مصدر أمني: مقاتلون يمنيون تسللوا إلى سيناء قبل هجوم رفح

كلينتون حذرت من تحول المنطقة الحدودية إلى «قاعدة عمليات» للجهاديين

TT

أفاد مصدر أمني أول من أمس أن عشرة مقاتلين يمنيين تمكنوا من التسلل إلى الأراضي المصرية قبل شهرين وقاموا بتدريب الخلايا الجهادية المحلية في شبه جزيرة سيناء. وقال المسؤول الأمني رفيع المستوى الذي يعمل في قوات حرس الحدود المصرية شمال سيناء، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «تعرف السكان المحليون على العديد من الأجانب الذين كانوا بالسوق، وتلقينا معلومات استخباراتية بأنهم كانوا على اتصال بالخلايا الجهادية في المقاطعة؛ منطقة معزولة جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء. نأمل أن نلقي القبض عليهم خلال غاراتنا المتواصلة، فقد يكونون مختبئين في جبل الحلال؛ منطقة تضاريس جبلية وعرة وسط سيناء».

ويشير إبراهيم المنيع، أحد مشايخ قبيلة السواركة الذي قاد لجنة من مائة شخص لوقف أعمال التهريب غير القانونية للأفارقة عبر سيناء، إلى أن المقاتلين اليمنيين تم تهريبهم إلى سيناء من السودان وسط مجموعات من المهاجرين الأفارقة الذين ينقلهم البدو إلى إسرائيل مقابل المال». وقال المنيع لـ«سي إن إن»: «انتشرت الشائعة بين أهالي سيناء بأن هؤلاء اليمنيين يدربون الخلايا الجهادية في الشيخ زويد، وكان ضباط الاستخبارات على علم بوجودهم».

وفي مقابلة مع قناة «سي إن إن»، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن هذه المشكلة نوقشت مطولا خلال لقاءاتها في كل من مصر وإسرائيل.

وقالت كلينتون خلال المقابلة: «هناك إمكانية لاتخاذ الجهاديين والإرهابيين سيناء قاعدة عمليات لهم. نعتقد أن هذا موقف خطير لكل من مصر وإسرائيل. ويمثل خطرا في الوقت ذاته على الولايات المتحدة. فهناك أميركيون في القوات الدولية التي تشرف على تنفيذ اتفاقية كامب ديفيد. وهناك أميركيون في سيناء، ولدينا مخاوف بشأن سلامتهم». ويؤكد سالم عنيزان، زعيم قبلي، إنه سمع هو الآخر أن المقاتلين اليمنيين كانوا يدربون الجهاديين في الشمال.

وقال عنيزان، الذي يساعد الشرطة في تأمين المناطق المعزولة في سيناء منذ اندلاع أعمال الخطف والهجمات على نقاط التفتيش الأمنية في الأشهر القليلة الماضية: «آمل أن لا يكونوا من (القاعدة)، فاليمن هي قاعدتهم».

وكان الجيش المصري قد بدأ الأسبوع الماضي عملية «نسر»، الحملة الموسعة التي استخدمت فيها مروحيات «أباتشي» القتالية ودبابات «إم 60»، ضد الخلايا الجهادية المشتبه بها المتحصنة في سيناء، منذ الهجوم الذي شنه ملثمون وقتل خلاله 16 جنديا مصريا بمدينة رفح الحدودية شمال سيناء في 8 أغسطس (آب) الحالي. وقامت السلطات الإسرائيلية والمصرية بالتنسيق للسماح للمروحيات القتالية والآليات الثقيلة بالدخول إلى المنطقة معزولة السلاح بموجب اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.

وحتى الوقت الراهن لم تعلن جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي حظي باهتمام واسع من الإعلام المحلي والعالمي.

وتم اعتقال ستة مصريين مشتبه بهم الأسبوع الماضي في الشيخ زويد، لكن سرعان ما تم الإفراج عن ثلاثة منهم بعد استجوابهم، بحسب اللواء أحمد بكر، مدير أمن شمال سيناء.

وكانت سيناء قد شهدت حالة من الانفلات الأمني في أعقاب الثورة الشعبية التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وقد أعربت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل عن قلقهما من وجود خلايا إرهابية في سيناء.

وخلال زيارتها إلى مصر الشهر الماضي، حذرت وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من تحول المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل إلى «قاعدة عمليات» للجهاديين ما لم يتم ضبط الأمن. كما عبرت إسرائيل عن مخاوفها بشأن المنطقة في أعقاب سقوط حسني مبارك.