واشنطن ترسل حاملة طائرات للمنطقة.. وخامنئي يدعو لاقتصاد مقاومة

بانيتا يشير إلى التهديدات من إيران واضطرابات سوريا كسببين لإعادة «ستينيس» إلى الشرق الأوسط

صورة وزعها الموقع الرسمي للمرشد الإيراني علي خامنئي أمس تظهر خامنئي وهو يتحدث مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خلال اجتماع للحكومة الإيرانية في مكتب خامنئي بطهران أمس (أ.ف.ب)
TT

قالت وكالة أنباء البحرية الرسمية في الولايات المتحدة، إن البحرية الأميركية قطعت عطلة طاقم إحدى حاملات الطائرات وستعيد أفراده إلى الشرق الأوسط في الأسبوع المقبل لمواجهة أي تهديد من إيران.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا للبحارة على متن حاملة الطائرات «ستينيس» في ميناء سياتل أول من أمس، إن هناك حاجة لعودتهم إلى الشرق الأوسط قريبا بعد الموافقة على طلبات من القيادة المركزية الأميركية بعودة «ستينيس» للمنطقة. ونقلت وكالة الأنباء العسكرية الأميركية عن بانيتا قوله للبحارة في قاعدة عسكرية على الساحل الغربي الأميركي قبيل انطلاقهم في مهمتهم «من الواضح أن إيران واحدة من تلك التهديدات»، وأضاف «ثانيا، هناك الاضطرابات في سوريا.. ونحن بالطبع نتابعها عن كثب أيضا».

ودفع رحيل حاملة الطائرات «ستينيس» في يناير (كانون الثاني) من منطقة الأسطول الخامس الذي يتخذ من البحرين مقرا، عطاء الله صالحي قائد الجيش الإيراني إلى التهديد باتخاذ إجراء في حالة عودتها قائلا إن إيران لم تعتد التحذير أكثر من مرة.

وأشعلت هذه التهديدات حربا كلامية بين إيران والولايات المتحدة سببت اضطرابا في أسواق النفط وما زال هناك قدر كبير من المخاوف من احتمال قيام مواجهة عسكرية.

وأشار بانيتا إلى برنامج إيران النووي وتهديدها لناقلات النفط في مضيق هرمز باعتبارهما عاملين يسببان قلقا، ومن الممكن أن تواجههما مجموعة «ستينيس» القتالية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية التي تشمل أيضا سوريا وأفغانستان.

وقال بانيتا إن الاهتمام الأميركي بسوريا يتركز على تقديم مساعدات إنسانية ومراقبة مخزونات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وتقديم معدات غير فتاكة للقوات التي تعارض الرئيس بشار الأسد.

وقال متحدث باسم الأسطول الخامس في البحرين إن إعادة نشر حاملة الطائرات ليست حشدا للقوات في الخليج لأن حاملة الطائرات الأميركية «إنتربرايز» من المقرر أن تغادر المنطقة في رحلتها الأخيرة عائدة إلى الولايات المتحدة قبل إحالتها للاستيداع بعد 50 عاما من الخدمة. وقال اللفتنانت جريج رايلسون إن «وجود حاملتي طائرات يتغير وفقا للحاجة والمتطلبات».

وتصاعدت التهديدات الإيرانية في العام الماضي بإغلاق مضيق هرمز الذي مر من خلاله نحو 17 مليون برميل يوميا في عام 2011، بينما تم تشديد عقوبات أميركية وأوروبية تهدف إلى حرمان طهران من التمويلات اللازمة لتطوير برنامجها النووي. وكان من المقرر أن يكون النشر التالي لحاملة الطائرات «ستينيس» في المحيط الهادي قرب نهاية 2012 لكن تم تقديم عودتها للخدمة بأربعة أشهر بسبب التوتر في الخليج.

وفي طهران دعا المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي أمس إلى إرساء «اقتصاد مقاومة» يتيح لإيران مواجهة العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وقال خامنئي إن «قوى الاستكبار (الدول الغربية) تستخدم كل ثقلها لدفع إيران إلى التراجع وينبغي استخدام كل قدرات البلاد لتبديد أوهامها»، في إشارة إلى الحظر المالي والنفطي الغربي الهادف إلى إجبار إيران على التخلي عن برنامجها النووي. وأضاف المرشد الإيراني خلال لقاء مع الحكومة أن «اقتصاد المقاومة سيجعل البلاد أكثر قوة في مواجهة مؤامرات الأعداء. إنه السبيل الوحيد الذي يتيح لنا مواصلة طريق التقدم».

ولم يشر خامنئي تحديدا إلى العقوبات أو إلى المسألة النووية، لكن موقفه يأتي بعدما أقر العديد من المسؤولين الإيرانيين في الأسابيع الأخيرة بتأثير الحصار الغربي على اقتصاد البلاد.

وأدت العقوبات المصرفية الشديدة التي فرضت على إيران منذ 2010 إلى تباطؤ النشاط الصناعي وتراجع الاستثمارات الأجنبية وتسببت في تضخم تجاوزت نسبته 20 في المائة وفي تصاعد البطالة أيضا. وأكد رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني آية الله علي جنتي في بداية أغسطس (آب)، أن إيران تتعرض لـ«حرب»، داعيا إلى التعبئة لمواجهة العقوبات الدولية.

إلى ذلك، وصف الناطق باسم الخارجية مهمان برست تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي حول حقوق الإنسان في إيران بـ«الوقحة».