رئيس أركان الجيش الأميركي يزور كابل وسط موجة من الهجمات

دمبسي: العراق يريد تعزيز العلاقات العسكرية مع واشنطن

الجنرال مارتين ديمبسي (أ.ف.ب)
TT

وصل رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إلى كابل أمس، فيما يواجه التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي (الناتو) سلسلة من الهجمات من جانب جنود وشرطة أفغان.

وقال جايمي جرايبيل المتحدث باسم التحالف إنه من المتوقع أن يلتقي الجنرال مارتين ديمبسي مع قائد قوات الناتو في أفغانستان جون ألين وكبار المسؤولين العسكريين الآخرين.

وقال جرايبيل: «سوف يتباحث حول الهجمات الداخلية أيضا ضمن موضوعات أخرى، ولكنه في الأساس هنا لإجراء مباحثات مع المسؤولين حول مدى تقدم الحملة العسكرية».

ومن المتوقع أيضا أن يلتقي بالمسؤولين الأفغان، ولكن لم تتوفر أي تفاصيل.

وقال متحدث باسم القوات الدولية في أفغانستان إن قادة أميركيين سيجتمعون بمسؤولين أفغان رفيعي المستوى لبحث الهجمات الأخيرة التي نفذها جنود وأفراد شرطة أفغان ضد القوات الدولية. وقال جيمي جرايبيل إن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي وصل إلى قاعدة باغرام الجوية خارج العاصمة كابل أمس. وأضاف جرايبيل أن ديمبسي وبرفقته الجنرال جون ألين قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) العاملة في أفغانستان سيجتمع مع مسؤولين أفغان رفيعي المستوى. وقال: إن ديمبسي سيناقش سبل وقف الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها القوات الدولية، ويقول المسؤولون إن نحو 36 من جنود قوات التحالف قتلوا خلال هذا العام على أيدي أعضاء في القوات الأمنية الأفغانية في 27 حادثة مختلفة.

وينتشر نحو 130 ألف عسكري من قوات التحالف لحفظ الأمن في أفغانستان إلى جانب نحو 350 ألف عنصر من القوات الأمنية الأفغانية (الذين يرمز لهم بالخضر في إشارة إلى لون زيهم العسكري)، إلا أن ثمة مخاوف مطردة بشأن تصاعد الهجمات ضد قوات الناتو التي يقوم بها حلفاؤهم الأفغان.

وقال مسؤولون إن شرطيين أفغانيين أطلقا النار على قوات أميركية في إقليم قندهار أول من أمس وقتلا واحدا. ووقع الحادث في منطقة سبين بولداك قرب الحدود الباكستانية.

وقال المسؤولون إن أحد مطلقي النار لاذ بالفرار. وقتل ما لا يقل عن 10 جنود أميركيين في مثل هذه الهجمات خلال الأسبوعين الماضيين. ووقع 32 هجوما و40 حالة وفاة منذ يناير (كانون الثاني).

من جهة اخرى قال دمبسي، إن العراق أشار إلى استعداده لتعزيز العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، وذلك بعد ثمانية أشهر من انسحاب القوات الأميركية من ذلك البلد. ومن المقرر أن يزور الجنرال دمبسي العراق هذا الأسبوع بعد أن يجري محادثات في أفغانستان، ليكون أعلى مسؤول أميركي رتبة يزور ذلك البلد منذ انتهاء مهمة القوات الأميركية فيه.

وأقر دمبسي في تصريح للصحافيين من الطائرة التي كانت تقله إلى أفغانستان في وقت متأخر من الأحد، بأن إيران العدو اللدود لواشنطن، تحاول توسيع نفوذها في العراق ولكن القيادة العراقية تريد بناء علاقات مع الجيش الأميركي. ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله «أعتقد أن (القيادة العراقية) أدركت أنها فوتت فرصة إقامة علاقات أكثر طبيعية معنا»، في إشارة إلى المناقشات التي أجريت مع القيادة العسكرية العراقية. وأوضح «لا أعني بذلك أننا سنعود إلى العراق». وأضاف «أعتقد أن (المسؤولين العراقيين) أدركوا أن قدراتهم تحتاج إلى المزيد من التطوير وأعتقد أنهم يحاولون التواصل معنا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا أن نساعدهم في هذا المجال».

وقال دمبسي إن وزير الدفاع وقائد الجيش العراقيين استفسرا عن إمكانية إجراءات تدريبات مع الجيش الأميركي وتدريب الضباط العراقيين، وغير ذلك من أشكال «التعاون الأمني».

وتأتي زيارة دمبسي وسط تزايد المخاوف في واشنطن بأن إيران ربما تقوم بإرسال إمدادات للنظام السوري عبر العراق. ولم يعلق دمبسي مباشرة على ذلك، إلا أنه قال «سأناقش بالطبع مخاوفنا من النفوذ الإيراني في سوريا». وقال الجنرال الأميركي كذلك أنه لا يمكنه تأكيد الأنباء بأن طهران تلتف على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها عن طريق مصارف وأسواق مالية عراقية مما يمكنها من الحصول على العملة الأميركية الضرورية لها. وأوضح «قرأت تلك الأنباء. وطلبت أكبر قدر ممكن من المعلومات عن هذه المسألة». وقال إنه يتوقع أن تسعى إيران إلى تقوية وجودها في العراق في حال سقوط النظام السوري الحليف لها. وأضاف «أعتقد أنه إذا خسروا موقعهم في سوريا، فإنهم سيسعون إلى زيادة نفوذهم في العراق. فهم من الناحية الاستراتيجية سيسعون إلى الحصول على مخرج آخر».