فابيوس: انشقاقات قريبة داخل النظام السوري ونأمل أن لا تحدث أزمة سوريا توترا في لبنان

سمير النشار لـ «الشرق الأوسط»: كل شخص في النظام السوري يفكر في الوقت والمكان المناسبين ليقفز من القارب الذي يغرق

TT

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام زيارته إلى لبنان أنه أشاد في لقاءاته مع المسؤولين بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن أوضاع المنطقة، وبدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الحوار، وقال: «لقد حملت معي رسالة تأكيد التزام فرنسا بسلامة واستقلال لبنان، ورسالة ثانية تتعلق بملف النازحين السوريين، فنحن ممتنون لعمل الدولة اللبنانية ومؤسسات الإغاثة في هذا المجال، ويجب تفادي أي استغلال سياسي لهذا الوضع ونأمل أن لا تعكس أزمة سوريا توترا في لبنان».

وفي تصريح له لوكالة «الصحافة الفرنسية» قال فابيوس إنه يملك معلومات مفادها أن انشقاقات جديدة «مهمة» سوف تحصل قريبا داخل النظام السوري. مضيفا: «ولكن سوف نرى ما إذا كانت ستتأكد خلال الأيام المقبلة».

وذكّر فابيوس بـ«الانشقاقات المهمة جدا» التي حصلت خلال الأسابيع الماضية لرئيس الحكومة السابق رياض حجاب والعميد مناف طلاس الذي كان صديق طفولة للرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف فابيوس: «كل ذلك يظهر أن أشخاصا من طوائف أخرى قرروا التخلي عن النظام، لأنهم رأوا أن الشيء الوحيد الذي يفعله حاليا بشار الأسد هو قتل شعبه».

وقال فابيوس: «هذه العوامل التي تضاف إلى بعضها البعض ليست فقط مهمة، لكنها تظهر أن النظام يتحلل، ونحن نرغب بالتأكيد في أن يحصل هذا الأمر بأسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن الأسد «تزداد عزلته»، وتابع: «نحن نريد تسريع إيجاد خلف له». لكن فابيوس حذر مع ذلك من أن سقوط النظام لا يجوز أن يترجم بـ«تصاعد التطرف». لذا، يجب على السواء تغيير النظام مع أن تستمر المؤسسات القائمة بقوة، وإلا «فإننا سنكون أمام الظاهرة العراقية». واعتبر فابيوس أن «بشار الأسد يملك وسائل جوية ومضادات للطيران قوية جدا وأقوى من تلك التي كانت مع القذافي في ليبيا».

من جهته، اعتبر سمير النشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن الانشقاقات في صفوف النظام السوري هي نتيجة طبيعية لما يحصل في سوريا بعدما فقد النظام سيطرته على معظم المناطق السورية والدليل على ذلك، زيادة حدة الاشتباكات ولجوئه إلى الطيران الحربي الذي يعتمد في الحروب بين الجيوش والدول لقتل شعبه. وقال النشار لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان كلام وزير الخارجية الفرنسي حول الانشقاقات دقيق، فهي معلومات استخباراتية لا يتم الإعلان عنها». في حين رأى النشار أن انشقاق شخصيات أمثال مناف طلاس، ورئيس الحكومة رياض حجاب لا يعول عليه، مشيرا إلى «أن كل شخص في النظام السوري يفكر في الوقت والمكان المناسبين ليقفز من القارب الذي يغرق شيئا فشيئا». مضيفا: «ربما كان هناك رهان فرنسي على طلاس واكتشفوا في ما بعد أنه لا يقوى على فعل شيء، لأن القرار في نهاية المطاف هو بيد الشعب السوري الذي سيقرر مصيره».

وفي مؤتمر صحافي عقده في مطار «رفيق الحريري الدولي» قبيل مغادرته لبنان، أضاف فابيوس: «لقد تطرقت في مباحثاتي إلى الوضع في سوريا وفي المنطقة بشكل عام، وكانت زيارة سليمان ناجحة ونحن دعونا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى باريس في هذا الخريف».

ولفت إلى أنه «إذا استمرت الأزمة السورية في المستقبل واستمر تدفق السوريين إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فهذا سيظهر أزمة كبيرة للبنان»، ولفت إلى أن المسؤولين اللبنانيين تداولوا معه المسألة المالية التي تترتب على هذا الملف، مضيفا: «علينا أيضا تفادي انتقال عدوى الأزمة السورية إلى لبنان خاصة أن الأحداث الأخيرة تسهل هذا الانتقال، ونحن نأمل في إيجاد حل لهذا الوضع، وأن لا تعكس أزمة سوريا توترا في لبنان، وقد أكد المسؤولون اللبنانيون حرصهم على هذا الأمر».

وإذ أكد أن «فرنسا ملتزمة إلى جانب الأمم المتحدة بحسب القرار 1701 في اليونيفيل»، قال فابيوس: «نحن نشارك في هذه المهمة الصعبة والخطيرة وأنا أنوه بالكتيبة الفرنسية التي تؤدي مهمتها بشكل ممتاز، ولقد التزم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالحفاظ على بقاء الكتيبة لأنها تؤدي دورا أساسيا ولا نبحث في خيارات مختلفة في هذا الإطار».