قصف ومجازر ومظاهرات ونزوح.. و120 قتيلا في أول أيام العيد

أكثر من 5 آلاف ضحية في سوريا حصيلة شهر رمضان

TT

استيقظ العالم في أول يوم من أيام عيد الفطر المبارك على خبر مقتل ما يزيد عن 63 سوريا في ساعات الصباح الأولى، ليرتفع العدد تدريجيا فيتخطى مساء وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان الـ120 قتيلا، في حصيلة أولية قابلة للتزايد جراء عمليات القصف المتواصل على المدن السورية ككل دون استثناء.

وأمس أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن قتلى شهر رمضان تجاوزوا خمسة آلاف، معظمهم في دمشق وحلب، فيما أعلن من تركيا عن وصول 955 سوريا إلى تركيا في أول يوم من أيام العيد بينهم ثلاثة ضباط برتبة عميد، وأربعة برتبة مقدم، وثمانية برتبة رائد، حيث نقلوا وبحسب وكالة «الأناضول التركية» إلى مخيم «آبايدن»، بينما نقل الباقون إلى ولاية «شانلي أورفا».

أما في الداخل السوري، فاستقبل السوريون العيد تحت القصف وفي الملاجئ أو في الشوارع، رافعين الأصوات واللافتات المنددة بالنظام.

وقالت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» إن «الرئيس السوري بشار الأسد أرسل العيدية باكرا للسوريين يوم أمس، إذ قصفت دباباته وطائراته ومنذ ساعات الصباح الأولى عددا كبيرا من المدن والمحافظات، فيما خرج أهالي الحفة لتشييع قتلى مجازر يوم أول من أمس التي ارتكبتها القوات النظامية في البلدة».

وبينما تحدث ناشطون من درعا لـ«الشرق الأوسط» عن «مجزرة ارتكبتها قوات النظام بإعدام أربعة عشر شخصا بعد اعتقالهم بساعات»، قال ناشطون إن الجيش السوري واصل قصف عدة مناطق سكنية وبالتحديد في جبل الأكراد والتركمان بريف اللاذقية. وقد بث ناشطون سوريون صورا تظهر جانبا من الدمار الذي لحق ببعض المنازل في حي الحجر الأسود بدمشق نتيجة القصف.

كما بث ناشطون صورا على الإنترنت لقصف الجيش النظامي على مدينة الرستن صباح عيد الفطر. وقال الناشطون إن القصف استهدف عددا من المساجد والمنازل أثناء أداء الناس شعائر صلاة العيد، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى وهدم للمنازل وقالوا: «طيران ومدفعية قوات النظام السوري مستمرة في حملتها العسكرية وقصفها لبلدات تلبيسة وتلكلخ والقصير وأحياء حمص القديمة وجورة الشياح والخالدية في حمص، ولا يزال عدد من المدنيين والجرحى محاصرين داخل أحياء المدينة».

ومن حلب، أفاد ناشطون عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى في قصف على بلدة منبج وأحياء عدة في المدينة. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 7 أشخاص من عائلة واحدة قتلوا في قصف على حي قاضي عسكر في حلب.

كما بث ناشطون صورا على مواقع الإنترنت تظهر جثثا لستة أشخاص مقيدي الأيدي من الخلف، أعدموا ميدانيا برصاص ما قالوا إنها عناصر المخابرات الجوية، وقد عثر على الجثث قرب مبنى المخابرات الجوية شمال حلب، وتعود الجثث لمدنيين من ريف حلب. ويقول أهالي المنطقة إنهم يعثرون على جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا قرب مبنى المخابرات الجوية بشكل شبه يومي.

وفي درعا، أعلن ناشطون عن مقتل أربعة أشخاص إثر إعدامهم ميدانيا على أيدي قوات الأمن السورية في مدينة الحراك التي أطلق أهاليها نداءات استغاثة لنقص المواد الطبية والدم في مستشفى المدينة الميداني. كما تحدث ناشطون عن قصف لبلدتي بصر الحرير وأم ولد والمليحة الغربية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش النظام يقصف بالدبابات والصواريه بلدة الحراك وبصرى الشام، وإن 13 شخصا قتلوا في الحراك بينهم 10 أطفال.

وأفاد مجلس قيادة الثورة أن جيش النظام ارتكب مجزرة في معرة النعمان بريف إدلب، سقط فيها عدد من الأطفال والنساء. وأضاف مجلس قيادة الثورة أن قوات بشار الأسد قصفت أيضا متحف معرة النعمان، واستهدفت كذلك سوق النجارين في المدينة، ما أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة في السوق.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن مروحيات النظام السوري أطلقت رشاشاتها الثقيلة على أطراف بلدة بَبّيلا في ريف دمشق. وقتل طفلان، وأصيب الكثير بجروح، عندما أطلقت قوات النظام النار بكثافة وقصفت حي القُرب في دوما بريف دمشق.. ومن جهة أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه عثر على 42 جثة ملقاة في بلدة التل بضواحي العاصمة السورية دمشق.

بالمقابل، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الجهات المختصة أحبطت عدة محاولات تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية إلى سوريا عبر مواقع الشبرونية أدلين، وحالات بريف تلكلخ ليل السبت الأحد، متحدثة عن إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين بينما لاذ بقيتهم بالفرار إلى الأراضي اللبنانية تاركين ما كانوا يحملونه من عتاد.

وبالتزامن مع العمليات الأمنية التي ينفذها النظام، خرجت مظاهرات عدة في أول أيام عيد الفطر الأحد في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب ما أفاد ناشطون.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدة مظاهرات خرجت في أحياء عدة من العاصمة وفي عدد من المناطق التابعة لريف دمشق وقرى ريف إدلب وريف حماة وفي بعض أحياء المدينة.

وأوضح المرصد أن المتظاهرين نادوا بـ«إسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الأسد»، مستنكرين «الصمت العالمي عن المجازر التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري». بدورها أشارت لجان التنسيق المحلية في العاصمة إلى «خروج مظاهرة بعد صلاه العيد من الباب الخلفي لمقبرة الشيخ خالد في حي ركن الدين الدمشقي تهتف للمدن المنكوبة وتطالب بإسقاط النظام».

وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو لإحدى المظاهرات التي جرت في مدينة كفر زيتا وقد رفع فيها أحد المشاركين لافتة كتب عليها «يا رب أتم علينا عيدنا بانتصار ثورتنا وسقوط هذا الطاغية»، فيما رفع آخر لافتة كتب عليها «يرجى عدم إطلاق الألعاب النارية لأن الصواريخ وقذائف الهاون تكفينا وتزيد».

وفي سهل الغاب التابع لريف إدلب، تجمع عشرات الأطفال في قرية شهناز وهم يهتفون «يا بشار حيد حيد، نحن بدنا نصوم وبدنا نعيد»، بحسب فيديو ثانٍ بثه ناشطون على «يوتيوب».. وفي فيديو آخر رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها «أرسلوا لنا مراقبين بقيادة الدابة ثم أطلقوا لهم العنان والآن يعطون الضوء الأخضر»، في إشارة إلى تمديد المهلة التي تمنحها الأمم المتحدة للنظام السوري، تحت إشراف الفريق السوداني محمد الدابي، مرورا بالسكرتير العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان، ثم الآن السفير الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي.