فتح: التحريض على عباس يستهدف إجهاض التوجه للأمم المتحدة طلبا للعضوية

ليبرمان يواصل هجومه عليه ويتهمه بدعم الإرهاب السياسي.. وواشنطن: نقيم علاقات عمل جدية معه

TT

ربطت حركة فتح بين حملة التحريض الإسرائيلية المتواصلة، التي يقودها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، على الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ونيته التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب دولة غير عضو في سبتمبر (أيلول) القادم. وقالت الحركة في بيان أمس إن تصريحات ليبرمان تهدف إلى «إجهاض مسعى القيادة الفلسطينية للحصول على عضوية مراقب لدولة فلسطين في الأمم المتحدة والتغطية على جرائم حكومة ليبرمان - (بنيامين) نتنياهو المتطرفة».

وأكد المتحدث باسم الحركة فايز أبو عيطة أن «التحريض المتواصل من قبل ليبرمان على الرئيس عباس، لن يثنيه عن مواصلة التمسك بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، والمضي قدما نحو تحقيق أهداف وآمال الشعب الفلسطيني، بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف». وأضاف: «إن هذا التهديد والاستهداف الدائم للقيادة الفلسطينية، سيدفع الشعب الفلسطيني للتمسك بقيادته الشرعية والالتفاف حولها، وحول مسعاها الدائم للحصول على الحقوق الوطنية، وسيكون دافعا أساسيا لشعبنا بكافة أطره الوطنية وفصائله السياسية لإنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية».

ويقود ليبرمان حملة ضد أبو مازن منذ مدة طويلة، داعيا لإزالته بصفته «عقبة» في طريق السلام. وجدد ليبرمان هجومه أمس، باتهامه «بمساندة الإرهاب في مناطق الضفة الغربية وممارسة الإرهاب السياسي ضد إسرائيل في المنتديات الدولية»، قائلا: إن ما يمارسه الرئيس الفلسطيني «أكثر خطورة عن الإرهاب المسلح الذي تمارسه حركة حماس وغيرها من التنظيمات». وأضاف في مقابلة إذاعية «عباس لا ينوي حقا إحلال السلام وليس جادا في ذلك».

وتابع مهاجما أبو مازن بقسوة: إنه «فاقد للسيطرة على قطاع غزة ويهاب القيام بالانتخابات في الضفة الغربية خوفا من فقدان سيطرته التي يعرف أنها تراجعت كثيرا».

ومضى يقول: «في الوقت الذي يدين فيه العمليات الإرهابية التي يقتل فيها الأطفال والنساء في إسرائيل فإنه (أبو مازن) يساند الإرهاب في مناطق الضفة ويكافئ المخربين، ويقود حملات إعلامية تحريضية ضد إسرائيل في مختلف المنابر الدولية بما في ذلك مؤسسات الأمم المتحدة ومؤتمر دربين».

وأردف قائلا: «لقد أطلق اسم يحيى عياش (مسؤول كتائب القسام الذي اغتيل في غزة في 1996) على الميدان الرئيسي في مدينة رام الله، ويصف المخربين الذين يفرج عنهم من السجون بمناضلين من أجل الحرية، وبنفس الوقت ينعت إسرائيل بنظام الفصل العنصري».

وردا على سؤال يتعلق بموقف نتنياهو المخالف لموقفه من رسالة بعثها للرباعية الدولية وطالب فيها بإسقاط عباس، أجاب ليبرمان «لا يهمني ما يصرح به رئيس الوزراء، ما يهمني هنا موقف الحكومة الإسرائيلية، وما قمت به لم يكن سرا، أنا لم أخالف أي قرار اتخذه الائتلاف الحكومي».

وكان ليبرمان يتحدث عن رسالته التي دعا فيها الرباعية لتحديد موعد لانتخابات عامة في أراضي السلطة الفلسطينية بهدف استبدال عباس الذي «يشكل عقبة أمام تقدم عملية التسوية»، وهو الموقف الذي أوضح نتنياهو أنه لا يمثله، وانتقده وزير الدفاع إيهود باراك أمس، معتبرا أنه موقف «خاطئ» يمس بالمصالح الإسرائيلية، ومن شأنه أن يؤدي إلى تدهور العلاقات مع الجانب الفلسطيني.

وساندت وزارة الخارجية الأميركية أمس أبو مازن، مؤكدة أن واشنطن تقيم «علاقة عمل جدية» مع رئيس السلطة. وقالت المتحدثة باسمها فيكتوريا نولاند «إننا تقيم علاقة عمل جدية مع الرئيس عباس، ولذا فإننا نتوقع أن نتمكن من العمل معه بشكل جيد».

ورغم عدم تبني الحكومتين الإسرائيلية أو الأميركية لموقف ليبرمان، لكن السلطة تأخذ موقفه على محمل الجد، وطالما حذر مسؤولون فلسطينيون من تكررا سيناريو التخلص من الرئيس الراحل ياسر عرفات، مع أبو مازن.

وثمة خطوات أخذتها تل أبيب، بعثت بإشارات مقلقة لرام الله، ومنها التحريض المتواصل على أبو مازن، وتكرار استخدام مصطلح «عقبة في وجه السلام» الذي استخدم في وصف عرفات قبل حصاره ووفاته، ومحاولة استهداف مكانة ودور الرئيس وتعمد منحه تصاريح تنقل مؤقتة في أوقات سابقة، وإضعاف السلطة وإحراجها عبر عمليات استيطان وسيطرة واعتقال وقتل في قلب الضفة، وإضعافها أيضا ماليا إلى حد كبير، وإعادة إحياء دور الإدارة المدنية الإسرائيلية التي تمثل «سلطة الاحتلال القائمة» بعد أن أنهت الاتفاقات السابقة دورها، وقيام هذه الإدارة بالتعامل مباشرة مع الجمهور الفلسطيني.

يضاف إلى كل ذلك ما تسرب قبل شهرين من تصريحات للرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمام زعماء الاتحاد الأرثوذكسي اليهودي في أميركا، قال فيها إنه ليس من الواضح ما إذا كان رئيس السلطة يرغب في التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.

وقالت مصادر سياسية وأمنية لـ«الشرق الأوسط» إنها تأخذ المخاطر التي تهدد حياة الرئيس على محمل الجد.