ترقب بيان سليقيه اسانج اليوم أمام سفارة الإكوادور

مليون إسترليني تكلفة الحكومة البريطانية.. وأستراليا تستعد لاحتمال ترحيله إلى أميركا

عناصر من الشرطة البريطانية أمام سفارة الإكوادور في لندن أمس (أ.ب)
TT

قال قاض إسباني سابق يدافع عن مؤسس موقع «ويكيليكس» الإلكتروني جوليان أسانج، إن بريطانيا مطالبة بإعطاء الأولوية لحق اللجوء السياسي الذي حصل عليه موكله من الإكوادور، وذكر أن لندن لديها «مشكلة مع تطبيق القانون والأولويات». وقال القاضي السابق بالتاسار غارزون لمحطة إذاعة «دبليو راديو» الكولومبية إن الحكومات ملزمة بإعطاء الأولوية لطلبات اللجوء، وذلك على خلفية منح الإكوادور أسانج حق اللجوء بدعوى أنه مضطهد لأسباب سياسية، ورفضت لندن توفير ممر آمن لخروجه من سفارة الإكوادور التي يحتمي بها منذ شهرين، عقب استنفاده إجراءات التقاضي لتسليمه إلى السويد بتهم تتعلق بالاعتداء الجنسي. وقال غارزون «صحيح أنه ينبغي الالتزام بما قرره القضاة في السويد، غير أن القوانين الخاصة بحق اللجوء باعتباره حقا أساسيا تلزمهم بإعطاء الأولوية لحق اللجوء الذي تمنحه دولة ثالثة». وجاءت هذه التصريحات بينما تواصل الشرطة البريطانية حراسة مداخل المبنى الذي يضم البعثة الإكوادورية، ذلك أن أي محاولة من أسانج للخروج ستواجه باعتقاله بموجب مذكرة التوقيف الصادرة من السويد.

وقال ناطق باسم الخارجية البريطانية «نحن مصممون على العمل مع الإكوادوريين لتسوية هذه القضية بشكل ودي»، إلا أنه رفض التعليق على «الاتصالات والاجتماعات» المقرر عقدها.

وقال المتحدث باسم «ويكيليكس»، كريستن هرافنسن - عبر رسالة على موقع «تويتر» - إن أسانج سيدلي ببيان يذاع على الهواء مباشرة اليوم أمام مقر السفارة، ولم يوضح ما إذا كان الظهور سيكون من خلال نافذة السفارة أو خارجها. وقال «لا أستطيع الخوض في تفاصيل في الوقت الراهن لأسباب أمنية».

إلى ذلك، كشفت تقارير أن «قضية أسانج كلفت الحكومة البريطانية إلى اليوم أكثر من مليون جنيه إسترليني بعد مضي عامين على الجلسات القضائية ثم فراره إلى سفارة الإكوادور لتجنب ترحيله إلى السويد».

وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن «الحكومة خسرت أكثر من مليون جنيه في مصاريف الدعاوى التي رفعها أسانج وحتى تلك التي رفعها إلى المحكمة العليا في لندن لوقف قرار ترحيله إلى السويد حيث يواجه تهما بالتحرش الجنسي». وأوضحت أن أسانج قضى منذ بداية قضيته في عام 2010 سبعة أيام كاملة داخل قاعات المحاكم البريطانية.

ويبلغ متوسط تكلفة الدقيقة الواحدة داخل قاعة المحكمة مائة جنيه، بينما أنفق الادعاء العام أكثر من 61 ألف جنيه على استشارات قانونية خارجية من دون احتساب تكاليف محاميه.

وأشارت الصحيفة إلى أن «فرار أسانج إلى سفارة الإكوادور بتاريخ 19 يونيو (حزيران) الماضي زاد من مصاريف الحكومة بآلاف الجنيهات يوميا بعد اضطرارها إلى فرض طوق أمني مشكل من خمسين شرطيا حول مبنى السفارة على مدار 24 ساعة».

ولفتت إلى أن «إعلان دفاع مؤسس موقع (ويكيليكس) اللجوء إلى المحكمة الدولية في لاهاي لضمان ممر آمن له إلى خارج بريطانيا، سيرفع لا محالة من نفقات الحكومة في معركتها لضمان تسليمه إلى السويد».

وفي مواجهة التصلب البريطاني، تحاول الإكوادور الحصول على تأييد دول أميركا الجنوبية لقضيتها عبر دعوة وزراء خارجية اتحاد الدول الأميركية الجنوبية (أوناسور) والدول البوليفية (ألبا) لاجتماع اليوم في غواياكيل لدراسة الوضع. كما تنوي كيتو نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية لإجبار بريطانيا على منح أسانج تصريحا بالمرور.

وفي ظل هذه المعطيات يظل مصير مؤسس «ويكيليكس» غامضا، وتساءلت الصحف البريطانية أول من أمس عن كيفية الخروج من هذا المأزق مستعرضة سيناريوهات عدة لإخراجه إن لم تؤد الطرق الدبلوماسية إلى اتفاق، ففي حال مغادرة المكان بسيارة تابعة للسفارة، فقد يتم توقيفه عند صعوده إلى الطائرة، بينما قد تؤول محاولة ترحيله بحاوية تحمل خاتم «حقيبة دبلوماسية» إلى الفشل، لأن الطرود الدبلوماسية تخضع للكشف بالأشعة السينية.

* الإكوادور

* دولة في شمال غربي أميركا الجنوبية. يمر فيها خط الاستواء. تحدها كولومبيا من الشمال وبيرو من الجنوب والشرق. تطل على المحيط الهادي من الغرب. تتبع البلاد مجموعة جزر جلاباجوس التي تبعد عنها نحو 965 كلم إلى الغرب منها. أطول حدودها مع جمهورية بيرو وكانت هذه الحدود مصدر اضطراب بين البلدين، وهي قسم من جبال الأنديز، وتشكل العمود الفقري للبلاد. كانت قبل احتلال الإسبان لها قسما من إمبراطورية (الانكا) التابعة لحكم الهنود الأميركيين، واحتلها بليزارو الإسباني سنة 1532م واستمر الاحتلال الإسباني إلى سنة 1821م، ثم انضمت إلى دولة كولومبيا الكبرى بزعامة سيمون بوليفار سنة 1822م، ثم انفصلت الإكوادور عن هذا الاتحاد سنة 1830م. تبلغ مساحتها 283.561 كيلومتر مربع، وسكانها سنة 1988 بلغ عددهم 10.2 مليون نسمة، وعاصمتها مدينة كيتو، وأكبر مدنها جواياكيل، وهي أهم موانيها، ومن مدنها كونيكا وأمبانو. وقد فقدت الإكوادور قسما كبيرا من أرضها الواقعة في نطاق حوض نهر الأمازون نتيجة حروبها مع جمهورية بيرو، ووقعت معاهدة بين البلدين هي «معاهدة ريو» سنة 1946، ولا تزال العلاقة متوترة بين البلدين.