أوباما قلق على قتل جنود أفغان جنودا أميركيين

إصابة طائرة رئيس هيئة الأركان الأميركية بصاروخ خلال توقفها في قاعدة باغرام

TT

عبر الرئيس باراك أوباما عن قلقه بسبب زيادة قتل جنود أفغان جنودا أميركيين يدربونهم قبيل رحيل القوات الأميركية. وقال في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: «واضح أننا نشاهد مع بالغ القلق هذه الهجمات التي تسمى هجمات أخضر على أزرق (إشارة إلى لون العلم الأفغاني الأخضر كثيرا، ولون العلم الأميركي الأزرق كثيرا). يقوم أفراد أفغان، وبعضهم مسجلون فعلا في الجيش الأفغاني، وبعضهم يرتدون ملابس الجيش الأفغاني أو الشرطة، ويهاجمون قوات التحالف، بما في ذلك القوات الخاصة بنا».

وقال أوباما إن العسكريين الأميركيين يقومون بمجموعة من التحركات لمواجهة هذه المشكلة، منها: عمليات تجسس أفضل لوقف العمليات العدائية قبل حدوثها، والتنسيق مع القوات الأفغانية أقوى، وبرنامج «غارديان أنجيل»، (الملاك الحارس) لمساعدة الجنود في الأوضاع المعزولة التي تجعلهم أكثر عرضة للعدوان.

وأضاف أوباما: «جزء مما يحدث هو أننا ننفذ عملية الانتقال من القوات المتحالفة إلى الأمن الأفغاني. وبالنسبة لنا، عندما ندربهم بطريقة فعالة نكون على اتصال أوثق مع القوات الأفغانية. وجزء خطتنا هو التأكد من إنجاح هذه التدريبات من دون أن تعرض رجالنا للخطر».

وقال «إنه على المدى البعيد، سوف يقل عدد الإصابات الأميركية، وسوف تقل خسائر قوات التحالف مع التمسك بخطة الحلفاء للمرحلة الانتقالية، مع التأكد من أن قوات الأمن الأفغانية صارت أكثر فعالية».

وكانت مصادر إخبارية أميركية قالت إن جنديا أميركيا قتل على يدي جندي أفغاني كان يدربه، أول من أمس، وإن جملة الذين قتلوا بهذه الطريقة خلال الأسبوعين الماضيين وصلت إلى عشرة جنود أميركيين.

وكان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، قد دافع عن الرئيس أوباما أمام انتقادات من ميت رومني، منافس أوباما في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة. وقال كارني، إنه عندما جاء أوباما إلى البيت الأبيض «كانت سياستنا في أفغانستان تعمل من دون بوصلة». وأضاف «إن أوباما خلال حملته الانتخابية في سنة 2008، وعد بملاحقة الذين يهاجمون الولايات المتحدة، وتنظيم القاعدة. وبدأ العمل مع القادة العسكريين والمدنيين، ووضع استراتيجية في أفغانستان تركز على هدفنا رقم واحد، وهو تعطيل، وتفكيك، وهزيمة (القاعدة) في نهاية المطاف».

وقال كارني: «لا شك أننا أحرزنا تقدما كبيرا، مع قدرات رائعة لقواتنا العسكرية، وقادة الاستخبارات، والجنود، وغيرهم. أحرزنا تقدما كبيرا نحو تحقيق هذا الهدف».

وردا على اتهامات من رومني بأن أوباما «فشل فشلا ذريعا في أفغانستان»، قال كارني: «الرئيس ملتزم بإنهاء هذه الحرب. وبدأنا سحب القوات التي كانت جزءا من الزيادة الكبيرة في أفغانستان، والآن تستمر العملية».

وفي إجابة عن سؤال خلال المؤتمر الصحافي اليومي في البيت الأبيض، إذا كان رومني سوف يغير سياسة أوباما في أفغانستان، إذا فاز عليه في نوفمبر (تشرين الثاني)، قال كارني: «بيانات زعماء الحزب الجمهوري، مثل رومني، حول ما ينبغي لنا القيام به في أفغانستان ظلت غير واضحة. كما أن رومني، وجمهوريين آخرين، كانوا يدعمون السياسة التي كانت في أفغانستان (خلال إدارة الرئيس السابق بوش الابن)، والتي كانت سياسة هزيلة».

إلى ذلك، صرح رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي بأن القادة الأفغان مستعدون على ما يبدو لاتخاذ إجراءات حازمة لوقف عمليات قتل عسكريي التحالف الدولي بأيدي أفراد في القوات الأفغانية، والتي أودت بحياة أربعين جنديا هذه السنة. وقال الجنرال ديمبسي بعد محادثات في كابل مساء أول من أمس «للمرة الأولى وجدت نظرائي الأفغان قلقين مثلنا بشأن الهجمات التي يقتل فيها الأخ أخاه». وأضاف ديمبسي في تصريحات لوكالة «فرانس» وقناة «فوكس نيوز»: «قبل ذلك كان علينا حثهم للتأكد من أنهم يبذلون جهودا أكبر».

والتقى رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية قادة في حلف شمال الأطلسي وضباطا في الجيش الأفغاني، بينما تشهد البلاد ارتفاعا في عدد الهجمات من هذا النوع. وقتل عشرة جنود معظمهم من الأميركيين في الأسبوعين الأخيرين في هجمات من هذا النوع سقط فيها ربع قتلى التحالف الدولي هذا الشهر. وشكل الأربعون الذين قتلوا في هذه الهجمات منذ مطلع العام الحالي 13 في المائة من خسائر التحالف الدولي. وتثير هذه الهجمات قلق التحالف الدولي الذي يعول على تعاون مع القوات الأفغانية للانسحاب من أفغانستان في السنتين المقبلتين. إلى ذلك، قال مسؤولون أمنيون أمس، إن صاروخا ضرب الطائرة التي كانت تحمل رئيس هيئة الأركان الأميركية، بينما كانت متوقفة في قاعدة عسكرية في أفغانستان. وقال المسؤولون، إن الجنرال مارتن ديمبسي كان في غرفته عند وقوع الحادث ولم يصب بأذى، وقد غادر البلاد أمس على متن طائرة أخرى. ووصل ديمبسي إلى أفغانستان أول من أمس لعقد اجتماعات مع القادة الأفغان وقوات التحالف، بما في ذلك الجنرال جون ألين، قائد قوات حلف شمال الأطلسي، والجنرال شير محمد كريمي، رئيس هيئة الأركان الأفغانية. وقال العقيد ديفيد لابان، المتحدث باسم الجنرال ديمبسي، عن الطائرة العسكرية من طراز «سي 17» كانت متوقفة في قاعدة باغرام الجوية خارج كابل، عندما أصيبت بشظايا من صاروخين. وأضاف أن اثنين من أفراد الصيانة في القاعدة أصيبا بجروح طفيفة. وقالت قوات التحالف، إن طائرة هليكوبتر تابعة لحلف شمال الأطلسي تضررت أيضا في الهجوم.