خيبة أمل في غزة من القرار المصري بمواصلة إغلاق معبر رفح

الزهار يطالب الإدارة المصرية بالتعامل مع الفلسطينيين في القطاع مثل الإسرائيليين بطابا

TT

لم يكن بوسع ماجد أبو سمحة التصدي لسيل الانتقادات التي وجهها أشقاؤه للقرار المصري الأخير بمواصلة إغلاق معبر رفح وفتحه فقط للحالات الإنسانية ثلاثة أيام في الأسبوع.

كان ماجد، الأستاذ الجامعي، الذي يقطن في مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة من أشد المؤيدين لمرسي، وعبر عن سعادته بفوزه بذبح خروف عندما تم الإعلان عن فوزه بالانتخابات. وحرص ماجد على الاعتراض على أي انتقاد لسياسات مرسي وكان يطالب الجميع بإبداء التفهم إزاء سياساته تجاه قطاع غزة، التي لم تختلف كثيرا عن سياسات سلفه في الحكم حسني مبارك.

لكن في أعقاب القرار الأخير بمواصلة إغلاق المعبر آثر ماجد الصمت وعدم الرد؛ إذ إن هناك شعورا كبيرا بالسخط على القرار المصري بعد أن أكد الجانبان؛ المصري والفلسطيني، أنه لم يكن لأحد من قطاع غزة دور في جريمة رفح التي راح ضحيتها ستة عشر جنديا مصريا.

ومن المفارقة أنه مع صعود مرسي، كان كثير من الغزيين قد خططوا للسفر؛ إما للعمل، وإما للتجارة، وقلة للسياحة، لكن آمال هؤلاء سرعان ما تبخرت مع القرار الأخير، الذي لا يضفي صدقية على تأكيد الإدارة المصرية الجديدة بأنها لن تسمح بمحاصرة غزة.

اعتاد مصطفى، 39 عاما، الذي يعمل في مجال التجارة، السفر للصين عبر مطار القاهرة، حيث يقوم بشراء بضائع وشحنها إلى مصر ومن ثم يتم تحويلها إلى قطاع غزة.. لكن لن يكون بوسع مصطفى التوجه لمدينة شنغهاي الصينية للتعاقد على شراء البضائع بسبب إغلاق المعبر، مما يسبب له كثيرا من الضيق. وقال مصطفى إنه أحد الذين اعتقدوا أن الأمور ستتحسن مع قدوم مرسي، لكنه يرى أن مسار الأمور حتى الآن لا يعكس ذلك. ويطالب مصطفى بإنزال حكم الإعدام على أي شخص يثبت تورطه في هجوم رفح بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنه لا يرى أن هناك ما يسوغ فرض العقوبات الجماعية على شعب بأكمله.

وحتى الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس، ضاق ذرعا بالقرار المصري وطالب بأن تتعامل الإدارة المصرية الجديدة مع الفلسطينيين في قطاع غزة كما تتعامل مع الإسرائيليين الذين يدخلون مصر عبر معبر طابا. وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، دعا الزهار الحكومة المصرية لعدم الانجرار وراء محاولات إسرائيل «الوقيعة بين قطاع غزة ومصر». وأضاف: «نأمل من الإدارة المصرية أن تقف مع الشعب الفلسطيني وتفتح معبر رفح البري بشكل كامل على مدار أيام الأسبوع». وأكد الزهار أن التحقيقات في جريمة قتل الجنود المصريين أثبتت أن لا علاقة لغزة بما حدث، وأن أيادي المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) وراءها، مضيفا: «لقد تألمنا كثيرا من القرار المصري بفتح معبر رفح 3 أيام في الأسبوع هي (السبت والاثنين والأربعاء)». وأشار الزهار إلى أن معبر طابا مفتوح للإسرائيليين؛ حيث عبر خلال فترة العيد أكثر من 10 آلاف إسرائيلي إلى سيناء، مما اضطر المصريين إلى تمديد العمل في معبر طابا للسماح لأكبر عدد من الإسرائيليين بالدخول إلى سيناء. وأوضح الزهار أن هناك أكثر من 40 ألف فلسطيني من المرضى وأصحاب الإقامات والطلاب وأصحاب المصالح مسجلون في كشوفات وزارة الداخلية ومحتاجون للسفر عبر معبر رفح.