الإكوادور تعرض الحوار على لندن لحل مشكلة أسانج.. بشرط

مجموعة قراصنة المعلوماتية تهاجم مواقع الحكومة البريطانية الإلكترونية

عناصر من الشرطة البريطانية أثناء تغيير الحراسة خارج السفارة الإكوادورية في لندن أمس(أ.ب)
TT

أعلن رئيس الإكوادور الاشتراكي رفائيل كوريا استعداد بلاده للتفاوض على مصير جوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» إذا عدلت بريطانيا عن تهديدها باقتحام سفارة الإكوادور في لندن التي لجأ إليها أسانج الذي يواجه مزاعم الاغتصاب في السويد.

وغضبت الإكوادور بشدة من تهديد بريطاني مقنع بدخول السفارة لاعتقال أسانج (41 عاما)، الذي يحاول تفادي ترحيله إلى السويد. وتريد الشرطة البريطانية ترحيله إلى هناك للتحقيق معه في مزاعم باغتصاب امرأتين.

ومنح رئيس الإكوادور - الذي أعلن عداءه للإعلام «الفاسد» و«الإمبريالية» الأميركية - أسانج حق اللجوء السياسي الأسبوع الماضي مما زاد من حدة الأزمة الدبلوماسية بين بلاده وبريطانيا والسويد.

وطلب كوريا من بريطانيا أن تسمح لأسانج بمغادرة سفارة بلاده في لندن والسفر إلى الإكوادور جوا. وقال رئيس الإكوادور إن أسانج الموجود في السفارة منذ 9 أسابيع منذ لجوئه إليها في يونيو (حزيران) هو موضع ترحيب للبقاء في المبنى إلى «أجل غير مسمى»، لكن كوريا صرح أيضا بأنه مستعد للحوار.

وقال للصحافيين في مدينة جواياكويل الساحلية بالإكوادور: «على الرغم من هذا التصريح الفظ غير اللائق وغير المقبول ما زلنا مستعدين للحوار».

وأضاف: «لا ننتظر اعتذارا لكننا بالطبع ننتظر من بريطانيا أن تتراجع عن هذا الخطأ الجسيم الذي ارتكبته حين وجهت التهديد بأنها قد تنتهك حرمة بعثتنا الدبلوماسية لاعتقال السيد جوليان أسانج». وساند وزراء خارجية دول أميركا اللاتينية بصورة واسعة موقف الإكوادور بعد أن حشدت حكومتها التأييد خلال سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى عقدت على أرضها في مطلع الأسبوع.

وقال كوريا إنه يشارك أسانج مخاوفه من أن يتم ترحيله من السويد إلى الولايات المتحدة لمواجهة اتهامات هناك. وكان موقع «ويكيليكس» قد نشر وثائق عسكرية وبرقيات دبلوماسية أميركية سرية عام 2010 كشفت سياسات واشنطن في العالم.

وصور كوريا الأزمة الراهنة على أنها صراع بين دولة صغيرة وقوى «إمبريالية» هي الولايات المتحدة وبريطانيا.

ودعا أسانج في كلمته من شرفة سفارة الإكوادور في لندن، يوم الأحد الماضي، الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى وقف ما وصفه بـ«الحملة الشعواء» عليه وعلى موقعه على الإنترنت.

وجوليان أسانج مؤسس موقع «ويكيليكس» موجود في سفارة الإكوادور في لندن منذ شهرين، حيث طلب اللجوء خوفا من ترحيله إلى السويد، حيث تتهمه امرأتان بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.

ويؤكد أسانج وأنصاره أنه في حال تسليمه إلى السويد يمكن أن يرحل إلى الولايات المتحدة حيث قد يواجه عقوبة الإعدام بتهمة التجسس بعد أن نشر موقعه عام 2010 برقيات دبلوماسية أميركية حساسة. ومن جانبها أعلنت مجموعة قراصنة المعلوماتية «أنونيمس» مسؤوليتها عن هجمات استهدفت مواقع الحكومة البريطانية على الإنترنت ردا على طريقة تعامل لندن مع قضية جوليان أسانج اللاجئ إلى سفارة الإكوادور في بريطانيا. وأعلنت «أنونيمس» على «تويتر» مسؤوليتها عن الهجمات المعلوماتية في إطار حملة «أطلقوا أسانج».

من جانبها اعترفت وزارة العدل البريطانية بأن موقعها تعرض لهجمات. وأضافت الوزارة أنها «اتخذت إجراءات لكي يعمل الموقع، إلا أنه يحتمل أن لا يتمكن بعض الزوار من الوصول إليه»، موضحة أن الموقع لا يتضمن أي «معلومات حساسة».

كما شهد موقع وزارة الداخلية «توقفا محدودا للغاية» بعد تعرضه لهجمات إلكترونية مساء الاثنين، وفق الوزارة التي أوضحت أن موقعها لم يتعرض «للقرصنة»، وأن أيا من خدماتها الأخرى لم يتأثر بالهجوم.

في المقابل أكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، «فشل» هجمات استهدفت موقع «داونينغ ستريت».