الأمم المتحدة تشير بإصبع الاتهام لإيران بشأن إمدادات أسلحة النظام السوري

القدوة نائبا للإبراهيمي.. والعربي طالب بدعم جهودهما

TT

قالت الأمم المتحدة أمس إن إيران تزود سوريا بالأسلحة فيما يبدو، بينما بدأت الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد تتحول بدرجة أكبر إلى حرب أهلية.

ويدعم اتهام الأمم المتحدة اتهامات من جانب مسؤولين غربيين لإيران بتقديم أموال وأسلحة ودعم يتعلق بالمخابرات للأسد في جهوده لسحق المعارضة. ويقول معارضون سوريون أيضا إن طهران أرسلت مقاتلين من الحرس الثوري وجماعة حزب الله.

وقال جيفري فيلتمان مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي: «عبر الأمين العام مرارا عن قلقه بشأن تدفق الأسلحة على الطرفين في سوريا، والذي ينتهك في بعض الحالات فيما يبدو القرار 1747 الذي أصدره المجلس، ويحظر صادرات الأسلحة بموجب الفصل السابع».

ويحظر القرار 1747 صادرات الأسلحة من إيران بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح لمجلس الأمن بإجازة إجراءات تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري.

وكان القرار قد صدر ردا على تحدي إيران لمطالب الأمم المتحدة بأن توقف طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وترفض إيران مزاعم الدول الغربية وحلفائها بأنها تطور أسلحة نووية.

وقال فيلتمان لمجلس الأمن خلال بيان منتظم بشأن الشرق الأوسط «تركز الحكومة والمعارضة على العمليات العسكرية واستخدام القوة وتستخدم قوات الحكومة الأسلحة الثقيلة في مراكز سكنية». وأضاف: «الشعب السوري يعاني بشدة من العسكرة المتزايدة والمروعة لهذا الصراع».

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 18 ألف شخص قتلوا وفر نحو 170 ألفا من البلاد نتيجة للقتال في سوريا. وقالت فاليري أموس، منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، إن ما يصل إلى 5.‏2 مليون شخص في سوريا يحتاجون لمساعدات. وكشفت لجنة خبراء مستقلين تابعة لمجلس الأمن الدولي تراقب العقوبات على إيران عن عدة أمثلة على قيام إيران بنقل أسلحة إلى حكومة سوريا.

وفي سياق ذي صلة، أكدت الأمم المتحدة أمس أن الأمين العام للمنظمة بان كي مون سيحضر قمة عدم الانحياز في طهران الأسبوع المقبل، رغم دعوة الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مقاطعة القمة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي: «فيما يتعلق بإيران، سيستغل الأمين العام الفرصة لنقل بواعث القلق الواضحة والتوقعات من المجتمع الدولي»، وأضاف: «يشمل ذلك برنامج إيران النووي والإرهاب وحقوق الإنسان والأزمة في سوريا»، موضحا أن مون سيكون في إيران في الفترة من 29 إلى 31 أغسطس (آب).

في وقت قال فيه مسؤول في الجامعة العربية إن الدكتور نبيل العربي سيلتقي الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك قريبا للتشاور حول الوضع في سوريا، أعلنت الجامعة العربية عن تعيين الدكتور ناصر القدوة في منصب نائب الممثل المشترك، وطالب العربي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بدعم جهودهما للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

ونفى مصدر بالجامعة العربية أن يكون قد تم تحديد موعد للقاء العربي بالإبراهيمي، لكنه رجح أن يتم اللقاء قبل الخامس من سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو الموعد المقرر لعقد الدورة 138 لمجلس وزراء الخارجية العرب، حيث من المنتظر أن يقدم الأمين العام لمجلس الجامعة تقريرا حول تطوير منظومة العمل العربي المشترك في ضوء التقرير الذي ستقدمه لجنة التطوير برئاسة الإبراهيمي.

إلى ذلك، قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه اتفق مع بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة على تعيين الدكتور ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين الأسبق ونائب المبعوث السابق إلى سوريا كوفي أنان، نائبا للإبراهيمي الممثل المشترك الجديد لهما في سوريا.

وأكد بيان صادر عن الجامعة العربية أن تعيين الدكتور القدوة في منصب نائب الممثل المشترك لسوريا يأتي استكمالا للدور الذي قام به في مهمته السابقة كنائب لأنان خلال الستة أشهر الماضية، وخاصة دوره في دفع جهود التنسيق بين أطراف المعارضة السورية، والتي كللت بالنجاح بعقد المؤتمر الأول الجامع للمعارضة بالقاهرة في مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، والذي صدرت عنه وثائق توافقية تحدد رؤية مشتركة للمعارضة بشأن المرحلة الانتقالية والمستقبل السياسي لسوريا.