قادة أفريقيا والعالم يشيدون بدور ميليس «الاستراتيجي» في القارة

موته يترك فراغا كبيرا في منطقة شرق أفريقيا

TT

أشاد قادة عدد من الدول الأفريقية والعالم، أمس، بالدور «الاستراتيجي» الذي لعبه في القارة رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي.

ويترك موت ميليس فراغا كبيرا في منطقة شرق أفريقيا والقارة السوداء حيث تعتبر إثيوبيا قوة إقليمية كبرى ولا سيما في القرن الأفريقي، الذي يشهد اضطرابات، ولاستضافتها مقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة أديس أبابا.

وقال الرئيس الكيني مواي كيباكي في بيان إن وفاة ميليس «خسارة كبرى»، معتبرا أنه قائد «براغماتي وصاحب رؤية أمنت الاستقرار لبلده ووضعته على طريق النمو الاقتصادي».

وأضاف أن «المنطقة (شرق أفريقيا) وأفريقيا فقدت قيادة ومؤهلات المفاوض ميليس».

من جهته، قال رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا للـ«بي بي سي» إنه يشعر بالقلق على استقرار إثيوبيا التي يهددها العنف الإثني بعد موت رجلها القوي.

وفي جنوب السودان، أشاد وزير الإعلام برنابا ماريال بنجامين بالدور الاستراتيجي الذي لعبه ميليس في العلاقات بين جوبا والخرطوم، بعد انفصال الجنوب على أثر عقدين من الحرب، معتبرا أنه «قائد عظيم».

وقال: «كان رائعا ليس فقط فيما يتعلق بعلاقاتنا الاستراتيجية بين جنوب السودان وإثيوبيا، لكن بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي كلف السعي إلى سلام بين السودان وجنوب السودان المستقل حديثا».

وفي الخرطوم، قالت وزارة الخارجية السودانية إن «القارة الأفريقية فقدت قائدا حكيما لعب دورا مهما في دعم الجهود من أجل السلام والاستقرار في القارة، خصوصا عبر استضافة المفاوضات مع جنوب السودان لأكثر من عام».

اما أوغندا فرأت أن وفاة ميليس «خسارة كبيرة لكل أفريقيا.. لأنه ساهم في التوصل إلى حلول للمشكلات فيها».

وأشار وزير التعاون الإقليمي الأوغندي عثمان كيينجي إلى أن ميليس أرسل في نوفمبر (تشرين الثاني) قوات بلاده إلى الصومال لدعم قوة الاتحاد الأفريقي التي تقاتل المتمردين الإسلاميين الشباب، وتساهم كمبالا فيها.

وعبر عن الأمل في أن تواصل الحكومة الإثيوبية الجديدة شراكتها مع هذه القوة.

ونعى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ميليس، مؤكدا أنه كان «قائدا قويا ليس في بلده فحسب، بل في كل القارة الأفريقية، يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات، وخصوصا في القرن الأفريقي».

وأكد أن جنوب أفريقيا «واثقة من أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هايليمريام ديسيلين الذي سيكون رئيس الحكومة بالوكالة بموجب الدستور الإثيوبي، سيواصل العمل للإبقاء على الاستقرار والسلام في المنطقة ليحمي بذلك إرث ميليس».

من جهته، أكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو أن زيناي كان «زعيما أفريقيا محترما برهن على التزام شخصي كبير لسنوات كثيرة لتحسين حياة الإثيوبيين وكل شعوب أفريقيا».

وشدد باروزو خصوصا على دوره من أجل إحلال «الإسلام والاستقرار» في القرن الأفريقي.

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن رئيس الحكومة الراحل كان «ناطقا ومصدر إلهام لأفريقيا حول القضايا الدولية، وبرهن على قدراته كقائد وصاحب رؤية في الصومال والسودان» البلدين المجاورين لإثيوبيا، ويواجهان اضطرابات.

وأضاف أن «مساهمته الشخصية في تنمية إثيوبيا، وخصوصا إخراج ملايين الإثيوبيين من الفقر نموذجية في المنطقة.. سنفتقده كثيرا».

إلا أن منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام، أشارت إلى الإرث القمعي لميليس.

وقالت كلير بستون من منظمة العفو الدولية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «السنوات الـ21 التي أمضاها ميليس في السلطة اتسمت بقمع متزايد وانتهاكات معممة لحقوق الإنسان».

وأضافت أن «حكومته خنقت أصوات المعارضة وفككت وسائل الإعلام المستقلة وعرقلت عمل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وكممت أصوات المعارضة السياسية».

أما «هيومان رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، فدعت إلى تعديل قانون لمكافحة الإرهاب لأنه استخدم لإرسال معارضين وصحافيين بينهم سويديان إلى السجن.