الخارجية الأردنية تبلغ القائم بالأعمال السوري بمسؤولية جيش بلاده عن ضبط كامل الحدود

بعد تكرار وصول القذائف وإصابة طفلة في بلدة الطرة

الطفلة المصابة بشظية سورية ليل أول من أمس مع احدى قريباتها في بلدة الطرة (أ.ب)
TT

قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إن وزارة الخارجية الأردنية أبلغت القائم بالأعمال السوري في عمان برسالة واضحة من الحكومة الأردنية، عبرت فيها عن رفضها لحادث وصول قذائف من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، واعتباره أمرا «غير مقبول» خاصة في ظل تكرار هذه الحوادث في الفترات الماضية.

وأكدت الحكومة الأردنية في رسالتها مسؤولية الجيش السوري عن ضبط كامل الحدود مع الأردن، بغض النظر عن مصدر إطلاق هذه القذائف، وبخاصة في ظل إصابة طفلة أردنية بإحدى الشظايا وترويع أربعة من الأطفال الأردنيين. وقد وعد القائم بالأعمال السوري بنقل الرسالة إلى حكومته.

من جهته، قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، على حسابه بموقع «تويتر»، فجر أمس، بعد الحادث: «4 قذائف سقطت داخل حدودنا، وأصيبت طفلة أردنية، الله يشفيها.. قام المسؤولون باستدعاء السفير السوري إلى وزارة الخارجية، لكنه اعتذر (لأنه معطل)»، ثم تابع: «استدعينا القائم بالأعمال (السوري) وأبلغناه رسالة حازمة بعدم تكرار هذا الأمر». وأردف جودة قائلا: «أعزائي، كان من الممكن ألا نذكر إلا استدعاء القائم بالأعمال (بالمناسبة إجراء عادي، إذ إن السفير مسافر)، لكن وددت أن أضعكم بالصورة كاملة.. الباقي عندنا».

وكانت طفلة ووالدتها أصيبتا بجراح جراء سقوط 3 قذائف هاون على بلدة الطرة الحدودية المحاذية للحدود الأردنية السورية قادمة من الجانب السوري نقلا على أثرها لمستشفى الرمثا الحكومي.

وحسب مصادر طبية في المستشفى، فإن الطفلة تالا جرباع ووالدتها أصيبتا بجراح نتيجة سقوط القذائف على منزلهم بجانب المركز الصحي وسط بلدة الطرة، وأشاروا إلى أن الطفلة أصيبت في وجهها وتم استدعاء طبيب عيون إلى المستشفى لمتابعة حالتها، بينما تم نقل 4 إصابات بينهم أطفال إلى المستشفى بعد إصابتهم بالهلع، نتيجة سقوط القذائف، وتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.

وفرضت الأجهزة المعنية طوقا أمنيا على مكان سقوط القذائف، فيما تم استدعاء فنيين من سلاح الهندسة وقامت بعملية تمشيط للمنطقة وفحص تلك الشظايا. وحسب شهود عيان فإن رتلا من الآليات العسكرية السورية يحتشد بالقرب من الحدود، فيما يبدو أنها تعزيزات لمواجهة الجيش السوري الحر في المناطق الحدودية، مضيفين إن الجيش النظامي السوري بدأ بإطلاق طلقات الإنارة بشكل مكثف قبيل منتصف ليلة الأحد - الاثنين.

على الصعيد ذاته، قالت مصادر أمنية، إن قرابة 1150 لاجئا سوريا اجتازوا بطريقة غير شرعية الشريط الحدودي بمنطقة تل شهاب السورية المحاذية لبلدة الذنيبة الأردنية خلال اليومين الماضيين، هربا من الأحداث التي تشهدها بلادهم. وأشارت المصادر - التي طلبت عدم تعريفها - إلى تأمين اللاجئين، وأغلبهم من الأطفال وكبار السن، في مخيم الزعتري، في حين تم نقل المصابين منهم إلى مستشفى الرمثا لتلقي العلاج.

وحسب المصادر، فإن الهدوء عاد إلى الحدود الأردنية - السورية، بعد مناوشات محدودة وقعت ليل أول من أمس بين الجيشين الأردني والسوري، وأدت إلى إصابات عدد من اللاجئين السوريين بأعيرة نارية من قبل قوات الجيش السوري، حيث تم إسعافهم إلى المستشفيات.

وأكدت المصادر أن الجيش النظامي السوري أعد كمينا في منطقة تل شهاب الملاصقة للحدود الأردنية للعائلات الفارة من العنف الذي تشهده بلادهم باتجاه الأردن، وتقوم بإطلاق النار على الفارين باتجاه الأردن. ودفع هذا الأمر عناصر الجيش الأردني إلى إطلاق طلقات تحذيرية باتجاه القوات السورية لمنعها من مواصلة إطلاق النار داخل الأراضي الأردنية، كما شكلت غطاء لدخول اللاجئين.

إلى ذلك، سقطت رصاصتي كلاشنيكوف مصدرهما الحدود السورية بالقرب من مواطنين في بلدة الشجرة التابعة للواء الرمثا، كانوا يجلسون في باحة منزلهم الذي لا يبعد عن الحدود سوى كيلومتر واحد مساء أول من أمس (الأحد)، حسب المواطنين.

وقال المواطن محمد الشبول، إن الرصاصة الأولى سقطت بجانبه لكنها لم تصبه، أما الثانية فقد أصابت الجدار، مؤكدا أن الرصاصتين كانتا موجهتين ولم تسقطا من الأعلى.

على صعيد متصل، توفي أحد اللاجئين السوريين فجر أمس الاثنين إثر حريق شب في إحدى الخيم داخل مخيم الزعتري في محافظة المفرق (شمال شرقي الأردن)، وفق بيان صحافي للمركز الإعلامي في مديرية الأمن العام.

وقال البيان إنه جرى نقل الجثة إلى مستشفى المفرق الحكومي، وتم تشكيل لجنة فنية للتحقيق للوقوف على ملابسات هذا الحادث المؤسف. مشيرا إلى أن المتوفى يقطن مع زوجته وطفليه وشقيقته في إحدى الخيم ويستخدم الخيمة التي تعرضت للحريق كمخزن للمواد التموينية وممتلكاته الخاصة.

ويذكر أن مخيم الزعتري أقيم في محافظة المفرق في مطلع يوليو (تموز) على عجل لاستيعاب تدفق اللاجئين السوريين الكبير من بلادهم بعد تزايد أعمال العنف هناك. ويقدر عدد اللاجئين في المخيم بنحو 9 آلاف شخص، وهو يتسع لـ120 ألف لاجئ وتشرف عليه الهيئة الأردنية الخيرية الهاشمية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.