منظمة «الدول الأميركية» تبحث قضية أسانج.. والمفاوضات مستمرة

20 شرطيا بريطانيا يحرسون مداخل مقر البعثة الإكوادورية بلندن

TT

تواصلت المشاورات الدبلوماسية أمس لإيجاد حل لقضية مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج اللاجئ لدى سفارة الإكوادور في لندن، الذي يبدو مصيره مجهولا أكثر من أي وقت مضى رغم اللجوء السياسي الذي منحته إياه كيتو. وما زال نحو عشرين شرطيا بريطانيا يقومون بحراسة مداخل المبنى الذي يضم البعثة الإكوادورية التي تحولت سجنا للأسترالي الذي لجأ إليها في 19 يونيو (حزيران). كما تقف سيارتان للشرطة أمام المبنى في مكان غير بعيد عن نحو عشرة من مؤيدي أسانج الذين أمضوا ليلتهم في المكان لحراسته.

وقال موقع «ويكيليكس» عبر «تويتر» أن «تكتيك الترهيب البريطاني مستمر».

وفي حال حاول أسانج مغادرة السفارة، فقد يتم اعتقاله فورا بموجب مذكرة توقيف أصدرتها السويد في إطار قضية اغتصاب واعتداء جنسي وهي اتهامات ينفيها. إلا أنه قد يجازف بالإدلاء بتصريح عام في الساعة «00. 14 (00. 13 بتوقيت غرينتش) غدا أمام السفارة»، أي بعد شهرين تماما من وصوله إلى البعثة الإكوادورية، حسب «ويكيليكس». وفور إعلان كيتو أول من أمس أنها ستمنح أسانج اللجوء السياسي، حذرت بريطانيا من أنها لن تمنحه تصريحا بالمرور وأكدت أن هذا الأمر «لا يغير شيئا» في إجراءات تسليمه. إلا أن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ استبعد، على ما يبدو، التهديد باقتحام السفارة الذي يسمح به قانون صدر في 1987 مؤكدا أن القرار في هذه القضية «يمكن أن يستغرق وقتا كبيرا». وفي مواجهة التصلب البريطاني، حاولت الإكوادور الحصول على تأييد دول أميركا الجنوبية لقضيتها. وقد دعت وزراء خارجية اتحاد الدول الأميركية الجنوبية إلى اجتماع أمس في غواياكيل لدراسة الوضع.

ويفترض أن تقرر منظمة الدول الأميركية من جهتها الدعوة إلى اجتماع في 23 أغسطس (آب) في واشنطن. كما تنوي كيتو نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية لإجبار بريطانيا على منح أسانج تصريحا بالمرور. وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية: «نحن مصممون على العمل مع الإكوادوريين لتسوية هذه القضية بشكل ودي»، إلا أنه رفض التعليق على «الاتصالات والاجتماعات» المقرر عقدها.

وفي السويد التقى ممثل عن وزارة الخارجية مساء أول من أمس سفير الإكوادور لتذكيره «بالمبادئ الأساسية للنظام القضائي» السويدي.

وحاليا يلف الغموض مصير مؤسس «ويكيليكس» الموقع المتخصص في نشر وثائق سرية. وتساءلت الصحف البريطانية أمس عن كيفية الخروج من هذا المأزق واستعرضت سيناريوهات عدة لإخراجه إن لم تؤد الطرق الدبلوماسية إلى اتفاق.

هل سيغادر المكان بسيارة تابعة للسفارة؟ وفي هذه الحالة قد يتم توقيفه عند صعوده إلى الطائرة.

هل يمكن أن يرحل بحاوية تحمل خاتم «حقيبة دبلوماسية»؟

وجرت محاولة فاشلة من هذا النوع لتهريب وزير نيجيري سابق في 1984 والطرود الدبلوماسية تخضع للكشف بالأشعة السينية. تبقى فرضية أن تمنح الإكوادور أسانج وضعا دبلوماسيا أو وضع ممثل لدى الأمم المتحدة. لكن القضاء البريطاني سمح بتسليمه وكيتو «ملزمة باحترام القوانين البريطانية»، كما كتبت صحيفة الغارديان.

من جهتها، أشارت «بي بي سي» إلى أن الشرطة البريطانية أوقفت عددا كبيرا من الدبلوماسيين من قبل. وقالت الإكوادور في قرار منح أسانج اللجوء السياسي إنه إذا ادخل الأسترالي الحبس الاحتياطي في السويد، فستجري سلسلة من الحوادث التي لا يمكن أن تنتهي إلا بتسليمه إلى بلد ثالث هو الولايات المتحدة.