«الجماعة الإسلامية» بمصر تجدد دعوتها لاستعادة زعيمها الروحي من أميركا

صفوت عبد الغني لـ«الشرق الأوسط»: لا نسعى لأسلمة أجهزة الدولة

TT

دعت الجماعة الإسلامية بمصر إلى تغيير القيادات القديمة بالدولة، بما فيها النائب العام الحالي، وإطلاق الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي للجماعة المسجون في أميركا منذ نحو 18 سنة. وقال صفوت عبد الغني، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن الجماعة لا تسعى لأسلمة البلاد، معربا في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» عن اعتقاده بضرورة اتخاذ إجراءات تتعلق بقاعدة الهرم في الدولة التي ورثتها مصر من النظام السابق.

ونظم ناشطون أمس مسيرة إلى السفارة الأميركية في القاهرة، وأقام عدد منهم سرادقا علقوا على جدرانه شعارات تنادى بالحرية للشيخ عبد الرحمن، الذي سبق للرئيس المصري محمد مرسي أن وعد بالعمل على إطلاق سراحه من الولايات المتحدة. وفي وقفة أمس أمام السفارة الأميركية، ندد القيادي في الجماعة الشيخ عاصم عبد الماجد بموقف أميركا الرافض للإفراج عن الشيخ عبد الرحمن، قائلا إن الجماعة لن يصيبها اليأس حتى يتم الإفراج عن الشيخ عمر ويعود لأرض الوطن.

وانطلقت فعاليات في عدة محافظات مصرية خلال اليومين الماضيين تطالب بالإفراج عن الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، وأصدرت حملة «انصروا» بمحافظة الإسماعيلية بيانا طالبت فيه الرئيس مرسي بتنفيذ الوعد الذي قطعه على نفسه بميدان التحرير بالسعي لإطلاق سراح الشيخ عبد الرحمن.

ومن جانبه، رحب عبد الغنى بتكريم الرئيس المصري محمد مرسي للمشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق، والفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق، اللذين تمت إحالتهما للتقاعد مؤخرا، نافيا رغبة الإسلاميين في أسلمة أجهزة ومفاصل الدولة. وتابع عبد الغني قائلا إن «طنطاوي وعنان قاما بعملين عظيمين، الأول هو حماية الثورة المصرية في بدايتها وعدم التدخل لإجهاضها حيث كان موقف الجيش والقوات المسلحة هو الوقوف إلى جانب الإرادة الشعبية حتى لو كانت ضد مصلحة النظام السابق، وهو ما أسهم بشكل كبير في نجاح الثورة بغض النظر عن أهدافهم الخاصة في هذا الوقت». وأضاف أن العمل الثاني هو قيام المجلس العسكري بتسليم السلطة إلى الرئيس مرسي، وأن هذا تسبب في العبور بمصر خطوة كبيرة للأمام على صعيد الوضع السياسي. وأضاف أنه «لا تزال هناك بعض أجهزة الإعلام تحتاج إلى ضبط، حيث إن هناك مجموعة من رجال الأعمال التابعين للنظام السابق ويملكون عددا من القنوات الفضائية يقومون باستخدامها ضد الأوضاع الجديدة في البلاد».

وأشار عبد الغني إلى أن بعض الدوائر القضائية تحتاج أيضا إلى تغييرات، قائلا إن «منصب النائب العام الذي تم تعيينه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وبعض المؤسسات والهيئات الحكومية التي يسيطر عليها من ينتمون لنظام مبارك مثل شركات الكهرباء التي يقوم بعض المسؤولين بها بقطع الكهرباء لتأليب الشارع ضد الحكومة والنظام القائم، تحتاج كلها إلى تطهير».

وحول ما إذا كانت تلك الإجراءات تعني أخونة أجهزة الدولة، أعرب عبد الغني عن اعتقاده أنه لا يمكن أن نتحدث عن هذا أخونة للدولة، قائلا «كان يمكن قول هذا إذا كانت التغييرات تتم لصالح أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان أو التيار الإسلامي، ولكن التغيير يأتي بأشخاص من داخل المؤسسات نفسها مثلما حدث مع وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي».

وأضاف عبد الغني أنه رغم الأخطاء التي وقع فيها المجلس العسكري بقصد أو من دون قصد فإنه من الضروري حفظ التقدير لقيادات ذلك المجلس العسكري، معتبرا أن قرار الدكتور مرسي بإحالة طنطاوي وعنان للتقاعد قرار مهم ويصب في مصلحة الوطن.

وعلى صعيد متصل، نظمت الجماعة الإسلامية بالقاهرة، أمس، مسيرة حاشدة بمناسبة عيد الفطر انطلقت من أمام السفارة السورية حتى السفارة الأميركية، للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عبد الرحمن. وأقام عدد كبير من شيوخ الجماعة الإسلامية وحزبها «البناء والتنمية» صلاة عيد الفطر أمام مبنى السفارة السورية للتعبير عن التضامن مع حقوق الشعب السوري. ومن بين من شاركوا في المسيرة الدكتور عبد الغني، وعلاء أبو النصر أمين الحزب، والشيخ عاصم عبد الماجد القيادي في الجماعة الإسلامية.