وزير الدفاع يشرف على خطة الهجوم الموسع على البؤر الإرهابية بسيناء

الجيش المصري يكثف عملياته ويستعين بدعم لوجيستي من مشايخ البدو

الرئيس المصري محمد مرسي خلال استقباله للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي في القصر الجمهوري قبل أيام (أ.ب)
TT

كثف الجيش المصري من عملياته لمطاردة البؤر الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، مستعينا بدعم لوجيستي من مشايخ البدو، فيما قالت مصادر أمنية أمس إنه بدأ الاستعداد لاستخدام معدات ثقيلة لتعزيز إنجاح العمليات.

وقام الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي بزيارة خاصة أمس، إلى محافظة شمال سيناء لتفقد القوات والاطمئنان على حسن سير وتنفيذ العملية «نسر»، التي تهدف إلى تطهير سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابيين المتورطين في حادث رفح، الذي وقع قبل أسبوعين وراح ضحيته 16 مجندا مصريا في نقطة حدودية على الحدود بين مصر وإسرائيل. وقال وزير الدفاع إنه سيتم قريبا الإعلان عن أسماء المتهمين وجميع المتورطين في حادث رفح. وأضاف الوزير خلال لقائه بعدد من مشايخ القبائل البدوية والقيادات السياسية بمدينة العريش اليوم: «لسنا ضد التيارات الإسلامية، ولكننا ضد من يرفع السلاح تجاه الآمنين وترويع المواطنين.. وسنقوم بقطع يد كل من يرفع السلاح». وأكد الوزير استمرار الحملة الأمنية لتطهير أرض سيناء من البؤر الإجرامية والإرهابية والقضاء على العناصر المسلحة وضبط المتورطين في أحداث الحدود. وقال إن الحملة مستمرة لحين تحقيق أهدافها، مؤكدا ضرورة تعاون الجميع مع الأجهزة الأمنية في تعقب الخارجين عن القانون والإبلاغ عنهم، وأنه يجب توعية المواطنين بخطورة ما يحدث على أرض سيناء وتوجيههم إلى الإصلاح والتعاون مع أجهزة الأمن.

وقال السيسي إن تحقيق الأمن والاستقرار مسؤولية مشتركة بين الأجهزة الأمنية والمواطنين والمشايخ والعواقل وكافة التيارات.

وأكد المشايخ والعواقل وكافة القيادات التضامن مع الحملات الأمنية ودعمها لملاحقة الخارجين عن القانون وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية، مشيرين إلى ضرورة إغلاق الأنفاق ومنع التهريب.

ويسعى الوزير إلى الحصول على دعم القبائل من أجل الحصول على دعم لوجيستي فيما يخص حصار الطرق والمدقات الجبلية التي تستخدمها الجماعات الجهادية لمنع فرارها. وتابع وزير الدفاع أنه تم دعم جهاز تنمية سيناء بمليار جنيه لدعم التنمية على أرض سيناء وإقامة المشروعات في مختلف القطاعات. وأضاف أنه سيتم حفر عدد 50 بئرا للمياه لدعم التنمية الزراعية وتوفير المياه للمواطنين، وسيتم الانتهاء من محطتي تحلية المياه بالشيخ زويد ورفح خلال 20 يوما لتوفير مياه الشرب.

وأعلنت مصادر أمنية رفيعة المستوى أن الوزير قام بتفقد القوات بمدينة رفح ثم عاد إلى مدينة العريش، حيث التقى بمشايخ القبائل في أحد المعسكرات.

وقالت المصادر إن السيسي سيشرف على وضع الخطة النهائية لضرب العناصر الإرهابية التي تطاردها القوات الأمنية المصرية باستخدام الطائرات وقاذفات الصواريخ المحمولة التي ستستخدم للمرة الأولى منذ بدء الحملة.

وفي السياق نفسه قام الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة بتفقد القوات الموجودة بسيناء أمس للاطمئنان على سير العملية «نسر» لتطهير سيناء. ورافق صبحي خلال الزيارة اللواء طيار يونس السيد حامد المصري قائد القوات الجوية، وكان في استقبالهما اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني.

وقالت مصادر أمنية إن هذه الزيارات تأتي في إطار الاستعداد لمشاركة القوات المسلحة في العمليات واقتحام المناطق الجبلية الوعرة خاصة منطقة جبل الحلال التي يعتقد أنه يأوي العشرات من المطلوبين من العناصر الجهادية وبعض المطلوبين الجنائيين المتورطين في عمليات تهريب السلاح والمخدرات على الحدود بين مصر وإسرائيل. وأضافت المصادر أنه سيتم استخدام الدبابات وقاذفات الصواريخ والطائرات والعربات المدرعة في ضرب الجبل بالإضافة إلى حصاره عدة أيام لتطهيره تماما وقطع طرق الإمدادات عن العناصر المختبئة داخل الكهوف والمغارات داخل جبل الحلال. وتابعت المصادر أن القوات المسلحة ستستعين بمشايخ البدو من أجل الحصول على دعم لوجيستي فيما يخص حصار الطرق والمدقات الجبلية التي تستخدمها الجماعات الجهادية لمنع فرارها. وقالت إنه تم رصد أماكن اختباء الجهاديين في سيناء بعد القيام بعدة طلعات جوية نفذتها طائرات وصلت إلى المنطقة من قبل وتتمركز في مطار العريش.

وتتواصل منذ نحو أسبوعين عمليات الجيش المصري الذي يستخدم للمرة الأولى منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، آلياته الثقيلة وطائراته الحربية في سيناء، لكن الحملة لم تسفر عن تحقيق سيطرة ملحوظة حتى الآن.