أسرى فلسطينيون محررون يتحدثون عن عيدهم الأول خارج المعتقلات

له طعم الحرية عند البعض والشوق للأهل عند آخرين أبعدوا إلى قطاع غزة

من مظاهر تسوق الفلسطينيين في رفح بقطاع غزة استعدادا للعيد الفطر (أ.ف.ب)
TT

كان أول من أمس، أول عيد يقضيه نحو 500 أسير فلسطيني، أطلق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تم التوصل إليها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بين حركة حماس وإسرائيل، أحرارا بين ذويهم منذ عشرات السنين.

قضى حاتم العايد (49 عاما)، 22 عاما خلف قضبان السجن. يوم العيد، رافق أشقاءه في الطواف على بيوت أخواته وخالاته وعماته وأقاربه للتهنئة. لم يخف حاتم، الذي كان يقضي حكما بالسجن مدى الحياة، أنه لم يتوقع أبدا، أن تأتي اللحظة التي يتحرر فيها، ويمر بهذه التجربة مجددا بعد انقطاع لمدة 22 عاما. يشير حاتم إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كانت تتعمد توجيه الإساءات والإهانات للأسرى خلال العيد بالذات. كانت مصلحة السجون تصر على تفتيش الأسرى عراة صباح العيد، مما يربط العيد بالنسبة لهؤلاء الأسرى بأبشع أشكال التضييق ضدهم. قال حاتم لـ«الشرق الأوسط»، إن آخر عيد له في السجن، قضاه في زنزانة انفرادية في سجن «المجدل»؛ حيث كان يشاركه أسير آخر. وأضاف أن زميله في الزنزانة، كان يحدثه كثيرا عن شعوره بأنه سيكون ضمن الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في صفقة التبادل التي لم يكن التفاوض بشأنها قد أنجز، في حين لم يكن حاتم نفسه متفائلا على الإطلاق.

ويمضي حاتم، الذي يقيم في مدينة غزة قائلا: «كانت مشيئة الله أن أكون أنا ضمن المحررين، بينما ظل زميلي خلف الزنزانة؛ حيث رفضت سلطات الاحتلال تضمينه ضمن الأسرى الذين أطلق سراحهم». وأضاف: إن «أكثر ما ينغص عليه في العيد، هو حقيقة أن هناك آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال»، مشددا على ضرورة تكاتف الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية من أجل إنهاء معاناة هؤلاء الأسرى.

مذاق العيد، عند أسير آخر كان مختلفا. فهو نفسه عيد. عيد مصلح (47 عاما)، من مخيم «المغازي» للاجئين. وهو أسير فلسطيني آخر، أطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى. قضى عيد الذي احتفل بالعيد، 22 عاما في السجون الإسرائيلية. مثل بقية الأسرى، شعر عيد بمذاق خاص للعيد الأول في ظل حريته. قام بزيارة أقاربه في العيد، وهو لا ينفك عن التعبير عن سعادته الغامرة بالتحول الذي طرأ على حياته بعد أن ذاق طعم الحرية. لكن مشاعر قسم آخر من الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم، بدت مختلطة خلال العيد، على الرغم من أنه العيد الأول لهم خارج السجن. وهؤلاء هم من تم إبعادهم إلى قطاع غزة، في حين تقطن عائلاتهم في الضفة الغربية والقدس. هؤلاء مسرورون لأنه قد تم إطلاق سراحهم من السجن، لكنهم مستاؤون لأنهم لم يتمكنوا من الاحتفال بالعيد بين أهلهم وذويهم في الضفة الغربية. أحد هؤلاء الأسرى هو نصر شقيرات، الذي تقطن عائلته في مدينة القدس. لقد تم إبعاد نصر إلى غزة، فجاءت فرحته بالعيد منقوصة. نصر الذي التقته «الشرق الأوسط»، أشار إلى أن أفضل ما يميز العيد هو قضاء لحظاته برفقة الأهل. واستدرك، إنه والعشرات من زملائه من أسرى الضفة الغربية الذين أبعدوا إلى قطاع غزة، مصممون على عدم الاستسلام. وقد قاموا بزيارة ذوي بقية الأسرى في قطاع غزة، ممن زاروهم برفقة أفراد من عائلاتهم يوم العيد. ردوا لهم الزيارة، حملوا لهم التهاني كأن الجميع أسرة واحدة.