جنوب السودان تعلن وفاة نائب القائد العام لجيشها والحليف السابق للبشير

مسؤول حكومي لـ«الشرق الأوسط»: وفاة ماتيب تعد خسارة كبيرة للدولة

TT

أعلنت دولة جنوب السودان رسميا وفاة نائب القائد العام للجيش الشعبي لتحرير السودان (الجيش الوطني) الفريق أول فاولينو ماتيب (70 عاما) الحليف السابق للرئيس السوداني عمر البشير، وقررت الحداد في كافة أنحاء الدولة لثلاثة أيام، وستتم مواراته الثرى في مسقط رأسه في منطقة «ميوم» بولاية الوحدة.

وقال الدكتور برنابا مريال بنجامين وزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم حكومة الجنوب لـ«الشرق الأوسط»: إن وفاة ماتيب تعد خسارة كبيرة للدولة الجديدة، وأضاف أن الحكومة أعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام وسيتم إلقاء النظرة الأخيرة عليه غدا الجمعة وسيتم تشييعه بشكل رسمي، وقال: إن أهله طلبوا دفنه في منطقة «ميوم» بولاية الوحدة، مشيرا إلى أن منصبه ليس سياسيا حتى يتم تعيين شخص آخر من مجموعته التي كانت قد انضمت إلى الجيش الشعبي أوائل عام 2006 بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل.

من جانبه قال العقيد جيمس لونج طويشيت مدير مكتب فاولينو ماتيب لـ«الشرق الأوسط»: إن ماتيب غادر جوبا أوائل هذا العام إلى نيروبي في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية لتلقي العلاج من مرض السكري الذي كان يعاني منه، وأضاف «لكنه مكث في نيروبي طوال هذه الفترة بعد اكتشاف إصابته بمرض الفشل الكلوي وهو الذي كان سبب وفاته اليوم (أمس) وسيتم نقل الجثمان خلال اليومين القادمين»، مشيرا إلى أنهم في انتظار عودة الرئيس سلفا كير ميارديت من رحلته الداخلية ليقرر مع أسرة الراحل ماتيب مكان دفنه.

وكان ماتيب يعد من أقوى حلفاء الرئيس السوداني عمر البشير خلال فترة الحرب الأهلية الطويلة بين الحكومة والمتمردين السابقين في الجيش الشعبي، وماتيب من زعماء قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل الجنوب ويتحدر منها نائب رئيس جنوب السودان دكتور رياك مشار، وقد انضم إلى الحركة الشعبية والجيش الشعبي في عام 1984 ولكنه اختلف مع مؤسس الحركة الراحل دكتور جون قرنق في عام 1986 وبدا يحارب رفاقه السابقين بعد أن أسس مجموعته المنشقة باسم «قوة دفاع جنوب السودان» والتي انضمت إلى القوات المسلحة السودانية بعد وصول البشير إلى السلطة عبر انقلابه في يونيو (حزيران) من عام 1989.

وعين البشير فاولينو ماتيب في الجيش السوداني برتبة (لواء) والذي واصل القتال ضد الجيش الشعبي في منطقة (غرب أعالي النيل) الغنية بالنفط، وهو قد مثل أكبر العقبات في وصول الجيش الشعبي إلى مناطق إنتاج النفط، وقد ظل يرفض العودة إلى الحركة الشعبية في حياة مؤسسها الدكتور جون قرنق، وبعد وفاة قرنق في يوليو (تموز) من عام 2005 أعلن ماتيب وقف العدائيات بينه وبين الجيش الشعبي ووضع قواته المكونة من 54 ألف جندي تحت إمرة رئيس الحركة الشعبية سلفا كير ميارديت (الرئيس الحالي لدولة جنوب السودان)، والذي دخل في مفاوضات مباشرة معه وتوصل إلى اتفاق في الثامن من يناير (كانون الثاني) من عام 2006 المعروف باتفاق «جوبا»، وبموجبه أصبح ماتيب في رتبة الفريق في الجيش الشعبي ونائبا للقائد العام، وقد تمت ترقيته أخيرا إلى رتبة «الفريق أول» في مرتبة واحدة مع قائده العام في جيش جنوب السودان سلفا كير ميارديت رئيس الجمهورية.