اعتقال مشتبه مرتبط بالهجوم على المخابرات والتلفزيون في عدن

صنعاء شيعت ضحايا الهجوم الانتحاري.. واتساع نطاق الملاحقة الأمنية لعناصر «القاعدة»

رجل شرطة يمني يلتقط صورة لجنازة أحد رفاقه أمس خلال حفل تأبين لعناصر عسكرية قتلت في صنعاء يوم السبت الماضي (رويترز)
TT

أعلنت السلطات اليمنية أمس، اعتقالها أحد المشتبه بتورطهم في الهجوم المزدوج الذي استهدف مبنيي جهاز الأمن السياسي والتلفزيون في محافظة عدن، في الوقت الذي شيعت جثامين قتلى الهجوم الانتحاري.

وذكرت أجهزة الأمن اليمنية أنها توصلت إلى معلومات مهمة في تحقيقاتها بشأن الهجوم الذي استهدف المخابرات والتلفزيون في عدن، وأنها تمكنت من إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم في العملية الإرهابية وتقوم، حاليا، بالتحقيق معه، إضافة إلى عثورها على السيارة التي استخدمها الإرهابيون في تنقلاتهم داخل عدن.

وكان الهجوم قد أسفر عن مقتل قرابة 19 جنديا من أفراد الأمن المركزي المكلفين بحراسة مقر الأمن السياسي (المخابرات) ومبنى الإذاعة والتلفزيون في عدن، الذي سبق أن استُهدف بهجوم مماثل في منتصف عام 2010. واتهمت السلطات اليمنية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء العملية الإرهابية.

وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» في عدن، إن المدينة تشهد إجراءات أمنية استثنائية وملاحقات أمنية لمطلوبين بتهم العلاقة بـ«القاعدة» والإرهاب. وأشارت المصادر إلى أن التحريات والتحقيقات تشمل بعض الأشخاص المفرج عنهم من السجون بعد سنوات من الاعتقال للاشتباه بعلاقتهم بالهجوم. وأشارت المصادر إلى أن معلومات شبه مؤكدة تشير إلى تورط «القاعدة» في محافظة أبين في الهجوم، خاصة بعد أن منيت بهزيمة كبيرة في المحافظة، وغادرت المناطق والبلدات التي كانت تسيطر عليها بعد دحرها من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية في المحافظة.

وفي صنعاء، جرى، أمس، تشييع جثامين الجنود القتلى بمشاركة وزير الداخلية، اللواء الدكتور عبد القادر قحطان، ورئيس هيئة الأركان العامة، اللواء الركن أحمد علي الأشول، وعدد من كبار القيادات الأمنية والعسكرية وأسر الضحايا. وندد المشيعون «بشدة بتلك العمليات الإرهابية التي تقدم عليها عناصر الشر والإرهاب لإزهاق أرواح الأبرياء دون وجه حق، في انتهاك صارخ لقيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف»، التي جرت عشية عيد الفطر المبارك.

ويشهد اليمن حربا مفتوحة مع «القاعدة» التي تنامى نشاطها خلال العامين الماضيين بشكل كبير، وباتت تعمل بصورة علنية وقد قامت بالسيطرة على عدد من المدن والبلدات في محافظة أبين، ولها وجود علني في كثير من المحافظات اليمنية.

ونفذ مسلحو «القاعدة»، خلال العام الحالي، سلسلة من عمليات الاغتيال لكبار القادة والضباط في أجهزة الأمن والمخابرات وقوات الجيش في العاصمة صنعاء، وفي عدن وعدد آخر من المحافظات اليمنية.

وأثار الهجوم المزدوج في عدن موجة من ردود الفعل الغاضبة، حيث أدانته كل القوى السياسية في الساحة اليمنية، ودعا عدد من القوى اليمنية إلى فتح تحقيق شفاف حول حدوث العملية، وكيفية وصول المهاجمين إلى تلك المنطقة المحصنة والمهمة في مدينة عدن للمرة الثانية في غضون عامين.