«سامبو».. «ابن بلد» بدرجة «بطل شعبي»

شمله قرار رئاسي بالعفو

رسم جداري لمحمد جاد الرب المعروف باسم «سامبو»
TT

«لم يختر أن يكون من طبقة فقيرة، لكنه اختار أن يدافع عن الثوار»، «ليس لديه حساب شخصي على (فيس بوك) أو (تويتر).. لكن لديه فطرة سليمة جعلته يقف بجانب الثوار لأنه منهم».

بتلك التعليقات التي كتبها أعضاء مواقع التواصل الاجتماعي يمكن التعرف على شخصية محمد جاد الرب أو «سامبو»، الشاب المصري ذي البشرة السمراء البالغ من العمر (27 عاما)، أحد الوجوه التي أفرج عنها أول من أمس تنفيذا لقرار العفو الرئاسي الصادر من جانب الرئيس محمد مرسي بحق 57 من المسجونين بأحكام عسكرية.

قبل أشهر تمت محاكمة «سامبو» عسكريا، مثل عشرات غيره من الثوار المصريين ممن جرت لهم محاكمات عسكرية منذ قيام ثورة 25 يناير، وهي المحاكمات التي أثارت جدلا طويلا بين النشطاء والثوار، وتشكلت جبهات عديدة للدفاع عنهم بشعار لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين.

إذا كان اسم الناشط وائل غنيم قد عرف بالدعوة للتظاهر إلكترونيا، فإن اسم «سامبو» عُرف عندما اختار «ابن البلد» البسيط القاطن في حي الشرابية الشعبي بالقاهرة، أن يشارك فئات لا يعرفها في هدفهم الذي جاءوا به إلى ميدان التحرير للحفاظ على الثورة، ورغم أنهم شباب لا يقاربونه اجتماعيا، فإنه اختار أن يدافع عنهم يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي وحتى صباح اليوم التالي في معركة شارع محمد محمود بميدان التحرير.

يقول شهود عيان ممن حضروا المعركة: «لما سمع سامبو بأن قوات الأمن المركزي تهاجم التحرير جاء مع أصحابه إلى الميدان؛ وقف معانا في جبهة ميدان الفلكي وساعدنا في منع الأمن المركزي والبلطجية من أن يهجموا على التحرير من هناك، قرب الفجر كان هناك ضابط واثنان من الجنود حاولوا الهجوم على الفلكي من خلال حارات بين محمد محمود والفلكي، فعرفنا نمسكهم واستولينا على ملابسهم وخوذهم وسلاحهم ومنها بندقية الغاز، لا أحد كان يعرف أن يستعملها، فتطوع سامبو الذي تعلم استخدامها أيام التجنيد، وقاد دفاعنا عن أنفسنا ضد غاز الأمن المركزي».

انتشرت صور «سامبو» وهو يمسك بالبندقية دفاعا عن المتظاهرين على شبكة الإنترنت، وكذلك مقاطع فيديو له، وهو ما مكن قوات الأمن من إلقاء القبض على «سامبو» وتمت إحالته للقضاء العسكري بتهم أهمها الاعتداء على عسكري أمن مركزي والاستيلاء على سلاحه.

هنا انتفض الثوار والنشطاء والمتطوعون، وشعارهم «لو نسينا شباب المناطق الشعبية الذين حموا التحرير وتخلينا عنهم لأن شكلهم مش عاجبنا وفضلنا نتضامن مع النشطاء أصحابنا فقط، فمن يحمي الميدان غدا؟».

بعد أشهر من المحاكمات قضي بسجن سامبو خمس سنوات وأودع سجن وادي النطرون، لتبدأ مرحلة جديدة من تضامن النشطاء معه، سواء بالمظاهرات المتتالية ضد المحاكمات العسكرية، أو بصور الغرافيتي التي غطت جدران القاهرة، أو بالنضال الإلكتروني على صفحات التواصل الاجتماعي «الحرية لسامبو» (FreeSambo)، وهو التضامن الذي نال سامبو فيه حظه كغيره تماما من النشطاء المعروفين.. علاء عبد الفتاح، نواره نجم، أسماء محفوظ، رندا إبراهيم، وغيرهم.

وهو النضال الذي توج بقرار رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بالإفراج عن 57 من الذين صدرت ضدهم أحكام عسكرية والذي شمل «سامبو»، ليستقبل النشطاء خروجه بفرحة كبيرة مساء أول من أمس الاثنين، لتنتشر سريعا صوره مع ابنه الرضيع الذي ولد وهو في سجنه.