كتاب عن مقتل بن لادن يدخل المعركة الانتخابية الأميركية

مؤلفه أحد رجال الكوماندوز.. وجمهوريون: أوباما يقف وراءه

TT

رغم أنه لم يصدر حتى الآن، دخل كتاب جديد عن قتل أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، المنافسة بين الرئيس باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رومني. وشن قادة جمهوريون هجوما على الرئيس أوباما، وقالوا إنه وراء إصدار الكتاب، الذي يعتقد أن كاتبه واحد من رجال الكوماندوز الذين قتلوا أسامة بن لادن. وأن الكتاب فيه معلومات سرية، وسيؤثر نشرها على الأمن الأميركي.

وقال كريس بلانت، معلق جمهوري في إذاعة «دبليو إم آي إل» المحافظة في واشنطن: «كنا ننتظر مفاجأة أكتوبر (تشرين الأول) قبل الانتخابات كواحدة من حيل أوباما. وها هو أوباما يستعجل المفاجأة، ويصدرها في سبتمبر (أيلول)». هذه إشارة إلى أن الكتاب سوف يصدر يوم 11 سبتمبر، في الذكرى السنوية لهجوم «القاعدة» على الولايات المتحدة سنة 2001.

وأضاف كريس: «بأي حق يدعي أوباما أنه بطل عملية قتل بن لادن؟ وبأي حق يسمح لضابط مجهول اشترك في العملية السرية بأن ينشر كتابا عن العملية؟ لا بد أن أوباما يعرف كل شيء عن هذا الكتاب».

وكانت دار نشر «داتون» في نيويورك أعلنت، أول من أمس، أنها ستصدر الكتاب. ووصفت المؤلف، الذي لن تنشر اسمه الحقيقي، بأنه «كان واحدا من الرجال الأوائل الذين دخلوا من خلال الباب في الطابق الثالث من مخبأ الزعيم الإرهابي. وكان حاضرا عند وفاته».

وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه إذا كان الوصف المتوقع في الكتاب صحيحا، فسوف ينهي الكتاب السرية التي يحتفظ بها أعضاء فريق «سيلز» (كوماندوز البحرية الأميركية) الذي نفذ الغارة على منزل بن لادن في أبوت آباد، في باكستان.

بالإضافة إلى إثارة غضب الحزب الجمهوري، الذي بدأ فعلا، يمكن أن يثير نشر الكتاب قضايا قانونية للرئيس أوباما، الذي كان اتهم في الماضي بأنه يسرب، من وقت لآخر، أسرارا من العملية إلى الصحافيين بما يخدم مصلحته في الانتخابات، وبما يصوره كأنه بطل قتل بن لادن.

وقالت المصادر الإخبارية إن الغارة نفذتها نخبة سرية ومشتركة في قيادة العمليات الخاصة، وتحت إشراف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). وإن خبر نشر الكتاب كان مفاجأة للمسؤولين في البنتاغون، و«سي آي إيه». وقال هؤلاء إنه لا مؤلف الكتاب، ولا دار النشر، عرضا محتويات الكتاب لوزارة الدفاع أو «سي آي إيه»، مما يخرق قانونا يتطلب إذنا للعاملين في الوزارة، أو في وكالة التجسس، قبل الكتابة عن عمليات سرية.

وأمس، قال برستون غولسون، متحدث باسم «سي آي إيه»: «لم يقدم هذا الكتاب للمراجعة قبل النشر». وقال جورج ليتل، متحدث باسم وزارة الدفاع: «لا أعلم أن أي شخص في الوزارة استعرض الكتاب». وقال مسؤولون في البيت الأبيض إنهم لا يعرفون أي شيء عن الكتاب. وقال تومي فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: «علمنا عن هذا الكتاب من التقارير الصحافية. نحن لم نراجعه، ولا نعرف محتواه».

وقالت مصادر إخبارية إن اسم الكتاب هو: «نوت إيزي داي (ليس يوما سهلا): وصف مباشر للفرقة التي قتلت أسامة بن لادن». ورغم أن الغلاف يشير إلى أن المؤلف هو «مارك أوين»، قالت دار النشر إنه ليس الاسم الحقيقي للمؤلف.

وحسب بيان أصدرته دار النشر، على لسان المؤلف: «في الكتاب التسجيلات المباشرة لواحدة من أكثر العمليات العسكرية الأميركية أهمية في التاريخ». وقال البيان إن المؤلف تعهد بالتبرع «بغالبية العائدات» للجمعيات الخيرية التي تدعم عائلات فرقة «سيلز» الذين قتلوا خلال أدائهم واجبهم العسكري.

ورفض متحدث باسم دار النشر تقديم أي معلومات إضافية عن هوية المؤلف، أو إذا كان الكتاب فحص من قبل أي وكالة حكومية.

وحسب معلومات في غلاف الكتاب، شارك في تأليف الكتاب الصحافي الأميركي كيفن مورير، لكنه هو الآخر رفض الإجابة عن أسئلة من الصحافيين حول الكتاب.

وقالت المصادر الإخبارية إنه ليس واضحا إذا كانت «سي آي إيه»، أو البنتاغون، سوف يتخذ أي منهما إجراءات قانونية ضد المؤلف، أو دار النشر. وأشارت إلى أنه، قبل عامين، حاول البنتاغون شراء وتدمير 10000 نسخة من كتاب كتبه ضابط سابق في وكالة الاستخبارات العسكرية (دي آي إيه) عن العمليات في أفغانستان. ولا يزال الموضوع أمام القضاء.