المؤتمر ومقترح إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية للوصول إلى كلمة سواء يكون مقره في الرياض في السعودية ويعين أعضاؤه من مؤتمر القمة الإسلامية باقتراح من الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي.

سابعا: أن الإعلام في دولنا الإسلامية يتحمل مسؤولية كبيرة في درء الفتن وتحقيق أسس وغاية التضامن الإسلامي امتثالا لقوله تعالي «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

ثامنا: الوقوف صفا واحدا مع الشعوب الإسلامية المقهورة التي ترزح تحت الظلم والقهر تحت مسمع ومرأى العالم أجمع وتواجه عدوانا بشعا تحت الطائرات وأفواه المدافع والصواريخ الموجهة ضد الأبرياء العزل ناشرة الدمار والقتل في المدن والقرى الآمنة على أيدي الجيوش النظامية كما يحدث في الشعب الشقيق في سوريا.

تاسعا: أهمية قضية فلسطين باعتبارها القضية المحورية للأمة الإسلامية وانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشريف وذلك طبقا للقرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن وتحميل إسرائيل مسؤولية توقف المفاوضات وعملية السلام وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.

عاشرا: أن سياسة التنكيل والعنف التي تمارسها حكومة مينمار ضد مواطنيها من جماعة الرهوينجا هي جرائم ضد الإنسانية هي محل استنكار وقلق شديدين من دول وشعوب العالم الإسلامي بصفة خاصة ودول وشعوب العالم بصفة عامة لتنافيها مع كل مبادئ وقوانين وحقوق الإنسان والقيم والأخلاق والقوانين الدولية وعلى حكومة اتحاد مينمار الكف فوار عن هذه الممارسات وإعطاء الرهوينجا حقوقهم كمواطنين في دولة مينمار كما أنه على المجتمع الدولي الاهتمام في هذا الصدد.

الحادي عشر: أن مسؤولية منظمة التعاون الإسلامي تقتضي منها وضع الخطط والبرامج اللازمة وعرضها على الدول الأعضاء للبدء في تنفيذها. إن التزامنا بالجدية والمصداقية في العمل الإسلامي المشترك هو مطلب أساسي، ننطلق من خلاله نحو رؤية استشرافية جديدة لمستقبل العالم الإسلامي وقوته، رؤية تتعامل مع التحديات الداخلية بالحكمة والموعظة الحسنة، وتتعامل مع الواقع والتحديات الدولية بمعرفة دقيقة بمتغيراتها السياسية والاقتصادية والثقافية، لكي نحفظ لشعوبنا العزة والكرامة ونؤمن لها مستقبلها، ونستعيد بها تضامننا الإسلامي الذي به نحافظ على عزتنا وقوتنا وكرامة شعوبنا. قال تعالى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا». والله نسأل أن يزيدنا في مسعانا خيرا، ويكتب لنا الرشد في أقوالنا وأفعالنا، ويهيئ لنا النهوض بهذه الأمة حاضرا ومستقبلا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين