الملا عمر: عناصر الحركة اخترقوا قوات الأمن الأفغانية

مقتل جنديين أميركيين برصاص شرطي أفغاني

TT

أعلن زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر أمس أن الحركة اخترقت صفوف قوات الأمن الأفغانية. وقال الملا عمر في بيان له تم توقيعه بتاريخ أول من أمس، إن «العديد من الأفغان من الرتب الكبيرة والجنود العاديين في صفوف العدو أبدوا استعدادهم لمساعدة المجاهدين في أي مجال وبطريقة ذكية بعد أن توصلوا للحقيقة».

ودعا المزيد من الجنود الأفغان «إلى إظهار نفس الشجاعة والروح».

وقال الملا عمر إن طالبان شكلت إدارة لمساعدة قوات الأمن الأفغانية على الانشقاق والانضمام للحركة.

ووجه الملا عمر رسالة بمناسبة عيد الفطر أعلن فيها عن انتصارات ميدانية ضد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان كما دافع عن الاتصالات التمهيدية، المعلقة حاليا، مع الولايات المتحدة.

وفي مسعى لتخفيف قلق بعض فصائل طالبان، قال الملا عمر في رسالته الواقعة في سبع صفحات ونشرت على موقع الحركة الإلكتروني، إن المحادثات التمهيدية مع الولايات المتحدة «لم تكن تعني الإذعان أو التخلي عن أهدافنا». وأضاف أن هدفها كان بدء عملية تبادل أسرى وفتح مكتب سياسي وذلك من أجل «الوصول إلى أهدافنا»، لافتا إلى أن حركة طالبان علقت المحادثات في وقت سابق هذه السنة.

وهذه الرسالة النادرة الصادرة عن زعيم طالبان الذي تقول الحكومة الأفغانية إنه موجود في باكستان المجاورة، تأتي قبيل عيد الفطر.

وقال الملا عمر إن «ما يسمى بنقل» المسؤوليات الذي ستسلم بموجبه قوة حلف شمال الأطلسي مسؤوليات إضافية للقوات الأمنية الأفغانية قبل انسحاب بعض عناصر القوة الدولية البالغ عديدها 130 ألف جندي بحلول نهاية 2014، يعتبر إشارة إلى الهزيمة. وحذر من أن الحرب ستستمر بعد رحيلهم.

وقال إن «الشعب الأفغاني سيشن الجهاد ضد المحتل الأجنبي إلى حين الحصول على الاستقلال الكامل للبلاد».

وقد وقعت الولايات المتحدة اتفاق شراكة استراتيجية مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي تعهدت فيه بتقديم الدعم بعد رحيل القوات القتالية ويتوقع أن تبقي على قوة صغيرة في البلاد بعد الانسحاب.

وقد رفضت طالبان على الدوام التفاوض مباشرة مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي المدعومة من الغرب معتبرة إياها «دمية» واشنطن. ووصفها الملا عمر في رسالته بأنها «فاسدة ومريضة وتشهد انهيارا». لكن في الرسالة التي مزجت بين المواقف الحربية والوعود بمستقبل يسوده «الوئام والوحدة»، قال الملا عمر إن حركة طالبان «ستبذل جهودا للوصول إلى تفاهم مع الفصائل الأفغانية في الوقت المناسب بعد انسحاب الغزاة». وفي محاولة للرد على الاتهامات ضد حركة طالبان بقمع حقوق المرأة، قال الملا عمر إن حكومة برئاسة طالبان «ستعطي النساء كل الحقوق المشروعة وفقا للشريعة الإسلامية والمصالح الوطنية وثقافتنا النبيلة».

يذكر أن حركة طالبان بزعامة الملا عمر تسلمت السلطة من 1996 إلى حين الإطاحة بها من قبل تحالف دولي عام 2001 بسبب إيوائها زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) على نيويورك وواشنطن. وقد قتل أسامة بن لادن في عملية كوماندوز أميركية في باكستان في مايو (أيار) 2011.

وقد أعلن السفير الأميركي جيمس كانينغهام في وقت سابق هذا الأسبوع أن هناك مؤشرات على أن طالبان تبحث إمكانية إجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وقال خلال مؤتمر صحافي «هناك اتصالات تجري، وخصوصا في هذه المرحلة ما بين الأفغان وطالبان».

وأضاف «نرى مؤشرات على أن هناك إعادة نظر تجري حاليا في صفوف طالبان حول الخيارات المستقبلية التي يواجهونها».

وعزا كانينغهام ذلك إلى «وضوح الرسالة» التي وجهتها الولايات المتحدة والغرب بأنهما لن يتخليا عن أفغانستان حين تنسحب قوات «الأطلسي».

إلى ذلك، قتل جنديان أميركيان أمس بنيران شرطي في جنوب غربي أفغانستان، حسب ما أعلنته قوات الحلف الأطلسي (إيساف)، في فصل جديد من أعمال العنف التي تشنها عناصر في قوات الأمن الأفغانية على حلفائهم الغربيين في هذا البلد.

ووقع الحادث في ولاية فرح النائية جنوب غربي أفغانستان على الحدود مع إيران.

وأعلنت قوات «إيساف» في بيان أن «جنديين أميركيين توفيا صباح أمس» عندما «وجه عنصر في الشرطة المحلية سلاحه ضدهما»، مضيفة أن «منفذ الهجوم قتل».

وبذلك يرتفع إلى 39 عدد الجنود الغربيين الذين قتلوا خلال العام الجاري على يد جنود أو شرطيين أفغان أو متمردين متسللين إلى صفوفهم في 28 هجوما، حصل عدد كبير منها خلال الأيام الماضية، وفق حصيلة لقوات «الأطلسي».

والثلاثاء، أبدى وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا «قلقه الشديد» من ازدياد عمليات القتل للجنود الغربيين من جانب رجال يرتدون بزات الجيش أو الشرطة الأفغانية.

ويؤدي ازدياد «التهديدات الداخلية»، بحسب مصطلحات الحلف الأطلسي، إلى نسف الثقة بين القوات الغربية المكلفة بتدريب القوات المحلية لتتمكن من تولي المسؤولية الأمنية في البلاد بعد انسحاب قوات «الأطلسي» نهاية 2014.

ويتبنى متمردو طالبان بعضا من هذه الهجمات، مؤكدين أن مقاتليهم يندسون بشكل متزايد داخل صفوف القوات الأمنية الأفغانية.

وتقر قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان التي تضم نحو 130 ألف جندي في البلاد، غالبيتهم أميركيون، بارتفاع عدد الهجمات، إلا أنها تنفي أي تسلل لمندسين، موضحة أن الهجمات مردها إلى خلافات ناجمة عن اختلاف الثقافات.