«السلفية الجهادية» في غزة تتهم حماس باعتقال عناصرها بطلب من القاهرة

قالت إن ضباطا مصريين يشاركون في التحقيق

TT

قال مسؤول في الجماعات «السلفية الجهادية» في قطاع غزة أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة بشن حملة اعتقالات لسلفيين في القطاع بناء على طلب مصري، مؤكدا أن الأمن الداخلي التابع لحركة حماس اعتقل أحد القياديين المعروفين للتحقيق معه بعد إصرار مصري، على الرغم من أنه مكث مدة طويلة في المستشفى يتلقى العلاج من جراح خطرة أصيب بها في قصف إسرائيلي منذ عدة أشهر بمدينة رفح جنوب القطاع، وخرج قبل يومين.

وأضاف أبو عبد الله المهاجر لـ«الشرق الأوسط» أن جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس اعتقل القيادي البارز في الجماعات السلفية الجهادية، أبو صهيب رشوان، «بناء على طلب مصري». وأوضح أنهم «اعتقلوه منذ يومين، بعد نصف ساعة فقط من خروجه من المستشفى الذي كان يتلقى فيه العلاج إثر إصابته بجراح صعبة في القصف الإسرائيلي الذي استهدفه والشهيد غالب ارميلات في مدينة رفح في 20 يونيو (حزيران) الماضي». وكانت إسرائيل اتهمت رشوان ومن معه بالوقوف خلف هجوم مسلح على الحدود بين سيناء وإسرائيل أدى إلى مقتل إسرائيلي. وتابع القول إن «معلوماتنا تقول إنه اعتقل بطلب مصري، وإن ضباط أمن مصريين وصلوا مؤخرا إلى قطاع غزة، يشاركون في التحقيق معه». وبحسبه فإن الضباط المصريين «مطلعون على تفاصيل كل التحركات والتحقيقات التي تقوم بها أجهزة أمن الحكومة المقالة ضد عناصر الجماعات السلفية في قطاع غزة».

وحمل المهاجر حكومة حماس المسؤولية عن حياة رشوان، قائلا إنه مصاب بإصابات بالغة في رأسه ويعاني من كسر في جمجمته ووضعه الصحي صعب ولا يحتمل التحقيق.

وأكدت مصادر فلسطينية مطلعة اعتقال رشوان، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن مصر استفسرت عنه وعن آخرين بعد عملية قتل الجنود المصريين في سيناء. وبحسب المصادر فقد أبلغت حماس المصريين بأن رشوان يخضع للعلاج، لكنهم أصروا على التحقيق معه.

وكان عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار قال في وقت سابق إن «المخابرات المصرية أعطتنا اسمي شخصين أحدهما يعالج في قطاع غزة، بينما تم التوصل إلى هوية الشخص الثاني ومنطقة سكنه، إنها مجرد استفسارات لا أكثر، ومن الممكن أن يكونا بريئين». وتحقق مصر في تورط جماعات سلفية من غزة في الجريمة التي وقعت على نقطة حدودية وقتل فيها 16 جنديا وضابطا مصريا. وقالت حماس إنها ستقدم كل المعلومات المتوفرة في هذا السياق، لخدمة أمن مصر، نافية تورط القطاع في عملية قتل الجنود المصريين.

ونفى المهاجر أي علاقة لأي من الجماعات المنتشرة في القطاع عن الهجوم ضد الجنود المصريين، وقال إن أي جماعات سلفية في غزة لم تخطط ولم تشارك في مثل هذا الهجوم ولا تعرف عنه شيئا. وأضاف: «هدفنا الآن هو محاربة إسرائيل». وكشف القيادي السلفي، في ذات الوقت، أن فلسطينيا من سكان قطاع غزة، من بين 14 شخصا أصدرت محكمة مصرية حكما بالسجن عليهم مؤخرا لانتمائهم إلى جماعات سلفية جهادية مختلفة، إثر حادثة سيناء.

وأوضح المهاجر: «لقد حكم بالإعدام على الشاب ياسر الترابين من سكان رفح جنوب القطاع، والمعتقل في سيناء منذ فترة أثناء وجوده في أحد المنازل التي تم مداهمتها منذ نحو عام».

وكان الترابين، بحسب المعلومات، قد اتهم حينها بالمشاركة في هجمات ضد عناصر الشرطة المصرية، غير أن المهاجر قال إنه ليس له علاقة بها وإنه اعتقل أثناء وجوده صدفة في المكان.

واتهم المهاجر مصر بتلفيق الاتهامات ضده وضد القطاع، مطالبا مصر بالإفراج الفوري عنه لعدم مسؤوليته أو مشاركته في أي من الهجمات التي تم اتهامه فيها. كما طالب أمن الحكومة المقالة التابع لحماس بوقف أي استهداف للجماعات السلفية في غزة، ووقف ملاحقتهم والتحقيق معهم وتقديم معلومات مجانية للأمن المصري. وبحسبه فقد باشرت حماس منذ أيام حملة اعتقالات واستدعاءات لعناصر سلفية للتحقيق معهم في حادثة سيناء الأخيرة. وحذر المهاجر من حرف مصر وحماس للبوصلة، وقال إن معركتهم ليست مع السلفيين في قطاع غزة.