قلق في إسرائيل من نجاح متسللين أتراك وباكستانيين في اختراق حدودها

ناطق باسم الجيش: الحدود الأردنية تشكل خطرا كبيرا علينا

TT

كشف مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن خمسة أتراك وأربعة باكستانيين اعتقلوا وهم يحاولون التسلل لإسرائيل عبر الحدود مع الأردن.

واعتبر قائد القوات الإسرائيلية في غور الأردن، العقيد نوحي مندل، هذين الحدثين «تدهورا خطيرا ينذر بمستقبل ظلامي في هذه المنطقة». وأضاف: «في أعقاب نجاح إسرائيل في إغلاق الحدود مع سيناء المصرية بالأسلاك الشائكة، يحاول المتسللون استبدال مسارهم إلى إسرائيل من الحدود الأردنية. ومع أن الأفارقة لم يصلوا بعد إلى هذه المنطقة، فإننا نتوقع أن يتدفقوا إليها من هذه الحدود، التي تعتبر حتى الآن مفتوحة».

واعتبر مندل الحدود مع الأردن «بوابة خطر شديد على إسرائيل». وقال إن الجيش الإسرائيلي لا يستبعد أن «تقرر قوى الإرهاب من تنظيم القاعدة وغيره من تنظيمات (الجهاد العالمي)، الانتقال إلى الحدود الإسرائيلية الأردنية في حال إغلاق سيناء المصرية في وجهها». وأضاف: «الأردن بلد آمن في الوقت الحاضر، ولكن لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور مع انفجار موجة الربيع العربي. ويزيد من خطورة الوضع أن الأردن مجاور لسوريا والعراق، وكلاهما يعتبران مرتعا لإيران وللتنظيمات الإرهابية التابعة لها. فمنذ خروج القوات الأميركية من العراق، استعاد الإرهابيون نفوذهم. ومنذ بدأ الزلزال السياسي في سوريا تدفق مئات آلاف السوريين إلى الأردن. وإذا اكتشف هؤلاء الضعف القائم في الحدود الإسرائيلية الأردنية، سيسارعون إلى الانتقال إليها، خاصة أن الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية اليوم تضم عناصر كثيرة معنية باستقبال هؤلاء والتعاون معهم ضد إسرائيل».

وادعى مندل أنه في أعقاب صفقة شاليط وانتصار الإخوان المسلمين في مصر، زادت قوة ونشاط حركات الإسلام السياسي في الضفة وبدأت حركة حماس تعيد بناء بنيتها التحتية فيها، وبشكل خاص في منطقة طوباس الواقعة على مقربة من غور الأردن. وقال إن الأسرى المحررين من صفقة شاليط ينشطون في هذه المنطقة بشكل فاعل لتجنيد ناشطين جدد وهم يرسلون المال من غزة ومن الخارج لهذا الغرض.

وكشف مندل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اطلاع على هذا الوضع «فقد دعوناه إلى هنا وأجرينا له جولة ميدانية حتى يتعرف على الخطر الداهم». وقال: «إننا نتابع ما يجري في العالم العربي بشكل حثيث. ونعرف أن الأمور في دول الجوار قابلة للانفجار في كل لحظة في كل اتجاه. ولكننا ننظر بقلق أكبر إلى حدودنا الشرقية. فإذا لم نكن متيقظين، ستتحول هذه الحدود إلى (شريط فيلادلفيا الثاني - الشريط الحدودي بين قطاع غزة وسيناء المصرية). فإذا كان الإرهابيون قد سلكوا الطريق من قطاع غزة إلى سيناء ومن هناك إلى إسرائيل، سيتجهون حاليا إلى إسرائيل عبر غزة وسيناء والأردن».

وهنا كشف أن قواته اعتقلت خمسة أتراك وأربعة باكستانيين دخلوا إسرائيل من الحدود الأردنية في الأيام الأخيرة، وهم يخضعون حاليا للتحقيق حول أهدافهم ودوافعهم وكيفية الاهتداء إلى هذا المسلك. وقال: «حتى الآن لا يمكنني الحديث عن اتجاه سياسي أو عسكري واضح. فقد يكونون مجرد متسللين يبحثون عن عمل. ولكن من المحظور علينا أن نغمض عيوننا عن أبعاد مثل هذا التسلل وأخطاره المستقبلية على أمن إسرائيل. فهو يستوجب تحركا إسرائيليا كبيرا للدفاع عن هذه الحدود».

وخرج مندل باستنتاجات سياسية بعيدة المدى فقال إن «هناك خطة جديدة مهمة لتعزيز الحدود مع الأردن وبناء جدار على طولها، على نمط الجدار مع سيناء المصرية. ولكن هذا لا يكفي. فعلى إسرائيل أن تجد طريقة للاحتفاظ بمنطقة غور الأردن كاملة بأيدي الجيش. فهذه منطقة استراتيجية. ومع التغيرات في العالم العربي تصبح حيوية أكثر وأكثر ويحظر التنازل عنها».

وجدير بالذكر أن قوات حرس الحدود الإسرائيلية كانت قد اعتقلت شابين فلسطينيين مقيمين في الأردن، قبل سنة، وهما يحاولان تهريب 10 رشاشات ثقيلة عبر البحر الميت. وخلال السنة اعتقل عدد من الأشخاص وهم يحاولون تهريب المخدرات بهذه الطريقة.