أرجأ قاض عسكري أميركي أمس إلى غد سلسلة جلسات الاستماع التي كانت مقررة في قاعدة غوانتانامو الأميركية للمتهمين بهجمات 11 سبتمبر (أيلول) وبينهم خالد شيخ محمد الذي يقول إنه العقل المدبر لتلك الهجمات. وهذه الجلسات التمهيدية، التي سبق وأن أرجئت بسبب حلول شهر رمضان، كان مقررا أن تبدأ غدا وتستمر حتى 28 أغسطس (آب) الحالي، إلا أن مشكلة طرأت على وصلة الإنترنت دفعت بمحامي الدفاع إلى الطلب من القاضي إرجاء الجلسة إلى حين إصلاح العطل، وهو ما وافق عليه القاضي العسكري جيمس بول. وقال النقيب روبرت دوراند المتحدث باسم عملية الاحتجاز في غوانتانامو، إن خروج القطار عن قضبانه في منطقة بالتيمور بولاية ماريلاند في حادث تسبب في مقتل امرأتين، قطع خطوط الألياف البصرية التي هي جزء من شبكة الأسلاك والأقمار الاصطناعية المتصلة بالقاعدة البحرية الأميركية النائية الواقعة شرق كوبا.
وتضم قائمة الاتهامات الموجهة إليهم 2976 اتهاما بالقتل والإرهاب واختطاف طائرات والتآمر مع تنظيم القاعدة ومهاجمة مدنيين والتسبب عمدا في جروح جسدية خطيرة وتدمير أملاك. وفي حالة الإدانة في المحاكمة الرئيسية التي من المتوقع ألا تبدأ حتى عام 2013، فإنهم سيواجهون عقوبة الإعدام. وقرر القاضي بدء جلسات الاستماع غدا عند الساعة 09،00 (13،00 بتوقيت غرينتش). وبحسب الجيش الأميركي فإن العطل الذي طرأ على وصلة الإنترنت سببه خروج قطار شحن عن سكته في بالتيمور (ميريلاند، شرق الولايات المتحدة) ما أدى إلى تضرر كابل ألياف بصرية عائد لمشغل الهاتف في المنطقة. وتمر الاتصالات بين القاعدة العسكرية الأميركية في غوانتانامو والأراضي الأميركية عبر القمر الاصطناعي ومن ثم عبر ألياف ضوئية تصلها إلى باقي المناطق الأميركية.
وقد تتعرض جلسات غوانتانامو إلى تعطيل آخر بسبب العاصفة الاستوائية إيساك التي تشكلت فوق المحيط الأطلسي ومن المتوقع أن تزداد قوة أثناء مرورها فوق البحر الكاريبي بحلول الخميس وقد تهدد غوانتانامو كإعصار يوم السبت حسبما ذكر المركز الوطني الأميركي لرصد الأعاصير. وقال أحد محامي الدفاع جيمس كونل، «إن مشكلة الوصول إلى الإنترنت اليوم هي صورة مجازية جيدة عن المشاكل في غوانتانامو».
ويعتمد الدفاع على الحكومة للوصول إلى الإنترنت وكذلك على إرادة السلطات للسماح لشاهد الإدلاء بإفادته بطلب من الدفاع. وسيخيم التعذيب والطابع السري الذي يريد فريق الدفاع إضفاءه على بعض عناصر الملف على هذه الجلسات الرامية إلى التحضير للمحاكمة التي لا يتوقع أن تبدأ قبل عام على الأقل. وإضافة إلى خالد شيخ محمد الباكستاني الكويتي الأصل وقريبه علي عبد العزيز علي، يمثل أمام المحكمة اليمني رمزي بن الشيبة والسعوديان وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي. وفي حال إدانتهم قد يتعرضون لعقوبة الإعدام. ووجهت إليهم التهمة رسميا في الخامس من مايو (أيار) وأخلوا بالجلسة أمام القضاء العسكري بأدائهم الصلاة. وعجز محامو الدفاع والإدعاء بقاعدة غوانتانامو مؤقتا عن الإطلاع على البريد الإلكتروني أو قراءة الملفات الإلكترونية للقضية وقال المحامون إن انهيار الشبكة عطل بشكل خطير الإعداد للجلسات وتقدموا بطلب عاجل للتأجيل.