لافروف يحذر من «ديمقراطية القنابل».. ومجلس الأمم الوحيد الذي يقرر بشأن استخدام القوة

طالب بتشكيل حكومة مؤقتة في سوريا.. وأنباء عن وفاة جنرال سوري في موسكو

مقاتلون من المعارضة السورية يتاهبون بمدفع مضاد للطائرات في حي سيف الدولة بحلب أمس (رويترز)
TT

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو الوحيد الذي يستطيع إعطاء التفويض باستخدام القوة ضد سوريا، محذرا مما وصفه بفرض «ديمقراطية بالقنابل».

ويأتي تحذير لافروف من التدخل العسكري في سوريا وسط استمرار الانتفاضة المندلعة منذ 17 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد، دون أي دلالة على وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي تبحث فيه الولايات المتحدة وآخرون الخطوات التي يمكن اتخاذها لوقف إراقة الدماء.

وقال لافروف في كلمة ألقاها في هلسنكي، حيث اجتمع مع زعماء بالحكومة الفنلندية: «نجد أن من المناسب الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أن استخدام القوة لا يتقرر إلا من خلال مجلس الأمن». وأضاف أن «الوضع في سوريا مهم ويثير القلق.. ليس فقط بسبب إراقة الدماء، ولكن أيضا لأن نتيجة ما ستؤول إليه هذه المأساة ستؤثر على الطريقة التي ستحل بها النزاعات.. إما اتباع ميثاق الأمم المتحدة وإما أن تفوز ديمقراطية القنابل».

كذلك أعلن لافروف عن وجود فرصة لوقف الاقتتال في سوريا، الذي قال بضرورة أن يرتبط باتفاق الأطراف المعنية هناك حول بدء المفاوضات وتشكيل حكومة انتقالية. وقال لافروف، في ختام مباحثاته مع نظيره الفنلندي ايرمي تويوما في هلسنكي، إن بلاده على قناعة بأنه «إذا ما طلب جميع الشركاء في لقاء جنيف من كل الأطراف السورية الشيء ذاته، أي وقف العنف وبدء المفاوضات، لتشكيل هيئة إدارة مؤقتة.. فسوف تتوفر فرص التسوية السلمية وإنقاذ حياة الناس والحيلولة دون سقوط ضحايا جدد».

وأضاف أن مواقف روسيا معروفة في إطار تأييدها لوقف العنف والإسراع بالتسوية السلمية للأزمة من جانب الأطراف السورية عبر الحوار ودون أي تدخل خارجي. وقال إنه «من الممكن التوصل إلى حل المشاكل الراهنة بحرية ودون فرض أي شروط مسبقة وعبر السبل الديمقراطية». وهو ما خلصت إليه الأطراف الدولية وسجلته في إطار ما أقره مجلس الأمن الدولي بالإجماع في قراريه 2042 و2043 وما جاء في البيان الصادر عن «مجموعة الاتصال» في جنيف بتاريخ 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ودعا لافروف كل الأطراف السورية وجميع من سماهم باللاعبين الخارجيين، إلى «الكف عن تخريب هاتين الوثيقتين التاريخيتين»، على حد قوله.

وإذ أعرب عن قلقه تجاه عدم قدرة الشركاء في مجلس الأمن الدولي على التوصل إلى اتفاق حول معالجة القضية السورية، أكد على «أن التسوية المستقرة التي تراعي مصالح جميع الشرائح القومية والطائفية في سوريا لا يمكن تحقيقها إلا بواسطة الحوار السوري العام».

وقال لافروف: «عندما طلبنا في مجلس الأمن الدولي المصادقة على قرار يتألف من عبارة واحدة من شأنه أن يثبت هذه الوثيقة كأساس للمفاوضات، قال لنا زملاؤنا الغربيون إن القرار أصبح قديما». فيما أكد أن مثل هذا الوضع في عدم الاتفاق يبعث على القلق.

ومضى الوزير الروسي ليقول إن بلاده قامت بالكثير من الجهود من أجل الحصول على موافقة الحكومة السورية على وثيقة جينيف، في الوقت الذي لم يبذل فيه شركاؤها أي جهد في هذا الاتجاه، فضلا عن رفض المعارضة لهذه الوثيقة دون محاولة من أي جانب لإثنائها عن ذلك.. هذا بينما من المقرر أن يلتقي لافروف صباح اليوم في موسكو الوفد الحكومي السوري برئاسة قدري جميل نائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية.

وأشار لافروف إلى أهمية الحفاظ على دور الأمم المتحدة كأساس للتسوية المنشودة للخروج من المأزق الراهن، مطالبا بضرورة تفعيل ما وصفه بالقاعدة القانونية للتسوية في سوريا، في إشارة إلى خطة المبعوث الأممي السابق كوفي أنان وقرارات مجلس الأمن الدولي وبيان جينيف، بعيدا عن أي محاولة لتحريفها من خلال كتابتها من طرف واحد عن طريق رفض العمل الجماعي من جانب واحد، حسب تعبيره.

وكان غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية أعرب عن قلق بلاده تجاه ما وصفه بـ«تدفق أسلحة غربية إلى فصائل المعارضة السورية». ونقل موقع الخارجية عنه ما كتبه على صفحته على موقع «تويتر»: «يظهر المزيد من المعلومات عن توريد شحنات مكثفة من الأسلحة الغربية الصنع إلى المعارضة السورية عبر بلدان ثالثة. ترى كيف يمكن، والحالة هذه، تطبيق العقوبات التي يدعو شركاؤنا الغربيون إلى فرضها ضد سوريا؟».

وبهذا الصدد قالت صحيفة «كوميرسانت» الروسية: «إن الدول الغربية، وإن لم تكن تقدم الدعم العسكري المباشر إلى المعارضة السورية، لا تمنع دول المنطقة من تقديم مثل هذه المساعدة». وأشارت الصحيفة إلى «احتمالات احتواء شحنات الأسلحة التي تصل إلى الثوار السوريين على أسلحة حصلت عليها ليبيا من روسيا خلال حكم معمر القذافي بما فيها صواريخ (إيغلا) المضادة للطائرات ورشاشات كلاشنيكوف».

من جهة أخرى، نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية أمس عن مصدر سوري لم يفصح عن اسمه، ما قاله حول أن «مسؤولا عسكريا سوريا رفيع المستوى توفي في أحد مستشفيات موسكو في نهاية الأسبوع الماضي، وأن جثمان المسؤول نقل من موسكو إلى دمشق نهاية الأسبوع الماضي على طائرة خاصة».

إلى ذلك، وحول السفن الحربية الروسية الموجودة في مياه البحر المتوسط، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» أمس عن العقيد بحري فاديم سيرغا مدير المكتب الإعلامي لأسطول الشمال ما قاله حول أن مجموعة السفن الحربية الروسية، ومن ضمنها سفن الإنزال «ألكسندر أوتراكوفسكي» و«جيورجي بوبيدونوسيتس» و«كوندوبوغا»، غادرت مياه البحر الأبيض المتوسط قاصدة المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق.

وأضاف سيرغا «أن مجموعة السفن قامت أمس بتدريبات شاملة في المحيط الأطلسي على كيفية صد هجمات جوية مختلفة الارتفاع والاتجاه. ويخطط للقيام قريبا بمناورات السفن، ومنها التدرب على كيفية البقاء على قيد الحياة وتقديم المساعدة للسفن لدى تعرضها إلى الكوارث».