شوارع دمشق خالية في أول أيام العيد

أهالي كفرنبل يهنئون بعضهم: «كل قذيفة وأنتم بخير»

TT

غابت مظاهر العيد عن عموم البلاد، وبدت العاصمة السورية دمشق في أول أيام العيد تعيش حالة أشبه بحظر التجوال، كما لم يتبادل السوريون التهاني بالعيد، حتى المقابر لم تتم زيارتها كما جرت العادة في المناسبات الدينية، وقال أحد النشطاء إن «السوريين باتوا يتجنبون التجمعات المكشوفة، خشية القصف بالطيران».

وهذا العيد، لجأ كثيرون إلى «توكيل مهمة الصلاة على الأموات ووضع باقات الورود إلى عدد محدود من الأشخاص تجنبا لحصول ازدحام في المقابر، وبالأخص في ريف دمشق، حيث باتوا يخشون قيام النظام بقصفهم بالطائرات.. التي تقوم بالقصف أو رش النار على أي تجمع في المناطق التي تشهد عمليات عسكرية دون تمييز»، بحسب ما أكد سكان محليون.

كما خرجت مظاهرات في كل المناطق التي يسيطر عليها «الجيش الحر»، كبراها كان في مدن وبلدات محافظة إدلب، وفي حمص وريفها، وفي قدسيا وداريا بريف دمشق.. وفي معرة النعمان، قال ناشطون إن النظام قتل في أول أيام العيد خمسة أطفال.

وفي كفرنبل، التي اشتهرت على مدار الثورة السورية بشعاراتها الساخرة من النظام - ربما إلى حد البكاء في بعض الأحيان - كانت عبارة التهنئة «كل قذيفة وأنتم بخير». أما في تلبيسة التي تشهد قصفا متواصلا منذ ثلاثة أشهر، بث ناشطون فيديو يظهر أطفال تلبيسة وقد نصبوا مراجيح العيد على سبطانات المدفعية، وتغني مجموعة منهم تعتلي الدبابات «يلعن روحك يا حافظ».

حلول العيد على السوريين لم يحد من العمليات العسكرية التي يشنها النظام على المناطق والأحياء الثائرة، حيث تواصل قصف قوات النظام على عدد من أحياء مدينة حلب وعلى بلدات في ريف حوران وعلى المليحة في ضواحي جنوب العاصمة، وعلى أحياء حمص ومدينة القصير.

ونظرا لوجود مصاب في كل منزل، بين قتيل أو معتقل، فإن أغلب السوريين أعلنوا حدادا غير معلن في أيام العيد. وكتب الكثير من الناشطين على صفحاتهم بالمواقع الاجتماعية إنهم في حداد على «أرواح الشهداء»، بينما أكد آخرون أن السكان المحليين في كثير من المناطق قاطعوا شراء أو صناعة الحلوى المميزة لعيد الفطر، مثل الكعك وخلافه.

بينما قال مراقبون إن هناك عوامل متعددة تمنع السوريين من استقبال العيد بمظاهره المعتادة، أولها العوامل الأمنية، حيث الخوف من قصفهم في أي لحظة، إضافة إلى شعور الحزن المخيم على الجميع.. لكنهم أشاروا أيضا إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي باتت الأسر السورية تعيشها، سواء من حيث نقصان الدخل العام، أو من حيث شح الموارد الرئيسية، وبينها الأغذية والمحروقات في أغلب المدن.