القدوة نائبا للإبراهيمي.. والعربي طالب بدعم جهودهما

الدقباسي يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار نزيف الدم في سوريا وتوقع فشل مهمة الممثل المشترك

TT

في وقت قال فيه مسؤول في الجامعة العربية إن الدكتور نبيل العربي سيلتقي الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك قريبا للتشاور حول الوضع في سوريا، كما أنه من المتوقع أن يصل الإبراهيمي إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك غدا (الجمعة) وفق ما صرح به متحدث باسم المنظمة الدولية.. أعلنت الجامعة العربية عن تعيين الدكتور ناصر القدوة في منصب نائب الممثل المشترك، وطالب العربي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بدعم جهودهما للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

ونفى مصدر بالجامعة العربية أن يكون قد تم تحديد موعد للقاء العربي بالإبراهيمي، لكنه رجح أن يتم اللقاء قبل الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد المقرر لعقد الدورة 138 لمجلس وزراء الخارجية العرب، حيث من المنتظر أن يقدم الأمين العام لمجلس الجامعة تقريرا حول تطوير منظومة العمل العربي المشترك في ضوء التقرير الذي ستقدمه لجنة التطوير برئاسة الإبراهيمي.

إلى ذلك، قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه اتفق مع بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة على تعيين الدكتور ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين الأسبق ونائب المبعوث السابق إلى سوريا كوفي أنان، نائبا للإبراهيمي الممثل المشترك الجديد لهما في سوريا.

وأكد بيان صادر عن الجامعة العربية أن تعيين الدكتور القدوة في منصب نائب الممثل المشترك لسوريا يأتي استكمالا للدور الذي قام به في مهمته السابقة كنائب لأنان خلال الستة أشهر الماضية، وخاصة دوره في دفع جهود التنسيق بين أطراف المعارضة السورية، والتي كللت بالنجاح بعقد المؤتمر الأول الجامع للمعارضة بالقاهرة في مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، والذي صدرت عنه وثائق توافقية تحدد رؤية مشتركة للمعارضة بشأن المرحلة الانتقالية والمستقبل السياسي لسوريا.

وأعرب العربي في البيان عن أمله في نجاح كل من الإبراهيمي والقدوة، بما لهما من خبرة عربية ودولية كبيرة، في مهمتهما الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية، بتحقيق المطالب المشروعة للشعب السوري في الانتقال السياسي السلمي إلى نظام ديمقراطي تعددي سليم، ينعم فيه بالحرية والعزة والكرامة.

وطالب العربي الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بدعم جهود الممثل المشترك، مشيرا إلى أن الانقسام بينها كان له أثر كبير في عدم نجاح الجهود الإقليمية والدولية حتى الآن.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه وكالة الأنباء الألمانية إلى أنه من المتوقع وصول الإبراهيمي إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك غدا (الجمعة)، وفق ما صرح به متحدث باسم المنظمة الدولية. وقال المتحدث أمس إن الإبراهيمي يعتزم إجراء محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون و«مسؤولين آخرين كبار»، مضيفا أنه من غير الواضح بعد المدة التي سيبقاها الإبراهيمي في نيويورك، وكذا جدول مواعيده هناك.

من جهة أخرى، حمّل علي سالم الدقباسي، رئيس البرلمان العربي، المجتمع الدولي مسؤولية استمرار نزيف الدم في سوريا، معربا عن اعتقاده بأن مهمة الإبراهيمي إلى سوريا «محكوم عليها بالفشل».. مبديا استغرابه من إعادة إنتاج مهمة سبق أن تم تكليف أنان بها، وباءت بالفشل الذريع.

وقال الدقباسي إن «الجميع على يقين أن الإبراهيمي لن ينجح فيما فشل فيه أنان، وذلك بسبب فقدان الإرادة الموحدة لأعضاء مجلس الأمن، لاستخدام كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو) على أي قرار يمكن أن يسهم في إجبار النظام السوري على التنحي والخضوع لإرادة الشعب السوري في الحرية والكرامة الإنسانية».

وأضاف الدقباسي في بيان له أمس أن مهمة الإبراهيمي لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد النظام السوري، وإتاحة الوقت الكافي له لاستقبال المزيد من الدعم اللوجيستي من روسيا والصين وإيران، واستخدام الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة والصواريخ لتدمير المنازل والتراث الثقافي والحضاري لسوريا، وقتل وتشريد العديد من أبناء الشعب السوري الأبرياء وتهجير الآلاف منهم إلى دول الجوار والمزيد من المعاناة الإنسانية.

وحذر الدقباسي من أن سوريا باتت اليوم موطئا لصراع القوى الدولية والإقليمية، وأن النظام أصبح دمية في أيدي كل من الصين وروسيا وإيران، محملا المسؤولية الكاملة عما يحدث في سوريا للمجتمع الدولي.

وقال رئيس البرلمان العربي إن «المطلوب الآن هو اتخاذ التدابير والإجراءات العاجلة، لوقف آلة قتل النظام التي تحصد كل يوم المئات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وإن ذلك لن يتأتى إلا بفرض منطقة حظر جوي تمنع الطائرات الحربية من قصف الأحياء السكنية وتدمير المساجد والمنشآت الحيوية»، داعيا إلى ضرورة مد الجيش السوري الحر بما يحتاجه من عتاد لمواجهة ما يتعرض له الشعب السوري من أعمال وحشية.

وطالب الدقباسي المعارضة السورية بالعمل على توحيد مواقفها وصفوفها، حتى يتحقق للشعب السوري حقه في حياة حرة كريمة، مؤكدا ضرورة محاكمة أركان النظام السوري أمام محكمة الجنايات الدولية، ومحاسبتهم على ما ارتكبوه في حق الشعب السوري من جرائم إنسانية.