العراقيون ينتظرون تسليم الدفعة الأولى من طائرات «إف 16» عام 2014 وسط جدل سياسي

تضم 18 طائرة من مجموع 36 وبعقد قيمته 12 مليار دولار

TT

بينما لا تزال التصريحات تتضارب بين كبار المسؤولين العراقيين بشأن صفقة طائرات «إف 16» التي تعاقد العراق على شرائها من الولايات المتحدة الأميركية قبل نحو سنتين، فإنه طبقا للتقديرات الرسمية سوف تصل الدفعة الأولى من هذه الصفقة إلى العراق مطلع سبتمبر (أيلول) عام 2014. وكان قد سبق الإعلان عن هذه الصفقة جدل سياسي بشأن رفض الولايات المتحدة الأميركية أن يكون طيارون شيعيون من بين المتدربين العراقيين على قيادة هذه الطائرات، وذلك طبقا للتصريحات التي صدرت عن أعضاء في البرلمان العراقي ينتمون إلى التحالف الوطني الشيعي. لكن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد ومكتب القائد العام للقوات المسلحة العقيد ضياء الوكيل كان قد نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» صحة مثل هذه الأنباء. وقال الوكيل إن «الولايات المتحدة الأميركية لم تمارس ضغطا بأي شكل من الأشكال على الحكومة العراقية بخصوص تدريب الطيارين العراقيين على طائرات (إف 16)». وأضاف الوكيل أن «مثل هذه الأخبار عارية عن الصحة تماما»، مشيرا إلى أن «العراق هو الذي أرسل الطيارين الذين يتدربون الآن في الولايات المتحدة على هذه الطائرات وعددهم 13 طيارا، وهم من طوائف ومكونات مختلفة، وليست الولايات المتحدة هي التي طلبت ذلك أو تدخلت بحذف أو إضافة أي اسم». وكشف الوكيل أن «الحكومة العراقية سوف ترسل مطلع العام المقبل 14 طيارا آخرين للتدريب على هذه الطائرات، وهم أيضا من كل مكونات المجتمع العراقي». وردا على سؤال حول متى يتسلم العراق أول طائرة «إف 16» قال الوكيل: «إن أول طائرتين سيتسلمها العراق خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2014 مع اثنين من الطيارين العراقيين الذين تدربوا عليها».

لكن المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن مؤخرا أن العراق سوف يتسلم الدفعة الأولى من هذه الطائرات وعددها 18 طائرة عام 2014، وهو رقم يخالف التوقعات والبيانات الرسمية، خصوصا لجهة عدد الطيارين الذين يتدربون على هذا النوع من الطائرات، ويلزمهم وقت طويل لإتمام عملية التدريب. وقال الموسوي في تصريحات صحافية إن العراق «ينتظر تسلم الوجبة الأولى من الطائرات المقاتلة طراز «إف 16» خلال شهر مارس (آذار) عام 2013»، مشيرا إلى أنه ووفقا «للاتفاق المبرم مع الولايات المتحدة الأميركية ستصل الوجبة الأولى وعددها 18 طائرة خلال مارس القادم». لكنّ مسؤولا أميركيا نقل خلال زيارة رئيس أركان الجيوش الأميركية إلى العراق مؤخرا أن العراق سوف يتسلم الدفعة الأولى من هذه الطائرات عام 2014 دون أن يحدد عددها. وسبق للحكومة العراقية أن أعلنت خلال شهر يوليو (تموز) عام 2011 أنها رصدت ميزانية مضاعفة لشراء 36 طائرة من نوع «إف 16» بدلا من 18 طائرة، وأكدت في 27 سبتمبر الماضي عن تسديد الدفعة الأولى من قيمة الصفقة إلى الولايات المتحدة. وتعرضت صفقة الـ«إف 16» للكثير من الإخفاقات بعدما رفعت الميزانية المخصصة لها من موازنة 2011 ثم أحيلت المبالغ المخصصة لها، التي بلغت 900 مليون دولار كدفعة أولية لدعم البطاقة التموينية في فترة كانت تشهد فيها البلاد احتجاجات واسعة على سوء الخدمات وقلة فرص العمل. وتعتبر طائرات «إف 16» التي تنتجها مجموعة شركات «جنرال دايناميكس» وتصدر إلى نحو عشرين بلدا هي المقاتلة الأكثر تطورا والأكثر استخداما في العالم. وتأتي صفقة التسليح هذه ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، والتي تنص على تدريب وتجهيز القوات العراقية قبل أن تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي 2011، وقد انسحبت القوات المقاتلة من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 يونيو (حزيران) 2009، في وقت يؤكد الجيش الأميركي في العراق أنه لم يعد له سوى أقل من سبعة آلاف جندي.