أبو مازن في ذكرى إحراق الأقصى: لا سلام بوجود المستوطنين في القدس

قال إن الحريق ما زال مشتعلا برعاية الحكومة الاسرائيلية..

TT

أحيا الفلسطينيون الذكرى 43 لاحراق المسجد الاقصى بالدعوة لاخراج الاحتلال وجميع مستوطنيه ومستوطناته من القدس. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، «أن عروبة القدس وحماية مقدساتها الإسلامية والمسيحية خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه، فقد كانت ولم تزل وستظل أبداً مفتاح السلام والأمن الاستقرار في المنطقة بأسرها».

واضاف ابو مازن في بيان «لا سلام ولا أمن ولا استقرار دون جلاء الاحتلال ومستوطناته ومستوطنيه عن مدينتنا المقدسة».

وقال ابو مازن «إن الحريق الذي شب بالمسجد المبارك على يد مجرم متعصب تحت سمع وبصر سلطات الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من أربعة عقود، لم يكن سوى فاتحة لسلسة لم تنقطع منذ ذلك اليوم المشؤوم وحتى هذا اليوم، ترمي في نهاية المطاف إلى تحقيق المآرب السوداء بتدمير المسجد الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم، والسطو على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، وتخريب مؤسساتها؛ بهدف تفريغها واقتلاع أهلها وتأبيد احتلالها وتهويدها».

وكان متطرف يهودي أسترالي الجنسية زائر اسمه «دينيس مايكل روهان»، هو الذي نفذ عملية احراق المسجد التي أتت على كامل محتويات الجناح الشرقي في المسجد بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين.

وجاء حديث ابو مازن في وقت صعد فيه المستوطنين من اعتداءاتهم على فلسطينيين في الضفة الغربية، فقد هاجموا في ساعة مبكرة من فجر أمس، منزلا في قرية فرعطة غرب نابلس بالضفة الغربية وحاولوا إحراقه. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأن مجموعة من المستوطنين أشعلت النار في مدخل المنزل قبل أن يقوم سكانه بمنعهم من إحراقه. واضاف إن 12 مستوطنا من ‹حفات جلعاد› هاجموا منزل المواطن فريد عودة الطويل بغرض إحراقه، لكن يقظة سكان المنزل حالت دون امتداد النيران الى الداخل.

وحاول المستوطنون ايضا قتل 3 شبان عرب في القدس تحت الضرب والتعذيب، واحرقوا سيارة قرب بيت لحم بالزجاجات الحارقة واصابوا اطفالا بداخلها، وهاجموا منازل في الخليل ونابلس خلال الاسبوع الحالي. ويشكل المستوطنون في القدس رأس الحربة الاسرائيلية في مواجهة الفلسطينيين، يستولون على منازلهم ويطردونهم ويروعون اطفالهم، ويقتحمون الاقصى بشكل متكرر. وقال ابو مازن «ان مدينة القدس وبخاصة مسجدها الأقصى المبارك، تتعرض اليوم إلى هجمة غير مسبوقة رسمية، تتولاها الحكومة الاسرائيلية، وبلديتها بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، وسن القوانين الجائرة بحق مؤسسات شعبنا، لتسهيل عمليات السطو والاستيلاء والسلب، وأخرى تتولاها الجمعيات الاستيطانية والجماعات المتطرفة التي ترتكب شتى الانتهاكات من تدنيس للحرم القدسي وتمويل الحفريات، وإقامة المباني والسطو على ممتلكات أهلنا، وإحكام الطوق حول عنق القدس ومقدساتنا فيها.» واوضح ابو مازن «ان جميع الإجراءات الإسرائيلية في القدس ومسجدها الأقصى المبارك من حفريات وأنفاق وتطويقه بالمباني والمؤسسات الاستيطانية لن تلغي واقع أن المدينة وأقصاها وقبة صخرتها وكنائسها هي عربية إسلامية ومسيحية، وستبقى كذلك أبد الدهر، ولن تنشأ حقاً يبنى على أوهام وأساطير، ولن يكتب لها النجاح بفضل صمود شعبنا في مدينته وتمسكه بمقدساته، مهما غلت التضحيات، وتعاظمت إجراءات الاقتلاع الاسرائيلية».

وحذر ابو مازن مما وصفه «جسامة الأخطار المحدقة بمدينة القدس: مقدسات ومؤسسات وممتلكات ومواطنين». وقال، ان الأمر الذي يفرض المسارعة لإنقاذ المدينة ومقدساتها، وفق الخطة التي قدمها الرئيس عباس للقمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في مدينة مكة المكرمة الاسبوع الماضي». واضاف «إن القدس والمسجد الأقصى، وسائر المقدسات الإسلامية والمسيحية ستبقى في موقع القلب بالنسبة لشعبنا، وشعوب امتنا العربية والإسلامية».

ويطالب الفلسطينيين بالقدس (الشرقية) عامصة للدولة المرجوة، غير ان اسرائيل تقول ان القدس بشقيها، الشرقي المحتل والغربي) هي العاصمة الأبدية الموحدة لاسرائيل. ويعتقدون ان ثمة خططا اسرائيلية للتخلص من المسجد الاقصى، ويتهمون اسرائيل بتكثيف الحفريات تحت المسجد حتى يصبح ايلا للسقوط. وتمنع اسرائيل الفلسطينيين من اهل الضفة دخول القدس وتضع قيودا على اعمار الرجال والنساء المسموح لهم بالتوجه للصلاة في الاقصى. وتغلق الشرطة الاسرائيلية مداخل المسجد وتدقق في هويات المصلين. وهذا الشهر، تدفق مئات الالاف من المصلين الى الاقصى في مشهد مهيب غير مألوف منذ اكثر من 12 عاما، بعدما خففت اسرائيل من قبضتها على القدس والمسجد، وادخلت «تسهيلات» كانت مثار تساؤل، وقالت انها بسبب شهر رمضان.

وام الحرم القدسي 500 الفا في ليلة القدر، رغم منع مئات الالاف من الدخول، في اشارة على مكانة اولى القلبتين وثالت الحرمين بالنسبة للمسلمين. واعتبر ابو مازن ان تدفق مئات الاف الفسلطينيين على الأقصى خلال رمضان، «شاهد على هذه الحقيقة الدينية والتاريخية، غير القابلة للمراجعة أو التغيير، والتي لم ولن ينال منها الحريق الذي شب بالمسجد الأقصى قبل أكثر من أربعة عقود، وما زال متواصلاً حتى الآن». واردف «فلا سلام ولا أمن ولا استقرار دون جلاء الاحتلال ومستوطناته ومستوطنيه عن مدينتنا المقدسة، وعاصمة دولتنا الأبدية الراسخة في وجداننا رسوخ الجبال، عنوان وجودنا، وجوهر هويتنا الوطنية العصية على الاقتلاع والتبديد». اما حركة حماس، فرأت في تدفق الفسلطينيين على الاقصى اعلانا بعدم السماح «لأي قوة كانت المساس به».