ويلكس: لا نريد أن ندخل في حرب بسوريا.. هناك إشارات مشجعة من المعارضة برفض المتطرفين

المبعوث البريطاني للمعارضة السورية لـ «الشرق الأوسط»: من الضروري عدم جعل المجموعات المسلحة المعارضة منفصلة عن السياسيين

TT

بعد قرار إغلاق سفارتها في دمشق، أخذت الحكومة البريطانية قرارا بتعيين مبعوث خاص للمعارضة السورية، لديه اتصالات مع المجموعات المعارضة المختلفة في سوريا وخارجها. وبعد أن تولت السفيرة البريطانية السابقة في بيروت فرانسيس غاي هذه المهمة، تولى المنصب جون ويلكس، وهو من أبرز الدبلوماسيين البريطانيين ذوي الخبرة والمعرفة في الشرق الأوسط، فقد شغل ويلكس منصب السفير البريطاني لدى اليمن خلال المرحلة الانتقالية الأخيرة في اليمن التي شهدت تنحي الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح عن منصبه والتوقيع على المبادرة الخليجية. وتجربة اليمن ليست وحدها التي تساعد ويلكس على فهم تحديات مرحلة انتقالية في دولة عربية ذات تاريخ سياسي معقد، فشغل ويلكس منصب نائب السفير البريطاني في بغداد، حيث عمل متزامنا مع السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد والذي هو الآن ينسق مع ويلكس ونظرائهم من دول مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» على التنسيق من أجل المرحلة الانتقالية السياسية في سوريا. والتقت «الشرق الأوسط» ويلكس في لندن قبل أن يواصل جولاته الخارجية التي تأخذه من نيويورك إلى واشنطن والقاهرة وإسطنبول وغيرها من مدن تتواجد فيها عناصر من المعارضة السورية أو مراكز قرار مهمة في الملف السوري. وركز ويلكس في الحوار على أهمية تجنب انخراط الدول الغربية في حرب بسوريا، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي. وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:

* هناك تركيز بريطاني على أن المساعدات المقدمة للمعارضة السورية مساعدات غير قتالية ولا تشمل الأسلحة ولكن ما هي المساعدة الفعلية المقدمة للمعارضة على الأرض؟

- أعلنت الحكومة البريطانية في الأسبوع الماضي تقديم مبلغ إضافي بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني للمساعدة غير الفتاكة والآن نتفق في وزارة الخارجية على المشاريع المعينة، بما في ذلك تقديم مساعدة طبية، أي مواد طبية، للمعارضة وأجهزة اتصال وأيضا تدريب كوادر من المعارضة قادرة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبت من قبل النظام في سوريا وأيضا تدريب كوادر في إدارة الأمور محليا في سوريا بعد التغيير.. لا بد أن ندرب ناشطين على إدارة الأمور في المدن والقرى في سوريا لفترة ما بعد التغيير.

* ومبلغ الـ5 ملايين جنيه إسترليني، هل هذه أول دفعة تقدم للمعارضة في الداخل؟

- كانت هناك مشاريع بقيمة مليون ونصف جنيه إسترليني وننفذ هذه المشاريع الآن. لدينا علاقات مع ناشطين داخل سوريا ونحن ندربهم في دول الجوار ونقدم الدعم والتدريب عن طريق شبكات ناشطين في الخارج لديهم علاقة مع ناشطين في الخارج.

* وكيف توصلون هذه المساعدات وتختارون من يمكن أن يحصل على المساعدة الطبية أو أجهزة اتصال، هل هو الجيش السوري الحر أم اللاجئون في تركيا، كيف تعلمون من هو المستحق الحقيقي؟

- وزير الخارجية (البريطاني ويليام هيغ) وضح بكل وضوح أننا نقدم دعما غير فتاك إلى المعارضة السياسية لا المعارضة المسلحة. ولأسباب قانونية لا نريد أن نتدخل في الصراعات داخل سوريا.

* ولكن المساعدة الطبية، هل هي فقط للمدنيين المصابين؟

- طبعا لأننا نريد أن نساعد المعارضة في حماية المدنيين، فهناك مدنيون أبرياء في المدن والقرى السورية يعانون بسبب الهجمات الشرسة من قبل النظام.

* وما هي طريقة إيصال هذه المساعدات؟

- عن طريق الحدود السورية – التركية وغيرها من حدود، كما أننا ندرب الكوادر من داخل سوريا إلى دول جوار ومن ثم يعودون.

* كانت هناك تقارير إخبارية أخيرا عن مساعدات استخباراتية بريطانية للمعارضة السورية.

- كالمعتاد لا نعلق على الشؤون الاستخباراتية ولكن أستطيع القول بأن الدعم البريطاني يركز على الدعم غير الفتاك بما في ذلك أجهزة اتصال التدريب والمساعدات الطبية أكثر من أي شيء آخر.

* ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية عن تقديم ما سمته الصحيفة «الرشاوى» لبعض عناصر النظام السوري لتشجيعهم على الانشقاق، هل حقا توجد هناك حوافز مالية لتشجيع الانشقاق؟

- لا، لا نقدم مبالغ مالية مباشرة إلى مجموعات داخل سوريا أو خارجها لأننا نريد أن نعرف من يتسلم المساعدة من بريطانيا وهذه رسالة إلى كل مجموعات المعارضة – نريد أن نعرف كيف تستخدم مجموعات المعارضة المساعدة من بريطانيا ونطلب منهم تقارير حول كيفية استخدام المساعدات من أجل المحاسبة. وهذا شيء مطلوب من البرلمان البريطاني والرأي العام.

* إلى أي درجة تنسقون مع الدول الأخرى الحليفة في تقديم المساعدات مثل الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا؟

- ننسق مع أكثرية دول أصدقاء الشعب السوري، وخصوصا مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا أيضا، والدول العربية، لأن الكثير من الدول الآن يقدم دعما إضافيا، ومبالغ كبيرة، لذلك نحتاج إلى تنسيق أكثر بيننا من أجل بناء قدرات المعارضة وأيضا نحتاج من المعارضة التنسيق بين المجموعات المختلفة حول الأولويات وتصنيف الطلبات والحاجات من المناطق المختلفة في سوريا.

* بالنسبة للأولويات، الكثير من المعارضين يصرون على أهمية خلق منطقة آمنة وعازلة في الأراضي السورية لحماية المدنيين وتقوية عملهم في مواجهة النظام السوري، ما إمكانية تحقيق ذلك؟

- إنشاء مناطق آمنة تحتاج إلى تدخل عسكري مثل حظر جوي وكيفية ضمان المناطق الآمنة، وطبعا بريطانيا والدول الغربية ككل، لا نريد أن نتدخل في حرب في سوريا، لأن مصلحة بريطانيا والدول الغربية الأخرى، نريد التغيير ونريد نظاما أكثر احتراما للتعددية في المجتمع السوري ولكن أيضا نود أن نجتنب الفوضى في سوريا، لا نريد أن نصب الزيت على النار في سوريا ولذلك دائما نبقي الباب مفتوحا للحل السياسي مع كل المشاكل بسبب تصرف النظام والهجمات الشرسة على الشعب السوري. ولكن نود أن نبني قدرات المعارضة لإدارة الأمور في البلاد، حتى قبل سقوط النظام.

* وفيما يخص دعم المعارضة على إدارة أمور البلاد، هناك مناطق لا تخضع لسيطرة حكومة نظام الأسد. إلى أي درجة تخشون أن المعارضة غير قادرة على الإدارة؟

- صحيح أن المعارضة تحتاج إلى تنسيق بين المجموعات في الداخل والخارج والمجموعات المسلحة والمجموعات السياسية والناشطين المدنيين لأننا نود أن نتجنب مصيرا تاريخيا في سوريا بأن الجيش والمجموعات المسلحة منفصلة تماما عن السياسيين، نحتاج إلى هيكلة سياسية تسيطر على الأمور في البلاد وأن تحترم المجموعات المسلحة السياسيين. ولذلك نجلس مع ممثلين سياسيين للمجموعات المسلحة لتشجيع إنشاء قيادة سياسية للمجموعات في الداخل، مسلحة أو سياسية أو مدنية من أجل إنشاء إدارة محلية في بعض المناطق. النظام يسيطر إلى المدن الكبيرة ولكن في الكثير من المناطق الريفية، الوجود للنظام محدود جدا.

* هل يمكن تحقيق ذلك من خلال التنسيقيات المحلية؟

- الآن نوسع التواصل مع التنسيقيات في الداخل والناشطين أيضا.

* هناك تساؤلات كثيرة حول المجلس الوطني السوري. وبعد دعم خارجي واسع للمجلس واعتباره أحد الممثلين الشرعيين للشعب السوري، هناك الآن ظاهرة توسيع نطاق التعاون مع أطراف المعارضة السورية، لماذا؟ وما هو تقييمكم للمجلس؟

- المجلس الوطني السوري عنصر مهم في المعارضة السورية ولكن هناك عناصر معارضة أخرى ونحن نتواصل مع كلها. نود من المجلس الوطني السوري والمجموعات الأخرى السياسية أن يعملوا ويتعاونوا مع بعض في تطوير الخطة للفترة الانتقالية التي تمت بلورتها في مؤتمر القاهرة للمعارضة في أوائل شهر يوليو (تموز) الماضي، كانت هناك وثيقتان، العهد الوطني أي الرؤية المستقبلية لسوريا وإنشاء دولة مدنية في سوريا، وأيضا خطة استراتيجية للفترة الانتقالية. والآن نشجع المجموعات المختلفة في المشاركة بما يسمى بلجنة المتابعة والاتصال للتبشير لهذه الخطة داخل سوريا وخارج سوريا مع المجتمع الدولي وللتنسيق والتشاور مع الدول المانحة الكبيرة. كلنا نحضر الآن للفترة ما بعد سقوط النظام وكل الحاجات الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلاد. ونحتاج إلى صوت سوري قوي لبلورة هذه الاستراتيجية للفترة الانتقالية. وهناك الآن مشاورات في المعارضة السورية حول تعيين ممثلين في لجنة متابعة وفتح مكتب في القاهرة تحت مظلة جامعة الدول العربية لتطوير هذه الخطة للفترة الانتقالية للتنسيق مع كل المجموعات في الداخل وأيضا المجتمع الدولي.

* وعندما تقول: إن هناك هيكلة سياسية، هل هذا يشمل حكومة انتقالية؟

- نتكلم فقط في هذه المرحلة عن تشكيل لجنة فنية تقنية من أجل المشاورات حول الفترة الانتقالية والحاجات الاقتصادية والأمنية في هذه المرحلة من أجل تجنب الفوضى. طبعا هناك مشاورات بين السوريين والمعارضة السورية وتشكيل ما يسمى بمجلس حكماء ولاحقا حكومة انتقالية. ولكن لا بد أن نبدأ في التركيز على الشؤون العملية أولا.

* ولكن الطريقة التي تتحدث عنها حول التنسيق بين المعارضة السورية، هناك صعوبة في رؤيتها على واقع الأرض. هناك انقسامات واضحة، فإلى أي درجة يعوق ذلك العمل من أجل التنسيق الفني أو التوصل إلى ملامح خطة انتقالية؟

- نعم هناك انقسامات معروفة ولكن مع ذلك هناك اتفاقية بين كل المجموعات السياسية الكبيرة حول الحاجة إلى التغيير أولا ومن ثم تجنب الفوضى في الفترة الانتقالية. ونود أن نشجع التماسك بين المجموعات المختلفة عن طريق التركيز على الشؤون العملية وبعيدا عن الصراعات الشخصية أو الاختلافات الطفيفة أو التقليدية بين المجموعات. وهناك ناشطون من الشباب لديهم خبرة ورؤية لإنشاء دولة حديثة في سوريا نود أن نفسح المجال لهم تحت مظلة القيادة السياسية للمجموعات المختلفة لإحراز تقدم في بناء تفاهمات بين المناطق المختلفة في سوريا وبين المجموعات السياسية المختلفة. وإن شاء الله إذا ركزنا على الشؤون العملية والفنية والتقنية يمكن أن نتغلب على بعض التوترات والمشاكل المعروفة التي شاهدناها في الماضي.

* هناك أيضا شخصيات سياسية بارزة على الساحة، خاصة بين المنشقين مثل رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، هل لديكم اتصالات معه؟

- حتى الآن لم أجلس مع رئيس الوزراء السابق ولكن إن شاء الله المنشقون سيلعبون دورا بناء في المفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية. لأنه في نهاية المطاف، حتى وإن استمرت هذه الصراعات في سوريا لفترة ما، في النهاية لا بد أن نجد حلا سياسيا وهذا يحتاج إلى مفاوضات مع بعض العناصر من النظام وبعض العناصر من المعارضة.

* كانت هناك توقعات بأن يكون هناك دور سياسي لمناف طلاس بعد انشقاقه، لكن هناك من يعارض ذلك من أوساط المعارضة، هل لديكم اتصال مع طلاس أولا وهل تسعون لإقناع المعارضة بمنحه دورا؟

- ليس لدينا اتصال معه وهذه الأمور متروكة للسوريين، يعني نحتاج لصوت قوي وواضح سوري حول مستقبل البلاد ومن يلعب دورا في هذه الفترة الانتقالية. وأنا أعتقد أن من الواضح من أجل تجنب الفوضى في سوريا نحتاج إلى مشاركة أكثرية المجموعات السياسية المختلفة. والمعارضة عموما قالت: إن أي سوري من النظام لم تلطخ أياديه بدماء السوريين له دور إذا تبنى رؤى المعارضة السورية لإنشاء دولة مدنية حديثة تحترم التعددية في المجتمع السوري.

* هل لديكم أي معلومات عن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع واحتمال انشقاقه؟

- لقد سمعت الأخبار وقرأت التقارير ولكن حتى الآن ليست لدينا معلومات مؤكدة حول مصير فاروق الشرع.

* هناك مخاوف من تبعات الطائفية على العملية السياسية والتنسيق بين المجموعات السورية المختلفة، إلى أي درجة تمثل هذه القضية تحديا؟

- الطائفية تزداد ونشعر بقلق متزايد بسبب الطائفية في سوريا ولكن مع ذلك كما أرى مع المجموعات السياسية المختلفة، أعتقد أن أكثرية السوريين يرفضون النظام الطائفي في سوريا ولا بد أن نبني على الشخصيات والمجموعات التي تتبنى رؤية الدولة المدنية وتحترم كل المكونات في سوريا. وأعتقد أن العهد الوطني وضح بكل وضوح أن رؤية أكثرية المجموعات في المعارضة مبنية على أساس المشاركة لكل المكونات في المجتمع السوري. من دون هذه الرؤية، لا أعتقد أن الفترة الانتقالية ستنجح في سوريا، وستدخل سوريا مرحلة صعبة جدا. لذلك نود أن نقدم دعما ومساعدة للمجموعات التي تحترم التعددية الطبيعية للمجتمع السوري.

* ولكن الوثائق والتصريحات شيء والتطبيق شيء آخر، إلى أي درجة تلمسون قناعة بذلك بين أطياف المعارضة؟

- التطبيق هو الخطوة الثانية، ولكن الاتفاق على الرؤية والمبادئ والاستراتيجية هي الخطوة الأولى. والمعارضة أحرزت تقدما في هذا المجال وهناك حاجة لاستكمال هذه المهمة وهذا هو عمل لجنة المتابعة والاتصال لأنني أعتقد أن في الفترة ما بعد سقوط النظام الحكومة الانتقالية السورية ستحتاج إلى مساعدة من الدول المانحة وسنطلب منهم استراتيجية مقنعة. وإذن ممكن أن نعمل الآن على بلورة استراتيجية مقنعة، السوريين أولا والمجتمع الدولي ثانيا، هذا إن شاء الله سيساعد على احتواء التداعيات السلبية بعد سقوط النظام.

* بالنسبة إلى مرحلة ما بعد سقوط النظام، الفترة الزمنية غير معلومة.

- في أقرب وقت إن شاء الله.

* ولكن إلى ذلك الحين، هناك حاجة إلى التوصل إلى حل سياسي، فهل تعتقدون هناك أي مجال لمساع ناجحة لحوار بين النظام الحالي والمعارضة؟

- هذا الحوار ضروري، هناك اتصالات بين بعض العناصر من داخل النظام وبعض العناصر في المعارضة وهذا شيء جيد، لكن نحتاج إلى التزام من أكثرية المجموعات السياسية والكوادر من داخل النظام لإنقاذ البلاد من التدهور الحالي وهذا يحتاج إلى قرارات شجاعة. في رأي بريطانيا، (الرئيس السوري) بشار الأسد كانت لديه فرص كثيرة لإفساح المجال لهذا الحوار ولكن للأسف الشديد أنه لم ينتهز هذه الفرص وتبنى أساليب شرسة، وليس هناك حل أمني لطلبات الشعب السوري الشرعية. ولذلك لا بد أن يكون الباب مفتوحا للحل السياسي. ولكن بسبب تصرف النظام حتى الآن، من الواضح أن الشعب السوري بحاجة إلى حماية ولا بد أن نمارس ضغطا إضافيا على النظام لتغيير تصرفه.

* هل هناك تواصل بين بريطانيا وأي من المسؤولين في النظام السوري؟

- ليس لدينا سفارة في دمشق.. نتكلم مع ناس لديهم علاقة مع النظام، ليسوا ناشطين في المعارضة ولكنهم رجال أعمال وشخصيات من داخل سوريا. هناك مجموعة كبيرة من السوريين ليسوا مع المعارضة وليسوا مع النظام.

* لو كان هناك إقبال من الحكومة السورية على الحوار، مع وجود الأسد رئيسا للبلاد، هل يمكن إنجاح الحوار، أم يجب ذهاب الأسد أولا؟

- أكثرية مجموعات المعارضة رفضت بقاء الأسد في السلطة وأعتقد أنه في الوقت الحالي، الحل السياسي يعتمد على رحيل الأسد ولكن كلنا نريد أن نتجنب انهيار الدولة بشكل كامل، لذلك إذا كانت هناك صيغة لإطلاق عملية سياسية وفترة انتقالية سلسلة على أساس مفاوضات عناصر من النظام والمعارضة، هذا بمثابة الحل الأفضل في الظروف الحالية.

* ما هي أكبر التحديات التي تواجهها في عملك الآن؟

- كما قلت، كلنا نريد أن نتجنب الفوضى في سوريا لذلك نحتاج من المعارضة بلورة خطة أمنية لتجنب الفوضى في البلاد بعد سقوط النظام. وأيضا نحتاج إلى عمل سريع لتحريك الاقتصاد في سوريا لأن الأوضاع الاقتصادية تتدهور بشكل متواصل. لا بد أن نبلور الخطط الآن، من أجل الحفاظ على الأمن وتحريك الاقتصاد بعد سقوط النظام. وأعتقد أن عمل لجنة المتابعة والاتصال عمل مهم جدا، وأيضا المشاورات السياسية حول مراحل أو معالم الفترة الانتقالية، والمجتمع الدولي جاهز للتواصل مع المعارضة السورية من أجل بلورة خطة مقنعة، ونريد أن تشارك هذه اللجنة في المحادثات الآن. وهناك فرصة للاجتماع الأول في الأسبوع المقبل في القاهرة للجنة.

* هل تتوقعون تقديم كل فصائل المعارضة ممثلين عنها لهذه اللجنة بحلول اجتماع الأسبوع المقبل؟

- الآن نشجع المجلس الوطني والمجموعات الأخرى للإسراع في الترتيب للاجتماع الأول لأن الأوضاع في البلاد تتدهور ونحتاج إلى إرسال رسالة واضحة للسوريين في الداخل بأن هناك عملا جديا من أجل إنقاذ الأوضاع في البلاد.

* هل سيكون لدى الجيش السوري الحر ممثلون في اللجنة؟

- نشجع تعيين ممثلين سياسيين للمشاورات للمجموعات في الداخل والخارج والمجتمع الدولي، وهم لهم دور لأنهم موجودون على أرض الواقع.

* هناك نوع من الخشية في الحديث عن التواصل مع الجيش السوري الحر، لماذا؟

- كما قال وزير الخارجية (البريطاني) نحن جاهزون وأنا شخصيا أجلس مع ممثلين سياسيين، لا أجلس مع مقاتلين. نود أن نشجع على تطوير الاستراتيجية للمجموعات المسلحة، لأن من دون أهداف سياسية للمعارضة، وحتى الجماعات المسلحة البارزة، ستفقد الفرصة في بناء سوريا أفضل.

* ظهرت دلائل على وجود متشددين وأجانب، حتى من إنجلترا، إلى جانب المقاتلين في صفوف الثوار السوريين، إلى أي درجة أنتم قلقون من تبعات ذلك؟

- نتابع هذا الموضوع عن كثب وبعناية، كلنا نخشى من استغلال الفوضى من قبل المتطرفين والمتشددين، ولكن هناك إشارات مشجعة من المجموعات المسلحة للجيش الحر والمجموعات السياسية في البلاد بأنهم يرفضون وجود «القاعدة» أو جبهة النصرة كما يسمى، والمجموعات المتطرفة، لأن أغلبية السوريين معتدلون ولا يريدون طائفية أو قوى تستقطب البلاد. ولا بد أن نبني على الأغلبية السورية التي ترفض التطرف. ولكن بالتأكيد هناك قلق حول الوجود للمتطرفين وقلق حول إذا كان هناك فوضى في سوريا ومشكلة الأسلحة الكيماوية، لا نريد أن تحصل مجموعات متطرفة على تلك الأسلحة. والوجود حتى الآن محدود (للمتشددين) ولكن يزداد ونخشى من التأثير على الدول المجاورة ونخشى من وجود دائم للمتطرفين وإفساح مجال لهم للتخطيط لعمليات في الخارج.