متظاهرون ضد الحرب على إيران في تل أبيب: باراك مجنون..!

مستمرون منذ 10 أيام ويعدون بمواصلة احتجاجاتهم

TT

لليوم العاشر على التوالي، تظاهر العشرات من رافضي الحرب الإسرائيلية على إيران، وذلك أمام بيت وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في تل أبيب. ورفع المتظاهرون، الليلة قبل الماضية، شعارات تندد بالحرب وتنادي: «المال للأحياء وليس للحرب» و«لتشكل لجنة تحقيق من الآن تحقق في إخفاقات الحرب». وهتف المتظاهرون: «باراك مجنون»، و«نتنياهو وباراك لا يعرفان ربا يعبدانه».

وقال روتام مالينكي، أحد منظمي المظاهرة، إنه عثر على نسخة من جريدة صادرة في سنة 1998 قرأ فيها عنوانا صارخا: «بعد 3 سنوات تصبح إيران نووية». وتساءل: «أين هي الحقيقة؟ كيف نصدق أولئك الذين يروجون للحرب اليوم؟ أليس كل شيء عبارة عن خديعة؟».

وقال دوف موران، وهو أيضا من المنظمين، إن «المزاعم التي تسمع من الحكومة في شأن الذرة الإيرانية غوغائية ولا عقلانية فيها. والتهديد بـ(محرقة ثانية) يعزز رأيي في أنه لا يوجد هناك تفكير منهجي. وكتبت قبل بضعة أشهر إلى أصدقائي أنني آمل وأريد أن أومن بأن رئيس الوزراء يستعين بجماعة متنوعة من الخبراء أنشئت للشأن الإيراني، تشتمل أيضا على علماء نفس وباحثين في التنفيذ وتشتمل على ناس مبدعين. ولكن بعد مرور هذه الفترة وسماعي للتصريحات أجدهم يعملون بشكل صبياني. فأنا أستمع إلى قادة أجهزة الأمن وكثير منهم يعارضون قصف إيران. وأستمع إلى الأميركيين وكلهم يعارضون قصف إيران الآن (ونؤكد الآن). وأستمع إلى مزاعم نتنياهو وباراك المؤيدة للقصف وهي مزاعم سطحية غير مقنعة. (500 قتيل فقط)، أهذه دعوى جيدة؟ أيعدنا أحد ما بأن (500 فقط) سيمنعون قنبلة ذرية إيرانية حقا؟ من الواضح أن قصف إيران سيزيد باعث الإيرانيين على التوصل إلى قنبلة ذرية وإلقائها على من هاجموهم (بلا ذنب أذنبوه)».

وأضاف: «تصرفاتنا إلى الآن مثل الطالب المشاكس، الذي يجري إلى المعلمة ويشد كمها ويشير إلى فتوة الصف ويصرخ قائلا: (إنه يوشك أن يضربني)، وهو ما يجعل الفتوة في آخر الأمر يضرب الولد المشاكس حقا. ونحن الآن نوشك أن نركل الفتوة، وقد تكون ركلة جدية لكن من المؤكد أنها ليست ركلة تشله إلى الأبد».

وتعهد المخرج السينمائي راني بليير، الذي يقود الحركة ضد الحرب على إيران، بأن تستمر هذه المظاهرات يوميا، وقال إنه ورفاقه يشاركون في هذه المظاهرات منذ عشرة أيام، وفي كل يوم ينضم المزيد من المتظاهرين. وأضاف: «سنظل في الشوارع حتى يقتنع المجنون باراك وسيده نتنياهو بأن الشعب وجبهته الداخلية غير مستعدين للحرب».

من جهة ثانية، خرج مستشار سابق وصديق قريب من نتنياهو البروفسور دوري غولد بتصريحات يشكك فيها بقدرات الولايات المتحدة على خوض حرب مع إيران، فقال: «صحيح أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح في خطبته في مؤتمر اللجنة الأميركية - الإسرائيلية للشؤون العامة (آيباك) في مارس (آذار) أنه سيستعمل (جميع عناصر القوة الأميركية) لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. لكن إذا استثنينا حرب العراق في 2003 التي جاءت في أعقاب العمليات التفجيرية في 11 سبتمبر (أيلول)، فإن الإدارات السابقة لم تظهر استعدادا حقيقيا لتنفيذ تهديداتها باستعمال القوة العسكرية لوقف الانتشار النووي إذا فشل الأسلوب الدبلوماسي».

ويستند غولد إلى مقالة نشرها ساري غولد، السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن، في 8 أغسطس (آب) الجاري في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، حذر فيها من أنه «لا يجوز فيما يتعلق بالتهديد الإيراني الانطلاق من نقطة أن تعمل واشنطن ضد الإيرانيين؛ فالولايات المتحدة نددت بالهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي في العراق في 1981 ورفضت العمل على مجابهة البرنامج النووي السوري. وهو لا ينفي تماما إمكانية عملية أميركية، لكنه يشك في ذلك شكا كبيرا، ومن أسباب ذلك السوابق التاريخية التي تدل على أن الإدارة الأميركية فضلت وقت الحسم أن تقبل حصول دولة عاصية على القدرة النووية بأنه حقيقة على مواجهة عسكرية معها».

ويقول غولد: «إن مواجهة كوريا الشمالية هي مثال بارز على حالة لم تستعمل فيها الولايات المتحدة خطوات لمواجهة دولة خطيرة كانت في الطريق إلى تطوير سلاح ذري؛ فحسب مذكرات الرئيس بيل كلينتون، فإنه طلب إلى وزير الدفاع بيل بيري أن يوجه صحافيين إلى أنه عازم على منع كوريا الشمالية من تطوير ترسانة سلاح نووي، بل أن (يخاطر بحرب). وخططت وزارة الدفاع الأميركية لتدمير المفاعل النووي في يونغ بيون. وقال مسؤولون أميركيون كبار آنذاك كما يقولون اليوم إن (كل الخيارات موضوعة على المائدة)، لكنهم لم يفعلوا شيئا وراء ذلك بالفعل. وبدل ذلك تم البدء بتفاوض مع كوريا الشمالية أفضى إلى التوقيع على (إطار متفق عليه) نقضه الكوريون الشماليون في غضون بضع سنين. وتبين فوق كل شك أن الضغط الأميركي لم يكن كافيا».