«القاعدة» تقتل قائدا في اللجان الشعبية في أبين.. وهادي يتعهد بمواصلة مكافحة الإرهاب

متخصص في شؤون الإرهاب: القاعدة تنفذ استراتيجية انتقامية مع قرب إغلاق ملفها

TT

عكرت أعمال العنف في جنوب اليمن احتفالات اليمنيين بعيد الفطر المبارك، حيث قتل وجرح 22 شخصا في كل من محافظتي الضالع وأبين، فيما تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بمواصلة الحرب ضد تنظيم القاعدة، وتعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب.

ففي محافظة أبين جنوب البلاد فجر انتحاري، من تنظيم القاعدة نفسه، وسط تجمع قبلي للجان الشعبية في مديرية مودية بمحافظة أبين جنوب البلاد، مما أدى إلى مقتل قيادي في اللجان الشعبية يدعى ناصر علي منصور، وإصابة أربعة آخرين. وقالت مصادر إعلامية رسمية، إن الانتحاري فجر حزاما ناسفا وسط مجموعة من المقاتلين القبليين، أثناء خروجهم من مسجد الأنصار. ومنذ انسحاب جماعة « أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، من محافظة أبين، وضعت قادة اللجان الشعبية في قائمة المستهدفين بالاغتيالات، بعد مشاركتهم مع قوات الجيش في الحرب ضدها في كل من أبين وشبوة.

وكان «تنظيم القاعدة»، قتل أكثر من 20 جنديا وجرح عشرات آخرين، أول من أمس، بعد هجوم نفذه على مقر المخابرات اليمني ومبنى الإذاعة والتلفزيون في عدن، وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمواصلة الحرب على تنظيم القاعدة، وقال في كلمته للشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك: «نؤكد مجددا الإصرار والعزم على مواصلة بذل الجهود من أجل تعزيز شراكتنا مع المجتمع الدولي في دعم الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب». ولفت هادي إلى أن «الجريمة التي نفذها الإرهابيون بمحافظة عدن شاهدا آخر على أن الإرهاب ببشاعة فعله وتوحش نزوعه لا ينتمي إلا للشيطان ولا يهدف إلا لتدمير الأوطان». وقال هادي: «إن خطورة المرحلة وحساسية المواجهة مع الإرهاب تستدعي استنفار كل الجهود ونبذ التقصير وتتطلب درجة عالية من اليقظة والانتباه لجميع أجهزة الدولة والأمن».

إلى ذلك اعتبر المتخصص في شؤون الإرهاب، محمد سيف حيدر، ما يقوم به تنظيم القاعدة من عمليات مؤخرا، دليل على اليأس الذي وصلوا إليه، وقال حيدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: إن « العمليات الأخيرة للقاعدة تشير على ما يبدو، إلى قرب إغلاق ملفه، حيث يظهر من خلال العمليات أنها تتبع استراتيجية انتقامية، وهي عمليات يائسة وصلوا إليها، بعد هزيمتهم في أبين وشبوة». وأضاف: «لقد أراد تنظيم القاعدة أن يوصل رسالة بأنه موجود ولا يزال قادرا على تنفيذ عملياته، فالقاعدة تختار بعناية كبيرة أهدافها، حيث تختار المناسبات الدينية لتنفيذ عملياتها، وكان الأولى بأجهزة الأمن أن تتنبه إلى مثل ذلك وتعزز من الإجراءات الاحترازية». وأشار حيدر إلى أن «هناك ارتباكا في الأداء الأمني، ناتجا عن الارتباك الذي تمر به اليمن بشكل عام، حيث نلاحظ غياب التماسك في القرار الأمني، فالهجوم على مبنى جهاز الأمن السياسي - المخابرات - في عدن ليلة عيد الفطر المبارك هو الثالث من نوعه على نفس المبنى على مدى السنوات الماضية، وكان من المفترض أن يعاد النظر في الإجراءات الأمنية بشكل كامل، وعملية اقتحام مبنى المخابرات هو ضربة كبيرة لجهود الدولة في مكافحة الإرهاب»، موضحا أن القاعدة يستهدف كل من شارك في الحرب عليه في ابين وشبوة، وقد «وضع قائمة أهداف تشمل قادة عسكريين في أبين واللجان الشعبية ووزراء الدفاع والداخلية والإعلام».

وفي سياق آخر، قتل سبعة أشخاص فيما جرح 11 آخرون، صباح أمس في محافظة الضالع، جنوب اليمن، في حادث جنائي، بعد إطلاق مسلح النار على مصلين أثناء أدائهم صلاة عيد الفطر المبارك. وقال مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط»: « إن مسلحا اقتحم مصلى العيد، في منطقة الشرنمة بمديرية قعطبة في الضالع، وأطلق النار على من كان موجودا فيه، وقتل سبعة أشخاص وجرح 11 آخرين لأسباب مجهولة». وأضاف: أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن المسلح، مصاب بحالة نفسية».

من جهة أخرى، أفرجت الأجهزة الأمنية عن القيادي الجنوبي والسفير السابق، أحمد الحسني، بعد اعتقال دام 4 أيام. وقال مصدر مقرب من الحسني لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحسني عاد إلى منزله ليلة عيد الفطر المبارك»، وأكد المصدر الذي رفض الإدلاء بأي تفاصيل حول عملية الاعتقال، أن الحسني استقبل فور إطلاق سراحه أنصاره، وكثيرا من قيادات الحراك الجنوبي، ويتمتع بصحة جيدة. واعتقلت أجهزة الأمن الحسني الأسبوع الماضي، فور وصوله إلى مطار عدن الدولي، بعد انشقاقه عن النظام اليمني عام 2005، عندما كان سفيرا لليمن في دمشق، ويعتبر من أهم القيادات الجنوبية، حيث كان قائدا للقوات البحرية.