قيادي في حماس: عمليات الجيش بسيناء ستغير معالم كامب ديفيد

موسى أبو مرزوق لـ «الشرق الأوسط»: أتوقع تعزيزا أكبر لعلاقتنا بالقاهرة

موسى أبو مرزوق
TT

قال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إن عمليات الجيش المصري الجارية في سيناء ستغير من معالم اتفاقية كامب ديفيد الموقعة منذ أكثر من ثلاثين سنة بين مصر وإسرائيل، معربا عن أمله وتوقعه تعزيز علاقات حماس بالقاهرة بشكل أكبر من السابق.

ونفى أبو مرزوق ما تردد مؤخرا عن نقل مكتب حماس إلى القاهرة، مؤكدا أنه لم يسمع بهذا الحديث «ولا يوجد طرح في الوقت الحاضر حول موضوع نقل المكاتب التابعة لحماس أو ما شابه ذلك».

وقال أبو مرزوق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش حضوره حفل إفطار أقامه السفير مجتبى أماني، رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة الليلة الماضية، إن «مكاتب حماس ليست موجودة في سوريا، بل خارجها».

وحول تأثير حادث رفح المصرية الأخير على علاقات مصر مع حماس، أعرب أبو مرزوق عن اعتقاده بأنه «عقب انتهاء التحقيقات الجارية من المفترض أن يتم تعزيز العلاقات بشكل أكبر، لأن الهدف من العملية التي تمت في رفح هو الإضرار بالعلاقات المصرية الفلسطينية من ناحية، وإبقاء الحصار وترسيخه على قطاع غزة من ناحية أخرى، خصوصا أن المؤثر الأساسي لمستقبل قطاع غزة وعلاقاته واتصاله بالعالم هو القرار المصري، وبالتالي فإنني أعتقد أن هذه المسألة ستؤدي إلى نتائج عكس ما كان يخطط لها وعكس الأهداف التي كانت مقصودة بعملية من هذا النوع».

وعما إذا كانت حماس قد تبادلت المعلومات مع الجانب المصري حول تلك العملية الإرهابية التي تمت في رفح، أوضح أبو مرزوق أن «مثل هذه العملية من الصعب الوصول إلى معلومات مباشرة حول منفذيها، لأن جميع من قاموا بها قضوا نحبهم، ولكن بلا شك حينما نعلم توجهات منفذي العملية نستطيع أن نتحدث عن أكثر من توجه وأكثر من تفسير وتحليل».

وأضاف أبو مرزوق في تصريحات صحافية على هامش الإفطار أن «علاقاتنا بالجهات المسؤولة في مصر، وخصوصا الجهات المسؤولة عن النقاط الحدودية، كانت وما زالت قوية، والمعلومات بيننا ليس بينها حدود حتى نستطيع أن نقول اليوم سنتعاون أم لا، فهناك تعاون كامل ومسبق في هذه العملية، وفي اعتقادي أنه لو رجع من بداية العملية إلى الجهات المسؤولة في هذا الجانب لكانت المعلومات المطروحة على الساحة السياسية أكثر دقة من المعلومات التي تم الحديث عنها في الصحف والتي وجهت الاتهامات دون أي دليل، وتحدثت دون معلومات عن كثير من القضايا».

وأعرب أبو مرزوق عن اعتقاده بأنه بعد العملية الإرهابية الأخيرة في سيناء فإن الأمور ستهدأ، وسيكون هناك الكثير من المعلومات من خلال ملاحقة المجموعات «المشتبه فيها»، قائلا: «هذه ليست أول عملية، فقد كان هناك 17 عملية تفجير لخط الغاز، وهناك عملية تمت في دهب وعمليتان في طابا، وهناك عمليات متعددة في سيناء»، موضحا أن هذا العمل الأمني الذي أتاح للقوات المصرية أن تدخل سيناء يعتبر بمثابة «انقلاب للسحر على الساحر».

وفي مجمل رده على سؤال ما إذا كانت زيادة أعداد القوات المصرية في سيناء تشكل عنصر ضغط على الشعب الفلسطيني في غزة أم مصدر قوة، أكد أبو مرزوق أن «الجيش المصري لم يكن أبدا عنصر ضغط على غزة، بل العكس، فالجيش المصري كان دائما هو الجيش الذي يقف إلى جوار فلسطين في كل المراحل»، وتابع: «هو جيش وطني بامتياز ويقف إلى جوار الشعب الفلسطيني، ولم يتخلف عن معركة للشعب الفلسطيني في أي لحظة من اللحظات». لكنه استطرد قائلا: «بلا شك فإن العمليات الحالية ستغير من معالم وواقع اتفاقيات كامب ديفيد التي لم تكن سليمة أو لصالح الشعب المصري، وهذا أمر أعتقد أنه سيصب في صالح الأمن المصري».

وحول ما تردد عن وجود أيادٍ للموساد الإسرائيلي خلف العملية الإرهابية في رفح، أعرب أبو مرزوق عن اعتقاده بأن «هذه المجموعة التي قامت بهذا العمل مجموعة مخترقة إسرائيليا، وتم توجيهها إلى هذا الفعل بهذه الطريقة حتى تثير الرأي العام المصري ضد غزة وضد أي تقدم في العلاقات الثنائية بين الشعب الفلسطيني والمصري، وحتى تستطيع أن ترسل رسالة للعالم كله بأن سيناء غير آمنة، وأن القادر على حفظ الأمن في سيناء هو الجانب الإسرائيلي».

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس: «أعتقد أن هذا المخطط ثبت فشله بامتياز، وستقوم الملاحقات الأمنية للجيش المصري في الوقت الحاضر بتثبيت الأمن وترسيخه في سيناء بتكذيب كل هذه الأمور».