الحكيم يجدد دعمه لخطة الإصلاح وسط تراجع نسبي في دعم الصدريين لها

قيادي صدري لـ«الشرق الأوسط»: لا تزال لدينا ملاحظات

TT

في وقت أعلن فيه التيار الصدري تراجعا ملحوظا بشأن خطة الإصلاح التي أعدها التحالف الوطني الذي ينتمي إليه مع ائتلاف دولة القانون والمجلس الأعلى الإسلامي جدد زعيم الأخير، عمار الحكيم، دعمه لمبادرات الإصلاح برعاية رئيس الجمهورية جلال طالباني الذي ينتظر عودته قريبا إلى العراق بعد استكمال آخر مراحل علاجه في ألمانيا.

ودعا الحكيم في خطبة صلاة العيد التي أقيمت في مقره ببغداد أمس، السياسيين للمحافظة على مشروع الدولة من خلال التمسك بالوحدة والحرص على وحدة الأمة والتماسك والتلاحم والتعاضد بين أبنائها وقواها السياسية لأنه الضمان الأكيد والوحيد لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة. وقال الحكيم إن «مشروع الأمة الذي تعبد طريقه بدماء الشهداء في خطر ولا ندعي أنه حقق كل أمانيهم، وذلك بطبيعة التحديات التي كانت وما زالت تقف بوجه المشروع والمشاريع الأخرى التي وقفت بوجهه والتي تجاوزت حدود الوطن إلى مشاريع إقليمية ودولية معقدة ومتداخلة»، مشيرا إلى أن دورنا جميعا يأتي هنا من خلال تقوية مشروعنا من الداخل والحفاظ عليه من الخارج وهذا يمثل النهج الأفضل للتعامل. واعتبر الحكيم أن التفرق هو سر ضعفنا وأن التنازع هو باب الفشل لا سيما حينما يكون العدو على الأبواب ويحرص على العبث بمقدساتنا ويسعى إلى الانفراد بنا كل على حدة، في إشارة إلى الأحداث الجارية في سوريا وما يمكن أن يترتب عليها من مخاطر على العراق. وأوضح الحكيم أن التحدي المقبل يمثل خطرا للجميع ويخطئ من يدرك أن هذا التحدي يستهدف تيارا أو فئة بل هو خطر كبير يغطي كل مساحة الوطن دون استثناء.

وبشأن ورقة الإصلاح التي أعدتها لجنة من التحالف الوطني برئاسة إبراهيم الجعفري، قال الحكيم« إنني من هذا الموقع وبهذه المناسبة الشريفة الكريمة أجدد دعمنا لمبادرات الإصلاح التي يتبناها التحالف الوطني والكتل الأخرى برعاية رئيس الجمهورية جلال طالباني، ونتمنى أن تشهد أيام ما بعد العيد حراكا كثيفا في الاتصالات واللقاءات بين القيادات السياسية، ليقدموا حلا حازما للأزمة الراهنة عيدية لأبناء شعبنا إذا كانت ميزانية شعبنا لا تستطيع أن تسعف بإعطاء عيدية لجميع المواطنين نقدية فنريدها عيدية سياسية بحل الأزمات بين القوى السياسية، وأن يزفوا البشارة لأبناء شعبنا بالأمن والاستقرار والتلاحم والتماسك». وحذر الحكيم مما اسماه اتجاه المنطقة نحو المجهول بعد أن تداخلت المشاريع وتقاطعت، وتحولت الصراعات من صراع شعوب لاستعادة إرادتها وحقوقها إلى صراع إرادات دولية تقاطعت مصالحها في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

وفي وقت جدد فيه التيار الصدري تحفظه على ورقة الإصلاح فقد أكد حزب الفضيلة (أحد مكونات التحالف الوطني الشيعي) أهمية الحوار في تقريب وجهات النظر. وأكد عضو البرلمان العراقي عن التيار الصدري عدي عواد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «كتلة الأحرار الصدرية وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها من أجل بلورة مفهوم حقيقي للإصلاح وهو ما تبناه بكل قوة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلا أنها ترى أن ورقة الإصلاح التي أعدها التحالف الوطني لا تزال دون مستوى طموحنا ولا تزال لدينا ملاحظات أساسية عليها». وقال عواد إن «التيار الصدري جزء من التحالف الوطني وأن التحالف الوطني يريد إصلاحا حقيقيا ومسألة تحديد ولاية الرئاسات الثلاث من بين الأمور الأساسية التي جرى التأكيد عليها بالإضافة إلى قانون العفو العام». وأعلن القيادي الصدري رفض كتلته لمبدأ «المجاملات السياسية داخل التحالف الوطني لأن ما يهمنا بالدرجة الأولى هو إرضاء الشعب وليس مجاملة هذه الكتلة أو هذه الشخصية أو تلك».

من جهته، دعا حزب الفضيلة الإسلامي إلى «تغليب لغة الحوار بين الكتل السياسية واعتباره السبيل الوحيد لحل القضايا المختلف عليها والتأكيد على تفعيل الحوارات الثنائية وصولا إلى مؤتمر وطني جامع». وقال في بيان أصدره أمس إنه «من الضروري أن تكون المرجعية الأساس في الفصل بين مطالب جميع الأطراف هو الدستور والاتفاقات التي تنسجم معه». وشدد على أن الحوار السياسي وعملية الإصلاح ونجاح المبادرات ذات الصلة بحاجة إلى أجواء من التهدئة وعدم التصعيد الإعلامي والمباشرة بعملية إعادة الثقة بين جميع الأطراف. وأشار البيان إلى أن شهر رمضان المبارك أتاح فرصا للتواصل مع شركائنا السياسيين لحل المعضلات التي تشوب العملية السياسية بغية فتح الطريق أمام عملية البناء وتطوير الخدمات وتحسين الحالة المعيشة لأبناء هذا البلد.