صحف غربية: استخبارات بريطانيا تدعم الثوار في سوريا.. وبرلين تتجسس

الكردي لـ «الشرق الأوسط» : كل مخابرات العالم تنشط في سوريا.. ولكن لا أحد يقدم لنا المعلومات أو السلاح

صورة أرشيفية للغواصة «يو32» في قاعدة إيمدين الألمانية وسط تقارير عن نشاط استخباراتي ألماني أمام السواحل السورية (أ.ف.ب)
TT

نفى الجيش السوري الحر ما ورد في تقارير صحافية غربية تحدثت بالأمس عن أن المخابرات البريطانية ساعدت الثوار في سوريا على شن هجمات على قوات النظام، وأن جواسيس ألمانا يتمركزون قبالة السواحل السورية وينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة.

وكانت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية نقلت عن مسؤول - لم تسمه - في المعارضة السورية أن الاستخبارات البريطانية ساعدت الثوار في شن هجمات عدة على قوات النظام السوري، منها النجاح في تدمير رتل مكون من 40 دبابة بالقرب من بلدة سراقب جنوب غرب حلب مطلع الشهر الحالي. وحسب الصحيفة الأسبوعية، فإنها المرة الأولى التي يكشف فيها الدور الخفي للمخابرات البريطانية في الثورة ضد النظام السوري التي اندلعت في مارس (آذار) 2011. ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله إن السلطات البريطانية «على علم بالأمر، وهي موافقة مائة في المائة على نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية في قبرص عبر تركيا إلى المتمردين في الجيش السوري الحر».

وقال المسؤول المعارض للصحيفة إن «الاستخبارات البريطانية تراقب عن كثب من قبرص ما يجري في سوريا»، وأضاف أن «البريطانيين يعطون معلومات للأتراك والأميركيين؛ ونحن نتلقاها من الأتراك»، موضحا أن أهم المعلومات حتى الآن تتعلق بتحركات القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وهي في اتجاهها إلى المركز التجاري في حلب التي يشرف على قسم منها المتمردون.

ولبريطانيا قاعدتان عسكريتان في قبرص، الأولى في ذيكيليا والثانية في أكروتيري. وقالت الصحيفة إن القاعدتين تحصلان على معلوماتهما من المركز الوطني للمراقبة الإلكترونية في شلتنهام غرب إنجلترا. كما أكد المسؤول حصول المعارضة على صور بالأقمار الصناعية خاصة بجهاز الاستخبارات الأميركية، عبر البوابة التركية، منذ أكثر من شهر، مشيرا إلى استفادة المعارضة أيضا من المعلومات البريطانية حول شحنات السفن الروسية إلى حليفها السوري في ميناء طرطوس، وكذلك زيارات السفن الصينية والإيرانية.

وبالتزامن، ذكرت صحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية أن جواسيس ألمانا يتمركزون قبالة السواحل السورية ينقلون معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية في معركتهم ضد الأسد. وأوضحت الصحيفة أن عملاء لجهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني يعملون انطلاقا من سفن منتشرة قبالة السواحل السورية، مستعينين بتكنولوجيا تسمح لهم بمراقبة حركة القوات العسكرية حتى عمق 600 كيلومتر داخل البلاد. وينقل هؤلاء الجواسيس معلوماتهم إلى ضباط أميركيين وبريطانيين، يقومون بدورهم بتزويدها إلى مقاتلي المعارضة. ووفق مسؤول أميركي، طالب عدم كشف اسمه، فإن «أي جهاز استخباراتي غربي لا يملك هذا القدر من المصادر الجيدة في سوريا» مثل الاستخبارات الألمانية، بحسب «بيلد آم زونتاج». وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن العملاء الاستخباريين الألمان ينشطون أيضا في النزاع السوري انطلاقا من قاعدة الحلف الأطلسي في مدينة أضنة التركية. وقال مسؤول في الاستخبارات الألمانية للصحيفة «يمكننا الافتخار بالمساهمة البارزة التي نقدمها لإسقاط نظام الأسد».

لكن نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي، أكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن هذه المعلومات لا أساس لها، لافتا إلى أن «كل مخابرات العالم تنشط في سوريا، إلا أنها هناك لأخذ المعلومات وليس لإعطائها للثوار». وقال الكردي إن «رجال الثورة في الداخل هم المصدر الأساسي للمعلومات؛ كونهم موزعين على كل الأراضي السورية وفي كل مفاصل الدولة.. وبالتالي هم وحدهم القادرون على إعطائنا المعلومات التي نريد»، موضحا اعتماد الجيش الحر وبشكل أساسي على «المعلومات التي يأتي بها الضباط المنشقون من كل أجهزة الدولة، والتي تشكل منطلقا أساسيا لعملياتنا وخططنا».

وإذ ذكّر الكردي بأن كل ما يطلبه الثوار من المجتمع الدولي سلاح لإسقاط النظام، لفت إلى أن أميركا وبريطانيا كانتا قد وعدتا المعارضة السورية والثوار بمدهم بوسائل دعم لوجيستي و«لكنهما لم تفيا حتى الساعة بهذه الوعود»، وأضاف «كل ما نسمعه كلام سياسي لا يتخطى إطار المجاملة».

وعمّا يُحكى عن تدريبات تقدمها بعض الدول الغربية لعناصر من الجيش السوري الحر، أكّد الكردي أن «الجيش الحر ليس أساسا بحاجة لمن يدربه، باعتبار أن عناصره من العسكريين المنشقين أو السابقين»، وقال «عناصرنا بحاجة فقط لمن يدربها على القتال بحرب العصابات، ولدينا ما يكفي من مدربين ذوي كفاءة لذلك».

ووصف الكردي الكلام عن وجود مقاتلين من جيوش غربية في الداخل السوري بـ«الهراء»، مشددا على أن العناصر الغربية الموجودة في سوريا حاليا هي إماّ من الصحافيين أو من الطواقم الطبية.