تواصل كشف المجازر في ريف دمشق.. وأكثر من 40 قتيلا بمدينة التل

توالي القصف على أحياء جنوب العاصمة واشتباكات عنيفة شرق البلاد

سوري يبكي أحد أقربائه الذي قتل على أثر قصف قوات الأسد لحلب أمس (أ.ف.ب)
TT

قال سكان في مدينة التل بريف دمشق إن قوات النظام ولدى اقتحامها المدينة يومي الخميس والجمعة الماضيين، ارتكبت مجزرة، حيث تم العثور أمس السبت على أكثر من أربعين جثة لأشخاص قضوا جراء القصف الهمجي على المدينة من منطقة واحدة فقط، ولا يزال البحث جاريا عن مفقودين، بحسب ناشطين بثوا صورا للجثث التي تم تجميعها في مكان واحد ليصار إلى دفنها. ووجهت نداءات للأهالي ممن يمكنهم دخول المدينة الذهاب إلى هناك للتعرف على هوية القتلى بغية توثيقها وإبلاغ ذويهم.

جاء ذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن اكتشاف نحو ست عشرة جثة لشباب من أهالي دوما عثر عليها ليل الجمعة - السبت وقد قتلت ذبحا بأدوات حادة عند أحد الحواجز، وبث ناشطون صورا لتلك الجثث وتظهر عليها آثار القتل بالأدوات الحادة. وجاءت مجزرة دوما بعد ساعات من إعلان العثور على 65 جثة مجهولة الهوية في قطنا وثلاث جثث أخرى مجهولة الهوية في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام يوم الخميس.

في تلك الأثناء، استمر القصف على أحياء دمشق الجنوبية؛ التضامن والقدم والعسالي وسبينة، وقريبا من حي كفرسوسة، فيما شهد مخيم اليرموك الفلسطيني حركة نزوح كبيرة للأهالي بعد ورود أنباء عن نية قوات النظام اقتحام المخيم وسط حالة تأهب أمني كبير في غالبية أحياء العاصمة لا سيما البرامكة في الوسط التجاري، والميدان ونهر عيشة، حيث جرى نشر عدد من القناصة في محيط ساحة الأشمر في حي الميدان وبالقرب من السكة في حي نهر عيشة. ولم يمنع ذلك خروج مظاهرة طيارة في منطقة الفحامة الواقعة بين البرامكة والميدان، وألقى المتظاهرون مناشير تندد بمجازر النظام بعد أن قطعوا الطريق هناك، بينما حلق طيران مروحي فوق مشروع دمر طوال أمس.

وفي ريف دمشق، استمر القصف الكثيف على مدينة المعضمية، في حين وقعت اشتباكات عنيفة على أوتوستراد دمشق - حمص بالقرب من مدينة قارة في القلمون. كما تتعرض الأراضي الواقعة بين جرمانا والمليحة في ريف المدينة للقصف بالحوامات من قبل قوات النظام.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن نحو 91 شخصا قتلوا بنيران قوت النظام أمس معظمهم في ريف دمشق، وذلك غداة مقتل 129 شخصا في مناطق مختلفة من سوريا أول من أمس الجمعة.

هذا، واستمرت قوات النظام في القصف الجوي على مدينة أعزاز في محافظة حلب (شمال) قرب الحدود التركية. وكانت أعزاز التي سيطر عليها الجيش السوري الحر قبل أسابيع وقد خلت تماما من أي وجود لقوات النظام، تعرضت الأربعاء الماضي لقصف جوي أسفر عن مقتل 40 مدنيا نصفهم نساء وأطفال، إضافة إلى جرح العشرات.

وقالت مصادر في الجيش الحر في جبل الزاوية إن قوات النظام الموجودة في طرف جبل الزاوية تقوم بقصف الجبل بالهاون والمدافع ويتركز القصف على محيط قرية ابديتا بمعدل قذيفة كل ربع ساعة.

وفي حلب، كبرى مدن شمال سوريا التي تشهد عمليات عسكرية منذ أسابيع، تعرضت أحياء الفردوس والسكري وبستان الزهرا والكلاسة والإذاعة للقصف، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط ساحة سعد الله الجابري ومحيط الملعب البلدي.

وحول الأوضاع الميدانية في ريف حلب، قال مصدر في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «كتائب الجيش الحر ما زالوا مرابطين في حي صلاح الدين يتصدون لكتائب الأسد رغم قلة والعتاد وهم موجودون لغاية دوار صلاح الدين نقطة التماس الأساسية في الحي» وإن قوات النظام ورغم ما حشدته من جنود وعتاد وآليات، فإنها لم تتمكن من التقدم داخل الحي سوى في شوارع انسحب منها الجيش الحر لنقص الذخيرة. وفي حي سيف الدولة، وقعت اشتباكات عنيفة من جانب «الكرة الأرضية» لدى محاولة قوات النظام التقدم فيها، وأعادت الكرة من جهة نادي الضباط (مفرق العلوم)، وبعد اشتباكات عنيفة، تمكنت من التقدم لغاية منتصف الشارع الخلفي للمعهد التجاري.

وفي الأعظمية لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام والجيش الحر. وفي حي السبع بحرات تصدى الجيش الحر لقوات النظام وحال دون تقدمها نحو باب الحديد وباب النصر. وفي دوار الجندول، جرت اشتباكات عنيفة هناك لمنع سيطرة قوات النظام على الدوار، وسط استمرار القصف العنيف بالمدفعية والطيران على الأحياء التي سيطر عليها الجيش الحر. وأكدت المصادر أن الجيش الحر ما زال يسيطر على أكثر من 60% من حلب؛ منها 4 أحياء بكاملها مثل أحياء الجندول، والهلك، وبستان الباشا، وعين التل، بينما استعادت قوات النظام السيطرة على شارعين في صلاح الدين وشارعين في سيف الدولة.

وفي حمص (وسط) تعرض حي الخالدية للقصف من قبل القوات السورية مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 7 بجراح بعضهم بحالة خطرة، كما قتل مواطن إثر إصابته برصاص قناصة في شارع الستين. وفي ريف حمص، قتل شخصان وجرح آخرون إثر القصف الذي تعرضت له منطقة الحولة من قبل القوات السورية. وقال ناشطون في حمص إن الحملة العسكرية متواصلة على حمص وريفها لليوم الرابع والسبعين من قبل جيش النظام وقوات الأمن بكل أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات و«هاون» ومدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ، ويتم «القصف من القرى الموالية للنظام ومن الكلية الحربية والحواجز المنتشرة في الأحياء وحول المدن المحاصرة». وأمس تركز القصف العنيف على القصير - الرستن - تلبيسة - الخالدية - جورة الشياح - القصور - حمص القديمة - بابا عمرو - جوبر - السلطانية - السعن - حوش حجو - تلكلخ - الحولة - الغنطو، وأسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل بينهم طفلان وعشرات الجرحى. وذلك في ظل أوضاع إنسانية سيئة جدا، فهناك نقص حاد في المواد الغذائية الرئيسية وموارد الطاقة، خاصة الغاز والبنزين والمازوت، كما تعيش المنطقة أوضاعا صحية سيئة بسبب القصف المستمر وعدم قدرة المشافي الميدانية على سد احتياجات الإسعاف والعلاج، مع استمرار قطع التيار الكهربائي ومياه الشرب لأسابيع.

وفي شرق البلاد، اقتحمت قوات النظام مدينة البوكمال بعد تعرضها للقصف العنيف فجر أمس، وقال ناشطون في تنسيقية الميادين إن قوات النظام اقتحمت مدينة الميادين من محوري دوار النادي – دوار الطيبة بأكثر من 20 دبابة-BMB التي قصفت في طريقها إلى الميادين المحاريم - طريق الطيبة الهجانة، ومن ثم تمركزت الدبابات في حارات البوحميد حيث تتم محاصرتها من قبل مقاتلي الجيش الحر، وأشارت التنسيقية إلى أن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابتين في اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة هناك، حيث سقط ثلاثة من مقاتلي الجيش الحر. كما قتل مدني في مدينة دير الزور إثر إصابته برصاص قناصة. كما تعرضت قريتا الحسينية والصالحية لقصف عنيف أسفر عن تدمير عدد من المنازل.