السويد تؤكد أنها لن تسلم أسانج «ليعدم» في أميركا.. وواشنطن تنفي ملاحقته

شافيز يهدد بريطانيا في حال اقتحامها السفارة الإكوادورية في لندن

TT

أكدت الحكومة السويدية أنها لن تسلم مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج بأي حال من الأحوال لينال حكما بالإعدام في الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» الألمانية الصادرة أمس، قالت سيسيليا ريدسيليوس نائب مدير الشؤون الجنائية والتعاون الدولي بوزارة العدل السويدية إن هناك شروطا صارمة لأي تسليم محتمل لأسانج للولايات المتحدة، بينها أن تلتزم الحكومة الأميركية بضمان عدم تعرض أسانج لحكم بالإعدام «بأي حال من الأحوال».

وأوضحت المسؤولة القضائية: «نحن لن نسلم أبدا شخصا تتهدده عقوبة الإعدام».

تسعى السلطات السويدية لتسلم الأسترالي أسانج الموجود حاليا داخل سفارة الإكوادور بالعاصمة البريطانية لندن، وذلك للتحقيق معه على خلفية اتهامات بالاغتصاب.

كان أسانج أعلن مرارا تخوفه من أن تسلمه السلطات السويدية بدورها إلى الولايات المتحدة حيث يتهدده هناك صدور حكم بإعدامه لقيامه بنشر عشرات الآلاف من الوثائق السرية الخاصة بالجيش الأميركي حول الحرب في العراق وأفغانستان، إضافة إلى برقيات دبلوماسية تسببت في حرج بالغ لواشنطن.

وأوضحت المسؤولة بوزارة العدل السويدية في المقابلة أن الولايات المتحدة لم تتخذ حتى الآن خطوة لتسلم أسانج، كما لم تتلق بريطانيا طلبا بهذا المعنى من واشنطن حتى الآن.

إلى ذلك، ردت الولايات المتحدة على أسانج الذي اتهمها بملاحقته وموقعه «ويكيليكس» مذكرة بأن الأسترالي الذي تدور حوله أزمة قانونية دولية متهم قبل كل شيء بالاغتصاب في السويد.

وفي أول رد على تلك التصريحات اعتبرت الخارجية الأميركية أن مؤسس «ويكيليكس» الذي أثار ضجة عالمية عام 2010 عندما نشر مئات آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية سعى من خلال اتهاماته إلى «صرف الانتباه» عن الاتهامات الموجهة إليه في السويد بالاغتصاب.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن أسانج «يطلق كل أنواع التصريحات المجانية بحقنا، في حين أن حالته مع حكومة بريطانيا تتناول مثوله المحتمل أمام القضاء السويدي في مسألة لا علاقة لها بتاتا بـ(ويكيليكس).. إنما تتعلق باتهامات بجرائم جنسية».

وكررت أن «هذه القضية لا علاقة لها على الإطلاق» بالولايات المتحدة، بل «تعني المملكة المتحدة والسويد، والآن الإكوادور». وأسانج البالغ 41 عاما هو الشخصية الرئيسية في أزمة دبلوماسية قانونية مستمرة منذ فترة.

فبعد منحه «اللجوء الدبلوماسي» في 16 أغسطس (آب) أعربت حكومة الإكوادور عن تفضيل التفاوض في الوقت الحاضر مع البريطانيين لحثهم على السماح لأسانج بالمغادرة إلى كويتو عوضا عن إلزام لندن بذلك باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وأعلن رئيس الإكوادور اليساري رافاييل كوريا في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي: «نحن منفتحون دوما على الحوار مع حكومتي بريطانيا والسويد». وأضاف أن موقف لندن والسويد «المتصلب» هو الذي أشعل الأزمة.

مشيرا إلى أن هاتين الدولتين لم تعطيا أبدا ضمانة بأن أسانج لن يسلم إلى الولايات المتحدة حيث يواجه مخاطر عقوبة سجن طويلة.

غير أن الخارجية البريطانية ردت بأن ترك الأسترالي يخرج حرا من بريطانيا غير وارد، مؤكدا التصميم على التوصل إلى مخرج دبلوماسي للقضية.

وعلى الرغم من إعطاء القضاء البريطاني الضوء الأخضر لتسليم الأسترالي إلى السويد فإن وزير الخارجية ويليام هيغ استبعد علنا اقتحام الشرطة قنصلية الإكوادور لتوقيف أسانج.

وكان كوريا أكد الجمعة أن مؤسس «ويكيليكس» يمكنه أن يبقى «إلى ما لا نهاية» في القنصلية، مذكرا بمفهوم «اللجوء الدبلوماسي» الوارد في اتفاقية أبرمتها منظمة الدول الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) 1954. وهو «مفهوم... لا تعترف به» الخارجية الأميركية، بحسب ما أكدت.

وسط هذا الوضع المعقد على مستوى القانون الدولي تلقى أسانج والإكوادور دعم اتحاد دول جنوب أميركا، فيما تجمع نحو ألف مناصر للرئيس الإكوادوري في كويتو لمطالبة لندن بفتح طريق آمن لخروج أسانج إلى الإكوادور.